المخدرات طريق الهلاك في الحياة وبعد الممات
إن مما حرم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله ﷺ وأجمع المسلمون على تحريمه الخمر، التي هي أم الخبائث والمخدرات- بجميع أنواعها - سواء كانت نباتًا، أو حبوبًا، أو مطعومًا، أو مشروبًا، أو استنشاقًا، أو إبرًا؛ لما فيها من الأضرار والتدمير...

فإن مما حرم الله في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وأجمع المسلمون على تحريمه الخمر، التي هي أم الخبائث والمخدرات- بجميع أنواعها - سواء كانت نباتًا، أو حبوبًا، أو مطعومًا، أو مشروبًا، أو استنشاقًا، أو إبرًا؛ لما فيها من الأضرار والتدمير، ولما فيها من الشر، ولما تُسبِّب لمتعاطيها من تحوله إلى إنسان شرير يُتوقَّع منه الإفساد والجريمة، ولا يُرْجى منه خيرٌ، قال تعالى في سورة المائدة مبينًا خبثها وضررها: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90]، فوصفها بالرجس؛ أي: الشيء النجس النتن، والخمر نجسة نجاسةً معنويةً بالاتفاق، وبيَّن سبحانه أنها من عمل الشيطان؛ أي: هو الذي يُزيِّنها للناس ويُرغِّبهم فيها ليشربوها؛ لأنه عدو مبين؛ ثم بيَّن سبحانه بعض أغراض الشيطان من تزيين الخمر والميسر للناس، فقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]، ثم قال سبحانه: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}؛ أي: فانتهوا؛ لذا قال الصحابة لما نزلت هذه الآية، وكانت الخمر قبل ذلك حلالًا: انتهينا انتهينا.
• وكذلك بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الخمر حرام؛ فعن جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَدِمَ مِنْ جَيْشَانَ - وَجَيْشَانُ مِن الْيَمَنِ- فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَرَابٍ يَشْرَبُونَهُ بِأَرْضِهِمْ مِنْ الذُّرَةِ يُقَالُ لَهُ: الْمِزْرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ؟»، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»؛ (رواه مسلم).
وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا فرق بين قليله وكثيره؛ فعَنْ جَابِرٍ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ، فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ»؛ (أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ) .
• وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن كسبها حرام: فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ ثَمَنَهُ»؛ (رواه أحمد)، وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ جَسَدٍ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»؛ (رواه الطبراني).
وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الخمر داء وليست دواء؛ فعَنْ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَمْرِ يَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ؟ فَقَالَ: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهَا دَاءٌ»؛ (أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُمَا) .
وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ»؛ (أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ) .
أيها المسلمون، إن متعاطي المُخدِّرات والخمور يعرض نفسه لعقوبات وكوارث ومخاطر كثيرة دنيويةٍ وأخرويةٍ إن لم يتب إلى الله، من أهمها:
أولًا: إفساد العقل: فقد امتنَّ الله سبحانه وتعالى على بني الإنسان بنِعَم عديدة لا يحصرها قلم أو تحيط بها سطور أو خُطب، ومن أسمى هذه النعم وأزكاها: نعمة العقل التي ميَّزه الله بها عن الحيوانات، بها يُعرَف الحق من الباطل، ويميز بين الضار والنافع، ويدرك الحلال والحرام، ومن هنا خُصَّ بالتكليف، وحصلت له الكرامة، وقد طالبنا الشرع المطهر بالمحافظة على العقل، وحذرنا من إذهابه بأي وسيلة من الوسائل، وأن كل ما يؤثـر على العقل سلبًا -وإن سمَّاه الناس بأسماء ترغيبية- فهو حرام، والخمور والمسكرات والمخدرات تفسد العقل وتكون سببًا في اضطراب خلايا المخ وتغيرات سلوكية وأخلاقية وغير ذلك مما يُجرِّئ على ارتكاب المعاصي، وقد نادى عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من وَيْلات المُخدِّرات؛ لما شاهدوا من الكوارث؛ فهي مفتاح كل شر.. تغتال العقل؛ أخرج الطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ مَلِكًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخَذَ رَجُلًا فَخَيَّرَهُ بَيْنَ أَنْ يَشْرَبَ الْخَمْرَ، أَوْ يَقْتُلَ نَفْسًا، أَوْ يَزْنِيَ، أَوْ يَأْكُلَ لَحْمَ الْخِنْزِيرِ، أَوْ يَقْتُلُوهُ إِنْ أَبَى، فَاخْتَارَ شُرْبَ الْخَمْرِ، وَأَنَّهُ لَمَّا شَرِبَهَا لَمْ يَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَرَادُوهُ مِنْهُ»، فالمسكرات والمُخدِّرات تفسد العقل، ولقد رأى أبو بكر الصديق رجلًا يبول في فم رجلٍ آخر وهو يقول له: زدني، زدني!
• وروى القرطبي رحمه الله في تفسيره: أن أحد السكارى جعل يبول، ويأخذ بوله بيديه ليغسل به وجهه وهو يقول: اللهم اجعلني من التوَّابين، واجعلني من المتطهرين!
• وأخرج النسائي وابن حبان في صحيحه أن عثمان رضي الله عنه قام خطيبًا فقال: أيها الناس، اتقوا الخمر، فإنها أمُّ الخبائث، وإن رجلًا كان مما كان قبلكم من العباد، كان يختلف إلى المسجد، فلقيته امرأة سوءٍ، فأمرت جاريتها فأدخلته المنزل، فأغلقت البابَ وعندها باطية من خمرٍ، وعندها صبيٌّ، فقالت له: لا تفارقني حتى تشرب كأسًا من هذا الخمر، أو تواقعني، أو تقتل الصبي، وإلا صحتُ- يعني صرخت- وقلت: دخل عليَّ في بيتي، فمن الذي يُصَدِّقُك؟ فضعف الرجلُ عند ذلك وقال: أما الفاحشة، فلا آتيها، وأما النفسُ فلا أقتلها، فشرب كأسًا من الخمر، فقال: زيديني فزادته، فو الله ما برح حتى واقع المرأة وقتلَ الصبي، قال عثمان رضي الله عنه: فاجتنبوها فإنها أمُّ الخبائث، وإنه والله لا يجتمع الإيمان والخمر في قلبِ رجلٍ، إلا يوشك أحدهما أن يذهب بالآخر.
• وسُئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه: هل شربت الخمر في الجاهلية؟ قال: أعوذ بالله! فقيل له: ولِمَ؟ قال: كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي.
• وهذا قصيُّ بن كلاب يروي أنه لما احتُضر قال لأولاده: اجتنبوا الخمرة؛ فإنها لا تصلح الأبدان بل تفسد الأذهان. وقال عثمان بن مظعون: لا أشرب شيئًا يُذهِب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني، ويحملني على أن أنكح كريمتي من لا أريد. وقيل للعباس بن مرداس: لِمَ تركتَ الشراب؟ فقال: (أكره أن أصبح سيد قوم وأمسي سفيههم).
أيها المسلمون، وممَّن حرَّمها في الجاهليَّة أيضًا: قيس بن عاصم، وذلك أنَّه سكر ذات ليلة فقام لابنته أو لأخته، فهربت منه، فلمَّا أصبح سأل عنها، فقيل له: أوما علمت ما صنعت البارحة؟ فأخبر القصَّة، فحرَّم الخمر على نفسه.
ثانيًا: نقصان الإيمان:
أيها الإخوة الأفاضل، لقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم كمال الإيمان عمَّن يتعاطى الخمر والمسكرات والمخدرات، ويا لها من عقوبة لو علم شارب الخمر والمخدرات خطرها! فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَالتَّوْبَةُ مَعْرُوضَةٌ بَعْدُ»؛ أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له؛ وللنسائي: «فإذا فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فإن تاب، تاب الله عليه».
وللحاكم: «من شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه».
فالمؤمن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر يعلم علم يقين أن الخمر حرام؛ فليحذر منها هي والمخدرات؛ فهي أساس الشرور، ومفتاح كل بلاء، ومن شربها ضاربًا بنواهي القرآن والسنة عرض الحائط، فهذا مكذب بالله واليوم الآخر، وهو على خطر عظيم، ولقد جاء في الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يشرب الخمر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر»؛ (أخرجه الطبراني وهو صحيح لغيره، الترغيب والترهيب).
يقول عثمان بن عفان: اجتنبوا الخمر؛ فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدًا إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه.
