سر العشر الأواخر: لماذا فضلها الله على باقي أيام رمضان؟

منذ 15 ساعة

أهمية العشر الأواخر: "ليلة القدر - الفرصة للتوبة - إحياء السنن - الدعاء المستجاب - أجر مضاعف - زيادة العبادة".

تُعد العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من أفضل وأشرف الأوقات التي ينتظرها المسلمون كل عام؛ حيث تكتسب هذه الأيام مكانة خاصة في قلوب المؤمنين؛ بسبب فضائلها العظيمة، وأجوائها الروحانية الفريدة، في هذا المقال، سوف نستعرض أسبابَ تفضيلِ الله تعالى للعشر الأواخر من رمضان، ونستعرض بعض الدلائل التي تشير إلى عظمة هذه الأيام.

 

أهمية العشر الأواخر:

1- ليلة القدر:

من أبرز أسباب تفضيل العشر الأواخر أنها تشمل ليلة القدر؛ التي قال عنها الله تعالى في سورة القدر: ﴿  {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}  ﴾ [القدر: 1]، إنها الليلة التي تعتبر أفضلَ من ألف شهر؛ حيث تُغفر فيها الذنوب، وترتفع فيها الأعمال، وتُستجاب فيها الدعوات؛ لذا فإن السعيَ للاجتهاد في العبادة خلال هذه الأيام يعتبر من أعلى مراتب الإيمان.

 

2- الفرصة للتوبة:

تُعَدُّ العشر الأواخر فرصةً مذهلةً للتوبة والرجوع إلى الله، يشعر المسلمون بالحاجة إلى التصحيح والتقرب إلى الله، مما يشجعهم على زيادة العبادة والاستغفار، هذه الأيام تمنحهم الفرصة لإعادة تقييم أنفسهم، وعلاقتهم مع الخالق.

 

3- إحياء السنن:

يحرص الكثير من المسلمين على إحياء سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام؛ حيث كان يعتكف في العشر الأواخر، ويدعو الناس للاجتهاد في العبادة، الاعتكاف يعتبر من أشرف الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم في هذه الفترة؛ حيث يقضي الوقت في الصلاة وقراءة القرآن.

 

فضائل تخص العشر الأواخر:

4- الدعاء المستجاب:

لقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أن الدعاء في العشر الأواخر مُحبَّب ومُستجاب، خاصة في ليلة القدر؛ لذا يحث المسلمين على بذل جهودهم في الدعاء في هذه الليالي المباركة، والتقرب إلى الله بما يستطيعون.

 

5- أجر مضاعف:

تُعَد العشر الأواخر من الأيام التي يُضاعف فيها أجر الأعمال؛ حيث رويَ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه» ))[1]، وبذلك، فإن كل عمل صالح في هذه الليالي يحتسب بأجر عظيم.

 

كيفية الاستفادة من العشر الأواخر:

6- زيادة العبادة:

يؤثر الالتزام بالصلاة والذكر وقراءة القرآن في تعزيز الإيمان؛ حيث يُستحَب للمسلم أن يخصص وقتًا أكبرَ للعبادة خلال هذه الأيام، يمكن أن يكون ذلك من خلال:

صلاة التهجد: فهي من الطاعات التي تزيد من قرب العبد إلى الله.

 

قراءة القرآن: قراءة القرآن الكريم في العشر الأواخر تمنح الراحة الروحية، وتعزز الفهم الديني.

 

7- الاعتكاف:

من الأمور التي كان يمارسها النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر، وتتميز بالابتعاد عن مشاغل الحياة اليومية، والانتقال إلى المسجد للعبادة والتأمل، الاعتكاف يعتبر وقتًا للتقرب إلى الله، والتفكر في النفس.

 

8- النداء إلى الله:

تعتبر العشر الأواخر فرصة مثالية لتجاوز الحواجز بين العبد وربه؛ حيث يفتح الله الأبوابَ للتواصل معه من خلال الدعاء والذِّكر، يجب أن يستغل المسلم هذه الأيامَ في نداء الله، والتضرع إليه بالاستغفار والتوبة.

 

9- العمل الصالح:

يُنصَح المسلمون ببذل المزيد من الجهد في القيام بالأعمال الصالحة خلال العشر الأواخر، سواء كانت صدقاتٍ أو إنفاقًا في سبيل الله أو مساعدة للمحتاجين، العمل الصالح يساهم في تحقيق الرحمة والمغفرة.

 

خلاصة:

العشر الأواخر من رمضان فترة رائعة تتجسد فيها قدرة الله ورحمته، ويمكن لمختلف المسلمين من جميع المشارب الثقافية والدينية الاستفادةُ بشكل كبير منها، ينبغي أن يدرك الجميع أن الله منحهم فرصة لبداية جديدة، ويجب عليهم اغتنام هذه الأيام الفاضلة لتحقيق النجاح الروحي والدنيوي، إن العمل الجادَّ والدعاء والعبادة، والاستغفار من الذنوب هو ما يميز هذه الفترة بعظمتها؛ مما يعزِّز الإيمان ويقوِّي الصلة بالله.

 

في النهاية، يُنصَح كل مسلم بأن يسعى لزيادة حسناته، وأن يتذكر دائمًا أنه في زمن الرحمة والمغفرة، فكلما اجتهدوا في العبادة، وأخلصوا النية، زادت فرصهم في التقرب إلى الله، والحصول على رضاه، وفتح أبواب الخير والبركة في حياتهم.

 


[1] أخرجه البخاري (1901)، ومسلم (760).

____________________________________________
الكاتب: محمد أبو عطية

  • 1
  • 0
  • 62

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً