من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه

منذ يوم

"مَن تَرَك ما تهواه نفسُه من الشهوات لله تعالى، عوَّضه الله من محبَّته وعبادته، والإنابة إليه ما يفوق لذَّاتِ الدنيا كلَّها"

ما حرَّم الله على عباده شيئًا إلاَّ عوَّضهم خيرًا منه، كما حرَّم الاستقسامَ بالأزْلام، وعوَّضهم عنه الاستخارة، وحرَّم الرِّبا، وعوَّضهم عنه التِّجارةَ الرابحة، وحرَّم القمار، وأعاضهم عنه المسابقةَ النافعة، وحرَّم عليهم الحرير، وعوَّضهم عنه أنواعَ الملابس الفاخرة، وحرَّم الزنا واللواط، وأعاضهم عنها بالنكاح والتسرِّي بالنِّساء الحِسان، وحرَّم آلاتِ اللهو، وعوَّضهم عنها سماعَ القرآن، وحرَّم عليهم شُرْب الخمر، وأعاضَهم عنه الأشربةَ اللذيذة المتنوِّعة، وحرَّم عليهم الخبائثَ من المطاعم وغيرها، وعوَّضهم عنها الطيبات، فمَن تلمَّح هذا وتأمَّله، هان عليه ترْكُ الهوى المردِي، واعتاض عنه بالنافع المجدي، وعَرَف حِكمة الله، ورحمتَه في الأمر والنهي؛ أ. هـ من "روضة المحبِّين لابن القيم"[1].

 

وهذه القاعدة وردتْ في القرآن في مواضعَ كثيرة، منها ما ذكره الله عن المهاجرين الأوَّلين، الذين هجروا أوطانهم وأموالَهم وأحبابهم لله، فعوَّضهم الله الرِّزق الواسع في الدنيا، والعزَّ والتمكين، وإبراهيم الخليل - عليه السلام - لَمَّا اعتزل قومه وأباه، وما يدعون من دون الله، وَهَب له إسحاق ويعقوب، والذرية الصالحين، ويوسف - عليه السلام - لَمَّا امتنع؛ خوفًا من الله عن الوقوع مع امرأة العزيز، مع ما كانت تُمنِّيه به من الحظْوة وقوَّة النفوذ في قصْر العزيز ورياسته، وصَبَر على السِّجْن وأحبَّه وطلبه؛ ليبعدَ عن دائرة الفساد والفِتنة، عوَّضه الله أن مكَّن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، ويستمتع بما يشاء ممَّا أحلَّ الله له من الأموال، والنساء والسلطان، وأهلُ الكهف لَمَّا اعتزلوا قومَهم وما يعبدون من دون الله نشَر لهم من رحمته، وهيَّأ لهم أسبابَ المرافق والراحة، وجعلهم سببًا لهداية الضالِّين، ومريم ابنة عمران لَمَّا أحصنتْ فَرْجها، أكرمها الله، ونَفَخ فيه من رُوحه، وجعلها وابنها آيةً للعالمين، وهكذا مَن تَرَك ما تهواه نفسُه من الشهوات لله تعالى، عوَّضه الله من محبَّته وعبادته، والإنابة إليه ما يفوق لذَّاتِ الدنيا كلَّها؛ ا.هـ من "القواعد الحسان لتفسير القرآن"؛ للشيخ عبدالرحمن السعدي[2]، وذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

 


[1] "روضة المحبين"؛ لابن القيم (ص: 9).

[2] "القواعد الحسان لتفسير القرآن" (ص: 197).

  • 0
  • 0
  • 97
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    فلسطين وتجارة المنحرفين • فتح باعوا فلسطين منذ أيام "ياسر عرفات" وما زال البيع ساري المفعول، وحماس باعتها منذ القدم، وهنية في البيع يشتد ولا يلين، وكذلك مليشيات أوامرها تتلقاها من طهران والأمم المتحدة، لا يهمهم إلا أمانهم الشخصي وأرصدتهم المتخمة، وبيوتهم الفارهة، ومواكبهم الطويلة، فيا أهل فلسطين إن المرتدين يبيعونكم ليل نهار؛ فمتى تفيقون من غيبوبتكم؟ والحل بين أيديكم، الجهاد الجهاد كلمة سببت رعبًا للنصارى واليهود في كل مكان، فخوضوا أهوالها ولسان حالكم يقول: واللَّيثُ إِن داسَتْ حِمَاهُ ثعالِبٌ جُرمٌ عظِيمٌ أَن يُسمَّى قَسوَرَةً.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً