عذاب القبر ونعيمه ثابت بالنصوص

منذ 22 ساعة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:

عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين من الأمور التي اتفق أهل السنة والجماعة على إثباتها لقيام الدليل عليها من الكتاب والسنة الصحيحة .

1ـ قوله تعالى {وحاق بآل فرعون سوء العذاب ، النار يعرضون عليها غدواً و عشياٌّ ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشدَّ العذاب }. [غافر: 45].

والآية صريحة في إثبات عذاب القبر قبل قيام الساعة .

2ـ وقوله تعالى { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق} .[ الأنعام :93].

وهذا خطاب لهم عند الموت ، وإخبار لهم أنهم سيذوقون في يومهم عذاب الهون ، ولو تأخر هذا العذاب إلى قيام الساعة لما صح أن يقال لهم {اليوم تجزون} فنزل على إثبات عذاب القبر .

3 ـ وقوله تعالى  {وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الطور: 47] وهي ظاهرة في أن العذاب الأول هو عذاب القبر ، ولا يصح حمله على العذاب أثناء الحياة لأن كثيراً من الظالمين لم يلحقهُم عذابٌ في حياتهم .

4ـ وقوله تعالى :  {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} . [التوبة: 101] فالعذاب الأول المذكور في الآية الكريمة هو العذاب في الدنيا ، والعذاب الثاني هو عذاب القبر ، ثم قال تعالى ثم يردون إلى عذاب عظيم ، وهذا يوم القيامة ، وهذه الآية كما نص العلماء صريحة في تقرير عذاب القبر .

وأما السنة فهي أكثر تفصيلاً وتوضيحاً ومن ذلك

1ـ ما في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال  «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» .

2 ـ وفي صحيح مسلم :( إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه  ).

3 ـ وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" « إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع : من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال» ".

إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة الثابتة . وليعلم أن هذه الأحاديث بلغت حد التواتر وأن منكر ما دلت عليه من إثبات عذاب القبر ونعيمه على خطر عظيم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلاً ، وسؤال الملكين ، فيجب اعتقاد ذلك والإيمان به ، ولا نتكلم عن كيفيته ، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته ، لكونه لا عهد له به في هذه الدار ، والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكن قد يأتي بما تحار فيه العقول …"
والله أعلم .

  • 0
  • 0
  • 76
  • كمال عبد الله

      منذ
    *ݴࢦݼـهݴډ ﻋࢦـۍ ٮ۪صـﯾـࢪة (إلّا ࢦـﯾـعـٮ۪ـډݹںْ) (3)* *ڪانت ٮ۪ـﯾـعة العقبة من أهم العتبات التي عبر بها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى مرحلة تڪوين ݴࢦډݹࢦـة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة بهجرته بعدها من دار الاستصْعاف (مڪة) إلى دار ݴࢦںْصـࢪة ثم ݴࢦٺمڪيںْ (يثرب)، حيث كان عليه الصلاة والسلام يبحث عن هذه ݴࢦںْصـࢪة فيدور في المواسم يقول: (من يؤويني ويںْصࢪںْي حتى أبلّغ رسالات ربي) [صحيح ابن حبّان]، ولكن تلك القبائل ڪانت تخشى على نفسها ما خشيته قريش من قبولها دعوة هذا النبي عليه الصلاة والسلام (وَقَالُوا إِنْ نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا)، ولم يكن عند هذا النبي عليه الصلاة والسلام ومن معه من المستضعفين في مڪّة من المكاسب المتوقّعة ما يغري القبائل لأن تحتمل في سبيل ںْصࢪٺه الخسائر المؤكّدة من ﻋډݴݹة العرب والعجم لها، هذه الخسائر أدركها أصغر نقباء يثرب وهو أسعد بن زرارة رضي الله عنه، فبيّن لهم نتيجة قرارهم في خروج النبي عليه الصلاة والسلام إليهم أن (إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقـٺࢦ خياركم وأن يعضّكم ݴࢦںںںـيڡْ)، فاستبانت لمن يريد أن يسلك هذا الطريق مڪارهه، فلما أرادوا أن يعرفوا ثمرات هذا الطريق الشاق إن هم سلكوه، لم يزد عليه الصلاة والسلام على أن وعدهم بالجنة، فكان عقد ݴࢦٮ۪ـﯾـعـة بينهم (تؤووني وتمنعوني قالوا: نعم، فما لنا؟ قال: الجنة)، وبالأسلوب ذاته حذّر أسعد بن زرارة قومه بعد أن بين لهم حقيقة ݴࢦںْصـࢪة (فإما أن تصبروا على ذلك وأجرڪم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم جبناً فبيّنوا ذلك، فهو أعذر لكم، فقالوا: أمط عنا، فوالله لا ندع هذه ݴࢦٮ۪يعة أبداً فقمنا إليه فبايعناه فأخذ علينا وشرط أن يعطينا على ذلك الجنة).* *فعلى هذه الصفقة الواضحة التي لا غشّ فيها ولا غبن ولا تدليس قامت ݴࢦډݹࢦـة ݴࢦݴںںںـࢦݴميّة الأولى، على أن يقدّم ݴࢦمںںںـࢦمݹںْ كل ما لديهم ࢦںْصرة دينهم، ولا يطلبوا مقابل ذلك غير الجنّة، مهما كان حجم التصْحيات والنفقات التي سيقدمونها.* *إن قصّة هذه ݴࢦٮ۪يعة يجب أن تكون من أهم المنارات للسائر في طريق العبوديّة لله، حتى يتّضح له المقصد، وتستبين له الرؤية، ويستقيم لديه المنهج، فيمشي سويّاً على الصراط المستقيم الذي يؤدّي به إلى الغاية الوحيدة له من كل أعماله في الدنيا وهي الجنّة، ولا يلتفت إلى السبل التي على رأس كلٍّ منها شيطانٌ يدعوه إلى النار.* *فوضوح الغاية وهي الجنّة والعلم بقيمتها (ألا إنّ سلعة الله غالية، ألا إنّ سلعة الله الجنّة)، ومعرفة السبيل إليها وهو اتباع النبي عليه الصلاة والسلام، هما الضمانة للمسافر في طريق العبوديّة لله ألّا ينحرف في الطريق فينتقل من تيه إلى تيه، وهو يحسب أنّه يحسن صنعاً، وبمقدار التزام العبد بذلك يسهل عليه تجاوز العقبات التي في طريقه (حُفّت الجنّة بالمكاره)، وتجنّب أسباب الانحراف عن هذا الطريق المتمثّلة بالشهوات والشبهات، فمن حصر همّه ببلوغ المراد، اجتهد في البحث عن الطريق الذي يبلغه به، ولم يلتفت لبنيّات الطريق.* *ويستوي للعابد في ذلك كلّ عمل، من إماطة الأذى عن الطريق حتّى إقامة (لا إله إلا الله)، إذ كلّها درجات يسمو بها في طريق بلوغه الجنّة، وعلى هذا الأساس أقام رسول الله ﷺ ډݹࢦـة ݴࢦݴںںںـࢦݴ۾.* *فبعد سنوات من العمل في مكّة الذي تركّز على ٺـݹﺣـﯾډ الله وترسيخه في النفوس، وإعلان البراء من ݴࢦمݾࢪڪﯾںْ وفعالهم التي أخرجتهم عن ݴࢦٺـݹﺣـﯾډ، حان الوقت لإقامة ډݴࢪ ݴࢦݴںںںـࢦݴ۾ التي سيكون فيها ݴࢦډيـںْ كلّه لله عزّ وجلّ، ولما كانت إقامة هذه الدار ستزيد من حدّة ﻋداء ݴࢦمݾࢪڪﯾںْ لهذا الدين ومن رغبتهم في استئصاله، كان من الضروري الانتقال بالمؤمنين من مرحلة إقامة هذا ݴࢦډيـںْ في أنفسهم إلى الاستعداد ࢦࢦډڡْݴ؏ عنه بأنفسهم وأموالهم.* *مقتطف من صحيفة ݴࢦںْـٮ۪ݴ العدد الأول السنة السابعة - محرم 1437 هـ*

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً