قادة أفذاذ لم ينتصروا في أي صراع.. كيف نعالجهم

منذ 2024-12-11

كلام أغلب صف الإسلاميين المصريين بشأن القادة والرموز بمدحهم واعتبارهم انهم لم يخطئوا ولم يقصروا أي تقصير أدى لوصول المشهد السياسي المصري لحالته الراهنة هو كلام عاطفي

 

كلام أغلب صف الإسلاميين المصريين بشأن القادة والرموز بمدحهم واعتبارهم انهم لم يخطئوا ولم يقصروا أي تقصير أدى لوصول المشهد السياسي المصري لحالته الراهنة هو كلام عاطفي، ولا تحكمه أي معايير علمية ولا موضوعية واقعية ولا علاقة له بالسياسة من قريب ولا بعيد، لا يوجد شيء اسمه أن قائدا سياسيا أو عسكريا فذا ولكنه مهزوم لسنوات ولا يمكنه تغيير الهزيمة لنصر.
 لا يوجد في اي علم سياسي او في أي تاريخ أن قائدا فذا يجلب الهزيمة دائما وباستمرار الى أن يموت، فإذا كان هذا هو حصاد القائد الفذ المخلص الصادق المتجرد من رغباته الشخصية فكيف يكون حصاد القائد غير الفذ؟!؟!.

قيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخالد بن الوليد

إن المثال الصحيح للقيادة هو قيادة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم  في "هزيمة أحد" اذ شن في ثاني يوم "غزوة حمراء الأسد" فحول "هزيمة أحد" لنصر.
والمثال الثاني هو "هزيمة مؤتة" إذ حولها خالد بن الوليد (رضي الله عنه) الى نصر.
فهكذا يكون القائد.. يحل المشاكل ويحول الهزائم لنصر، لكن لو عجز عن ذلك فهو عاجز عن احد اهم وظائف القيادة وجاهل بالحل المطلوب، فلا يجوز أن يقول أحد عنه إنه قائد سياسي او عسكري فذ، فلا يوجد فذ يعجز عن ايجاد أي حل للمشكلة أو حتى منع الخسارة الناتجة عن المشكلة تمهيدا لحلها في وقت تالي.

الفرق بين القائد والداعية

قل شيخ علوم شرعية، قل داعية مؤثر وواسع التأثير، قل إعلامي اسلامي مؤثر، لكن لا تقل قائد، فالأمة الإسلامية مغروسة في النكبات منذ أكثر من 200 عام بلا أي حل حقيقي، وما لم نفهم هذا فلن يخرج من الأجيال الصاعدة قائد حقيقي يعرف ما هي أول وأهم وظيفة للقائد، ألا وهي تحقيق الانتصارات وتجنب أو تقليل الهزائم وحل المشكلات.
تذكروا جيدا أن من يعجز عن حل المشكلة ومن يقل لا يوجد حل للمشكلة، هذا ليس جاهلا بالحلول فقط، بل هو ليس قائدا، لأن القائد لو جهل شيئا استعان وشاور أهل العلم والخبرة (مش يودي الأمة كلها في ستين داهية كي لا يستمع لرأي غيره).

كيف يحل القائد مشاكل صعبة؟

وانظروا كيف فعل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة فاستأجر مرشدا للطريق "وثني"، وكما فعل في غزوة الخندق استشار فاشاروا عليه بالخندق.
وكما فعل خالد بن الوليد (رضي الله عنه ) عندما أمره أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بالتحول من العراق الى الشام بجيش بسرعة فمساعدتهم ضد حشود الروم، فاستشار سائلا عن أقرب طريق يوصله بسرعة للشام، فقالوا له طريق كذا لكن ليس فيه ماء، لكنه وضع حلا لمشكلة الماء وهو الذي تعرفونه..الخ وسلك الطريق القاحلة فكانت سرعة وصوله بالجيش للشام مفاجأة للمسلمين وللروم معا.
فالقائد قد يخفى عليه حل لكنه قادر فورا على الحصول على المعرفة اللازمة والتي تمكنه من إجراء الحل.
تدبروا وانشروا هذا فالقادة الذين قادوا حتى وقعت الهزائم وبدل من أن يتمكنوا من الخروج منها غرزوا أنفسهم وأمتهم فيها هم أشخاص لا يملكون ملكة القيادة الرشيدة، بل هم فشلوا وتجب محاسبتهم على فشلهم لا تأليههم ونسج الأساطير حولهم رغم فشلهم.

عبد المنعم منيب

صحفي و كاتب إسلامي مصري

  • 5
  • 0
  • 134
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    الكرد.. وخريف القوميات • لم يتّعظ القوميون الكرد من الكوارث التي حلت بأمم أوروبا الصليبية جرّاء طاعتها لطواغيتها الذين سعى كل منهم لتحقيق المجد والنفوذ لأمته، أو سعى لتحقيق مجد شخصي لنفسه باسم الأمة التي يتزعمها، كما أنهم لم يتعظوا مما حلّ بمن جاورهم من أمم العرب والترك والفرس حينما صدقوا الطواغيت المنادين بالقوميات، فحكموهم بالأحكام الجاهلية التي فرضوها بالحديد والنار، بل إنهم لم يتعظوا حتى من أنفسهم في حربهم الطويلة لتحقيق أحلامهم القومية في تأسيس دولة للكرد شبيهة بدويلات العرب والفرس والترك المجاورة لهم، حيث تلاعبت بهم الدول الصليبية، واستخدمهم الطواغيت في الدول المحيطة بهم أوراقا للضغط على خصومهم، كما استغلهم قادتهم وزعماؤهم لتحقيق مصالحهم وتعزيز نفوذهم، فيما هم يقدّمون كل ما يملكون في سبيل أوهام الدولة التي يظنون أنها ستحقق أمانيهم وأحلامهم. وفي سبيل هذه الدولة التي يحلم طواغيت القومية الكردية بحكمها، تحول الكرد إلى جماعة وظيفية في خدمة المشاريع الصليبية، وأداة طيعة بأيديهم في الحرب على الإسلام، دون أن يتذكروا في غمرة انشغالهم بخدمة الدول الصليبية عدد المرات التي تعرضوا فيها للغدر على أيدي الصليبيين وعملائهم من الأنظمة الطاغوتية وأجهزة المخابرات التي عملوا في خدمتها، لتسلمهم في آخر المطاف إلى أعدائهم بعد تحقيق الهدف من وراء دعمهم وإيوائهم، مثلما فعل بهم طواغيت الشام وإيران وروسيا واليونان وغيرها من الدول والحكومات. ومع إعلان الصليبيين حملتهم ضد الدولة الإسلامية، وجد القوميون الكرد فيها فرصة للحصول على الدعم منهم في سبيل تحقيق بعض أحلامهم، فجندوا أتباعهم للعمل تحت قيادة التحالف الصليبي، وحمّلوهم بذلك الخسائر الكبيرة من القتلى والجرحى على يد جنود الخلافة، ليكونوا بذلك فداء للجيوش الصليبية التي تخشى النزول إلى الأرض وتكتفي بدعم عملائها ومرتزقتها من الجو، وكلهم أمل أن تنتهي هذه الحرب المهلِكة بإعلان التحالف الصليبي انتصارهم على الدولة الإسلامية. ولو قرأ القوميون الكرد التاريخ جيدا لعلموا علم اليقين أن تحقيق حلمهم في إقامة الدولة الكردية -إن صدق معهم حلفاؤهم هذه المرة- لن ينهي حربهم مع الدولة الإسلامية، بل سيكون بداية لصفحة جديدة من المواجهة، إذ إن حرب المجاهدين ستستمر معهم حتى يخضعوا لشرع الله تعالى، ويتوبوا من ردتهم، ويتبرؤوا من القومية وثمارها الخبيثة، خاصة إذا انتبهوا إلى حقيقة أنهم رغم عقود من دعوتهم للقومية والعلمانية لم يتمكنوا من حرف شباب الكرد كلهم عن الإسلام، بدليل العدد الكبير من المجاهدين الأكراد في صفوف الدولة الإسلامية، والذين يتحرقون اليوم لقتال المرتدين من أبناء جلدتهم. إن الهزيمة المتحققة بإذن الله للقوميين الكرد أمام معسكر التوحيد من جنود الدولة الإسلامية ستؤدي إلى انقراض القومية الكردية ولحوقها بأخواتها من الأديان الجاهلية التي فرضها الطواغيت على البشر، وكما أن الدولة الإسلامية لن توقف جهادها حتى يكون الدين كله لله في كل بقاع الأرض، فإن جهادها لن يتوقف حتى تخرج الأكراد من ضيق القومية إلى سعة الأمة المسلمة، ومن جور الأحكام الوضعية إلى عدل الإسلام، وإن الدولة الإسلامية مثلما ركزت رايتها في شرق الأرض وغربها فإنها ستركز رايتها على جبال كردستان بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. ■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19 السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ المقال الافتتاحي: الكرد.. وخريف القوميات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً