سلاح المقاطعة

منذ 4 ساعات

تواصل الدولة العبرية حرب الإبادة على غزة للشهر الـ16، تستمر الشعوب في محاولاتها للضغط على الشركات العالمية الداعمة لتل أبيب من خلال سلاح المقاطعة، علها تعيد حساباتها حفاظا على زبائنها وأرباحها.

سلاح المقاطعة

تواصل الدولة العبرية حرب الإبادة على غزة للشهر الـ16، تستمر الشعوب في محاولاتها للضغط على الشركات العالمية الداعمة لتل أبيب من خلال سلاح المقاطعة، علها تعيد حساباتها حفاظا على زبائنها وأرباحها.

وفي حديث للأناضول، أكد عضو هيئة التدريس في كلية إدارة الأعمال بجامعة أولوداغ بولاية بورصة غربي تركيا يوكسل أوقشاق، أن المقاطعة أثرت في السياسات والهياكل المالية للشركات الكبرى التي دعمت الإبادة الصهيونية في قطاع غزة.

خلال هذه الفترة، بدأ المستهلكون إظهار معارضتهم من خلال مقاطعة منتجات الشركات العالمية التي دعمت الدولة العبرية بشكل مباشر أو غير مباشر. وأدى انتشار دعوات المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تغيير تفضيلات المستهلكين، ما تسبب في خسائر اقتصادية لتلك الشركات.

وقال أوقشاق إن ردود فعل المستهلكين نجحت في التأثير على الشركات العالمية، "وهو ما يمكن رؤيته في السياسات والقوائم المالية لهذه الشركات". وأضاف: "وفقا لمعطيات مبيعات إحدى سلاسل المقاهي الشهيرة على مستوى العالم، انخفضت 7 بالمئة مبيعات الربع الثالث من 2024. والأهم من ذلك، تراجع أرباح هذه الشركة 25 بالمئة مقارنة بالعام السابق (2023)، لتصل إلى 80 سنتا للسهم".

وأوضح أوقشاق أن هذه الشركة قررت تعليق إعلان نتائجها المالية لعام 2025، ما يشير إلى وجود مشكلات وصعوبات في الأفق. كما لفت إلى أن شركة مطاعم "KFC" الأمريكية اضطرت إلى إغلاق 108 فروع في ماليزيا نتيجة المقاطعة.

وتابع: "هناك العديد من المنتجات البديلة المتاحة في السوق. ولا حاجة لتقديم أرقام لتوضيح حجم الخسائر التي تعرضت لها هذه الشركات".وأردف: "من خلال متابعة سياساتها، يمكننا ملاحظة تغييرات مثل تبديل الأسماء وتعيين مديرين تنفيذيين جدد، وكذلك إغلاق فروع. هذا كله يشير إلى أن الأمور تسير بشكل سيئ لهم".

وأشار الأكاديمي التركي إلى أن هذه الفترة ساهمت أيضا في إنشاء الدول علامات تجارية خاصة بها. وبيّن أن هذا يمكن أن يُعتبر مثالا على كيفية تحويل كل خيار استهلاكي إلى حقيقة اقتصادية.وأكد ضرورة الحفاظ على موقف ثابت، لافتا إلى أن ما يحدث الآن أظهر الخسائر التي تكبدتها الشركات التي تمت مقاطعتها.

وذكر أوقشاق أن جميع الشركات تسعى إلى "الهيمنة على مملكة المستهلك". وأضاف: "نحن في عالم حيث المنافسة قوية والمستهلك هو صاحب الكلمة الأخيرة، ما يجعل المقاطعة أكثر تأثيرا من أي وقت مضى". وزاد: "نرى في الوقت الحاضر أن كل مستهلك يمكن أن يُعتبر ناشطا".

وأضاف: "لا أحد منا يُطلب منه أن يتحرك باستخدام أسلحة ومعدات عسكرية. لكن هذه الشركات تساهم في ارتكاب جرائم وحشية وإبادة جماعية في عالمنا".

 

وتعكس الأرقام تأثير المقاطعة على الشركات العالمية، فعلى سبيل المثال، شهدت مبيعات سلاسل المقاهي الشهيرة "ستاربكس" انخفاض 2 بالمئة في 2024.أما شركة "ماكدونالدز"، التي دعمت العمليات العسكرية الصهيونية بشكل علني، فقد شهدت تراجعا في أرباحها بعد ردود الفعل القوية. ففي الربع الثالث من 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، انخفضت مبيعات الشركة 1.5 بالمئة، كما تراجعت أرباحها الصافية 3 بالمئة، حيث انخفضت من 2.32 مليار دولار إلى 2.26 مليار دولار.

  • 0
  • 0
  • 39

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً