جامع الصدقات له مثل أجر المتصدقين
المشارك في الطاعة مشارك في الأجر، ومعنى المشاركة أن له أجرا كما لصاحبه أجر، وليس معناه أن يزاحمه في أجره، والمراد المشاركة في أصل الثواب.
في الصحيحين عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الخَازِنُ المُسْلِمُ الأَمِينُ، الَّذِي يُنْفِذُ - وَرُبَّمَا قَالَ: يُعْطِي - مَا أُمِرَ بِهِ كَامِلًا مُوَفَّرًا طَيِّبًا بِهِ نَفْسُهُ، فَيَدْفَعُهُ إِلَى الَّذِي أُمِرَ لَهُ بِهِ أَحَدُ المُتَصَدِّقَيْنِ»[1].
معاني المفردات:
كَامِلًا مُوَفَّرًا: أي تاما لا ينقص منه شيئا، وأن يعطيه لمن أمر بدفعه إليه.
طَيِّبًا بِهِ نَفْسُهُ: أي راضيا بذلك غير حاسد لمن أعطاه إياه.
أَحَدُ المُتَصَدِّقَيْنِ: أي له مثل أجر المتصدِّق.
وفي روايةٍ: «إِذَا أَنْفَقَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا أَجْرُهُ بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لَا يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا» [2].
قال العلماء: هذه الأوصاف شروط لحصول هذا الثواب، فينبغي أن يُعتنى بها، ويحافظ عليها[3].
ما يستفاد من الحديث:
المشارك في الطاعة مشارك في الأجر، ومعنى المشاركة أن له أجرا كما لصاحبه أجر، وليس معناه أن يزاحمه في أجره، والمراد المشاركة في أصل الثواب، فيكون لهذا ثواب ولهذا ثواب وإن كان أحدهما أكثر، ولا يلزم أن يكون مقدار ثوابهما سواء، بل قد يكون ثواب هذا أكثر، وقد يكون عكسه[4].
[1]متفق عليه: رواه البخاري (1438)، ومسلم (1023).
[2]متفق عليه: رواه البخاري (1425)، ومسلم (1024)، عن عائشة رضي الله عنها
[3] انظر: شرح صحيح مسلم (7 /113).
[4] انظر: السابق (7/111-112).
_________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
- التصنيف: