النزعة الكمالية للشخصية

تعتبر النزعة الكمالية للشخصية وهي الرغبة أن يكون كل شيء وكل نتيجة هي 100% من سمات الشخصية التي تزيد فرص ارتباطها بالاضطرابات النفسية، فهي تحافظ على مستوى الاضطراب مرتفع ولا تساعد على نزوله، بل إن ورغم أن كل شيء على ما يرام في حياة الشخص ومع ذلك يصاب بالاكتئاب وجد أن هناك ارتباط بين الاكتئاب ونمط الشخصية الكمالية، أي أن اكتئابه هو متعلق بنمط شخصيته وليس متعلقًا بعنصر خارجي.

وحسب دراسة Hewitt & Flett, 1991 فإن نمط الشخصية الكمالية مقسم لثلاثة أقسام:
1. النزعة الكمالية الذاتية:
وهو أن يطلب من نفسه الكمال.

2. النزعة الكمالية للآخر:
وهو أن يطلب من الآخرين الكمال ويتوقعه منهم.

3. النزعة الكمالية الاجتماعية:
وهو أن يتوقع أن الآخرين ينتظرون منه ويتوقعون منه الكمال.

وتلعب الأسرة دورًا كبيرًا في صناعة تلك الشخصية، فمن اعتبار الخطأ أمرًا كارثيًا، إلى الضغط أكثر من اللازم، إلى اعتبار أن أوقات الراحة مضيعة للوقت، إلى عدم التسامح مع الزلات، إلى عدم التعاطف وعدم التشجيع إنما توقع المزيد ثم المزيد من فرد العائلة حتى يصاب بهوس الأداء، فلا يستمتع بما يفعل بل يريد فقط ضمان النتائج.

من طرق العلاج النزعة الكمالية في جلسات العلاج النفسي هي التجارب الاجتماعية، بحيث يتم وضع قائمة بالخطوط الحمراء التي يعتقدها صاحب المشكلة ثم يتم وضع نسبة مئوية لكل عنصر، ويتم الاتفاق بين المعالج وصاجب النزعة الكمالية على اختيار الأفعال الأقل نسبة مئوية بحيث يتم كسرها، ويتم فعل ذلك بالتدريج ثم نقاش أثر تلك التجارب وماذا تركت وماذا كان يتوقع وماذا حصل فعلًا في الواقع.

يتم تناول المعتقدات الخاطئة عن النفس والحياة في تلك الجلسات، مثل علاقته مع نفسه، علاقته مع الخطأ، علاقته مع الفشل، علاقته مع توقعات الآخرين منه، تقديره لذاته، ومكافأته لنفسه، وانتقاده اللاع لذاته.

يعتبر التركيز على النزعة الكمالية من المحاور المهمة التي على المعالج الانتباه لها، وهذا لا يعني بالضرورة أن كل من لديه اكتئاب لديه نزعة كمالية، فالاكتئاب لديه أكثر من عشرين مسار مساعد للإصابة به أحدها سمة النزعة الكمالية، لذلك فعلاج الاكتئاب ليس شكلًا واحدًا، ولكل خطته العلاجية الخاصة به.