إضاءة في سبيل العلم وطلبه
العلم فتح من الله ومن أعظم أسباب هذا الفتح الافتقار إلى الله والتضرع بين يديه.
العلم فتح من الله ومن أعظم أسباب هذا الفتح الافتقار إلى الله والتضرع بين يديه.
هل جرّبت يا طالب العلم قبل كل كتاب تقرؤه، أو درس تحضره، أو مادة تسمعها؛ أن تتضرع إلى الله، وتسأله أن يبارك لك في هذه القراءة وهذا الدرس، وأن يفتح على قلبك، وأن يیسر لك سبيل العلم النافع، وأن لا يكلك إلى نفسك، وأن يجعل ذلك کله سبيلا إلى رضوانه.
إنك إن فعلت ذلك فتح الله عليك وظفرت ببغيتك بإذن الله، قال ابن القيم: (ولا ظَفِرَ من ظفر بمشيئة الله وعونه إلَّا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدُّعاء). (الفوائد (142)).
وإذا من الله عليك بالاستفادة بالمقروء وانتفعت بما سمعت، وآنست من نفسك الزيادة من العلم والفقه؛ فاحمل نفسك على مقام إيماني آخر يحب الله أن يراه من عبده، ألا وهو مقام الشكر، فأكثِر من شكر الله وحمده، فالشكر بوابة المزيد، قال أبو حنيفة : (إنما أدركت العلم بالحمد والشكر، فكلّما فهمت شيئاً من العلوم، ووقفت على فقه وحكمة؛ قلت الحمد لله تعالى، فازداد علمي). (تعليم المتعلم للزرنوجي (31)).
ومن جعل هذا دأبه في طلب العلم وحضور الدروس والقراءة؛ قطع مسافات عظيمة في طريق العبودية، وحقق مقصد العلم الأعظم، ألا وهو انكسار القلب وافتقاره إلى ربه وفتحت له أبواب من التوفيق والهداية على مصراعيها، والشأن كما قال ابن القيم: ( أن من وُفِّق لهذا الافتقار علمًا وحالًا، وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد، فقد أُعطي حظه من التوفيق، ومن حرمه فقد مُنع الطريق والرفيق). إعلام الموقعين (34/5).
___________________________________________
د. طلالا بن فواز الحسان
- التصنيف: