( إنهم لا يفهمون علينا...)
عبد الكريم بكار
على الجميع أن يعلم أنه حين يصل العدوان إلى اغتصاب الحرائر في المعتقلات، فإن الأرواح تصبح من غير قيمة، وتصبح الحياة من غير معنى.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أشعر بالعجز عن شرح المآسي التي ذاقها السوريون خلال حكم العصابة الأسدية المجرمة، والذي استمر أكثر من نصف قرن، وأشعر بضيق شديد من أولئك الذين يقولون لنا: إن ثورتكم ستؤدي إلى انقسام المجتمع، وتوقف التنمية، والمزيد من المشكلات...
كثيرون ينظّرون على السوريين، ويطالبونهم بالصبر والأناة والتبصر..
وهم بالتأكيد مشكورون لحبهم لنا وغيرتهم علينا، ولكنهم لو ابتُلوا بمثل ما ابتٌلينا به فربما فعلوا أكثر مما فعلناه....
يا أيها الأعزاء هناك أمر واحد لا يمكن لمسلم لديه ذرة من الكرامة والمروءة والشرف أن يصبر عليه، ويسكت عنه، ولو كان تحركه سيؤدي إلى قيام الحرب العالمية الثالثة!
أتعرفون ما هو؟
إنه اغتصاب النساء في المعتقلات.
تقول إحدى من تم الإفراج عنهن أمس: دخلت المعتقل وعمري تسع عشرة سنة وخرجت اليوم وعمري اثنتان وثلاثون سنة، ولدي ثلاثة أطفال بأعمار سنتين وأربع سنوات وست سنوات، لا أعرف آباءهم...
هذه الحكاية واحدة من آلاف الحكايات التي لا نتحدث عنها لشدة حساسيتها...
هذه المأساة كافية والله لأن نغضب غضبة لا أكل معها ولاشرب، ولا نوم حتى نقطع دابرها.
قد صبرنا أكثر مما يجب وحلمنا أكثر مما يجب، وما زلنا إلى اليوم حريصين على بقاء سورية موحدة، وعلى أن نعض على الكثير من الجراح بغية فتح صفحة جديدة....
لكن على الجميع أن يعلم أنه حين يصل العدوان إلى اغتصاب الحرائر في المعتقلات، فإن الأرواح تصبح من غير قيمة، وتصبح الحياة من غير معنى.
هل هذا المختصر يجعل الناصحين يتفهمون أسباب ثورتنا على الطغاة، وأسباب اتساع فرحنا بسقوطهم؟
أرجو ذلك.