ثالثًا: عدم قبول الصلاة: فالمُخدِّرات والخمور سبب من أسباب عدم قبول الصلاة؛ قالَ النَبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الخَمْرُ أُمُّ الخَبائِثِ، فَمَنْ شَرِبَها لَمْ تُقْبَلْ صَلاتُهُ أرْبَعِينَ يَوْمًا، فإنْ ماتَ وَهِيَ فِي بَطْنِهِ ماتَ مِيتَةً جاهِلِيَّةً»؛ حديث حسن.
وفي سنن النسائي أَنَّ ابْنَ الدَّيْلَمِيِّ قال لعبدالله بن عمرو: هَلْ سَمِعْتَ يَا عَبْدَاللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ شَأْنَ الْخَمْرِ بِشَيْءٍ فَقَالَ: نَعَمْ، سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا»، والمعنى: أنه لا يثيبه عليها لا أنه لا تجب عليه الصلاة؛ بل يجب عليه أن يأتي بجميع الصلوات، ولو ترك الصلاة في هذا الوقت لكان مرتكبًا لكبيرة من أعظم الكبائر.
رابعًا: اللعنُ والطردُ من رحمةِ اللهِ:
أيها المسلمون، إن شارب الخمر ملعون؛ فالْخَمْرُ لَعَنَهَا اللهُ، وَلَعَنَ كُلَّ مَنِ اقْتَرَبَ مِنْهَا حتى لعن الله في الخمر عشرة؛ فعن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ وآكل ثمنها»؛ (أخرجه أبو داود والترمذي وأحمد وابن ماجه) .
خامسًا: الخَسْف والمَسْخ:
أيها المسلمون، المخدِّرات سبب من أسباب الخَسْف والمَسْخ؛ فعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَتَى ذَاكَ؟ قَالَ: «إِذَا ظَهَرَتِ الْقَيْنَاتُ وَالْمَعَازِفُ، وَشُرِبَتِ الْخُمُورُ»؛ (أخرجه الترمذي وهو حديث حسن لغيره. صحيح الترغيب والترهيب).
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَيَبِيتَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أَشَرٍ وَبَطَرٍ وَلَعِبٍ وَلَهْوٍ، فَيُصْبِحُوا قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ، بِاسْتِحْلَالِهِمُ الْمَحَارِمَ وَالْقَيْنَاتِ، وَشُرْبِهِمُ الْخَمْرَ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ»؛ (أخرجه أحمد وهو حديث حسن لغيره. صحيح الترغيب والترهيب).
وعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لَيَشْرَبَنَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا، يُعْزَفُ عَلَى رُءُوسِهِمْ بِالْمَعَازِفِ وَالْمُغَنِّيَاتِ، يَخْسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ»؛ (أخرجه ابن ماجه وابن حبان بهذا اللفظ، وهو حديث صحيح لغيره).
سادسًا: سوء الخاتمة:
فالمُخدِّرات سبب من أسباب سوء الخاتمة: فعَن الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ حَضَرَ عِنْدَ تِلْمِيذٍ لَهُ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَجَعَلَ يُلَقِّنُهُ الشَّهَادَةَ وَلِسَانُهُ لَا يَنْطِقُ بِهَا، فَكَرَّرَهَا عَلَيْهِ فَقَالَ: لَا أَقُولُهَا وَأَنَا بَرِيءٌ مِنْهَا ثُمَّ مَاتَ فَخَرَجَ الْفُضَيْلُ مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ يَبْكِي ثُمَّ رَآهُ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يُسْحَبُ بِهِ فِي النَّارِ، فَقَالَ لَهُ: يَا مِسْكِينُ، بِمَ نُزِعَتْ مِنْك الْمَعْرِفَةُ؟ فَقَالَ: يَا أُسْتَاذُ، كَانَ بِي عِلَّةٌ فَأَتَيْت بَعْضَ الْأَطِبَّاءِ، فَقَالَ لِي: تَشْرَبُ فِي كُلِّ سَنَةٍ قَدَحًا مِن الْخَمْرِ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ تَبْقَ بِك عِلَّتُكَ، فَكُنْتُ أَشْرَبُهَا فِي كُلِّ سَنَةٍ؛ لِأَجْلِ التَّدَاوِي، فَهَذَا حَالُ مَنْ شَرِبَهَا لِلتَّدَاوِي، فَكَيْفَ حَالُ مَنْ يَشْرَبُهَا لِغَيْرِ ذَلِكَ؟! نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمِحْنَةٍ؛ (الذهبي، الكبائر).
عباد الله، الخمور والمسكرات والمخدرات؛ كم أفقرت من غني؟ وذلت من عزيز؟ ووضعت من شريف؟ وسلبت من نعمة؟ وجلبت من نقمة؟ وكم فرقت الخمور والمخدرات بين رجل وزوجته؟ فذهبت بقلبه وراحت بلبِّه؛ وكم أورثت من حسرة أو جرَّت من عبرة؟ وكم أغلقت الخمور والمخدرات في وجه شاربها بابًا من الخير، وفتحت له بابًا من الشر؟ المخدرات كم أوقعت في بلية وعجَّلت من منية؟ المُخدِّرات كم جرَّت على شاربها من محنة، وأدخلته في فتنة؟ فهي جماع الإثم ومفتاح الشر، وسلَّابة النعم، وجلَّابة النقم، وتذهب العقل والشرف والمروءة، تستنزف المال.. تصدع الرأس.. كريهة المذاق.. رجس من عمل الشيطان، توقع العداوة والبغضاء بين الناس.. وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة، تدعو إلى الزنا، وربما دعت إلى الوقوع على البنت والأخت وذوات المحارم، المُخدِّرات تذهب الغيرة، وتورث الخزي والندامة والفضيحة.. وتلحق شاربها بالمجانين.. تهتك الأستار.. تظهر الأسرار.. تدل على العورات.. تهوِّن ارتكاب القبائح والمآثم.. تخرج من القلب تعظيم المحارم.. هذه مخاطر دنيونية.
وإن من مخاطر وكوارث وعقوبات شرب الخمر والمخدرات والمسكرات في الآخرة إن لم يتب شاربها أنه:
• يحشر وشقه مائل؛ عَنِ ابْنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ شَارِبُ الْخَمْرِ مُسْوَدًا وَجْهُهُ، مُزْرَقةٌ عَيْنَاهُ، مَائِلٌ شِقُّهُ أَوْ قَالَ: شِدْقُهُ مُدْلِيًا لِسَانُهُ، يَسِيلُ لُعَابُهُ عَلَى صَدْرِهِ، يَقْذُرُهُ كُلُّ مَنْ يَرَاهُ.
• وهو من أهل النار إن لم يتب؛ فعن عَبْداللَّهِ بْن عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ»؛ (أخرجه أحمد وغيره واللفظ له، وهو حديث حسن لغيره).
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنَّانٌ وَلا عَاقٌّ وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ))؛ [رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَقَالَ شُعْيُبُ الأَرْنَاؤُوط: حَسَن لِغَيْرِهِ].
ويقول صلى الله عليه وسلم: «يلقى الله شارب الخمر يوم القيامة حين يلقاه وهو سكران، فيقول: ويلك! ما شربت؟ فيقول: الخمر، قال: أولم أحرمها عليك؟ فيقول: بلى! فيؤمر به إلى النار»؛ (أخرجه عبد الرزاق في المصنف).
• ويشرب مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَهْدًا لِمَنْ يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»؛ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا طِينَةُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ»؛ (أخرجه مسلم والنسائي).
• ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربها يوم القيامة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا حُرِمَهَا فِي الْآخِرَةِ»؛ (أخرجه البخاري ومسلم).
قال الخطابي ثم البغوي: قوله: حرمها في الآخرة: وعيد بأنه لا يدخل الجنة؛ لأن شراب أهل الجنة خمر، إلا أنهم: لا يصدعون عنها ولا ينزفون، ومن دخل الجنة لا يحرم شرابها؛ (شرح السنة).
لكن يجاب على ذلك القول بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من شرب الخمر في الدنيا ولم يتب، لم يشربها في الآخرة وإن دخل الجنة»؛ (متفق عليه واللفظ للبيهقي)، لكن لو تاب شارب الخمر منها، فالله يقبل التوبة، ويشرب خمر الآخرة بإذن الله تعالى يوم القيامة، ويشهد لذلك ما رواه ابْنُ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ، إِلَّا أَنْ يَتُوبَ))؛ (أخرجه مسلم).
أما أهل الجنة لقد أعد الله تعالى في الآخرة لعباده المتقين الذين طهَّروا أنفسهم من هذه الشهوات المحرمة لوجهه الكريم بديلًا طيبًا، يقول تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: 15].
قال ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى: {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}؛ أي: ليست كريهة الطعم والرائحة كخمر الدنيا؛ بل حسنة المنظر والطعم والرائحة والفعل؛ أي: الأثر، قال تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان: 5- 6]، ويقول - جل وعلا -: {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا} [الإنسان: 17].
أيها المسلمون، وما السبيل؟ وما العلاج؟ إن التوبة والعودة إلى الله أعظم سبيل للنجاة والعلاج: قال -تعالى-: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10- 12].
أيها المسكين، يا من ابتُليت بهذا البلاء فهيَّا عد إلى الله، الجأ إلى الله بصدق أن يخلصك من هذا الكابوس.
يَا أَيُّهَا الشَّبَابُ، بَلْ يَا أَيُّهَا الْكِبَارُ، التَّوْبَةَ التَّوْبَةَ قَبْلَ النَّدَمِ، وَالْمُسَارَعَة إِلَى بَابِ رَبِّكَ الْغَفُورِ الرَّحِيمِ قَبْلَ أَنْ يَفْجَأَكَ الْمَوْتُ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ ذُنُوبُكَ فَرَبُّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَة، قَالَ اللهُ تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].
• مراقبة الله واستحضار العاقبة في الدنيا والآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ»؛ (متفق عليه).
الله الله أيها المدمن، اتق الله، وراقبه في حركاتك وسكناتك، وتذكر أن الله يراك، فكيف تختبئ من البشر وتنسى خالق البشر، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، قال تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108].
• الإقبال على المساجد ومجالس العلم، ومصاحبة الصالحين: قال -تعالى-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً»؛ (متفق عليه).
أيها الإخوة الأفاضل، إن حلَّ ظاهرة الإدمان والمُخدِّرات وعلاجَها لا يقتصر على فئةٍ معينةٍ؛ وإنما يشمل جميعَ أفراد المجتمع: شبابًا وأسرةً ودعاةً ومؤسساتٍ وحكومةً؛ فإذا كان الطبيب يعطي المريض جرعةً متكاملةً حتى يشفى من سَقمه - إن قصَّر في نوع منها لا يتم شفاؤه - فكذلك علاج هذه الظاهرة يكون مع تكاتف المجتمع بجميع فئاته، فكل فئة لها دور، على الدعاة أن يقوموا بدورهم في المساجد، وعلى الآباء دور كبير في البيت، وعلى المعلمين دور عظيم في المدرسة، وعلى الإعلاميين دور خطير في أجهزة الإعلام، ثم الضرب بشدة على أيدي المهربين أيًّا كان موقعهم، وباكتمال الأدوار يرتفع البنيان، وإلا كما قيل:
متى يبلغ البنيان يومًا تمامَه ** إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم؟
ويقول صلى الله عليه وسلم في قوله: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ: الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»؛ (متفقٌ عليه)، وقال أيضًا: «إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ، أحفظَ أم ضيَّعَ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه».
فيجب على الجميع أن يتكاتف لمعالجة هذه المشكلة الخطيرة وليس الأمر عسيرًا أو مستحيلًا فلقد نجحت الصين في القضاء على هذا المرض في ألف مليون نسمة ولكن الأمر يحتاج إلى صدق من الجميع.
فعلينا أن نسعى جاهدين لعلاج المدمنين، والقضاء على المهربين، والتبليغ عن المروجين، حتى نقضي على تلك الفئة الضالة التي خرجت على دينها، ودمرت وطنها، وأهانت مجتمعها، وقتلت الأبرياء، وفتكت بالضعفاء. وفرض عقوبة رادعة لمن يتناول الخمر والمسكرات: وليكن الهدف من العقاب هو ردع كل مَنْ تُسَوِّل له نفسه أن يُدمن المسكرات أو المخدِّرات، وليس التشفِّي أو الانتقام من صاحبها؛ فهو شخص مريض في حاجة إلى العلاج؛ لذلك عَمِل رسول الله على تأصيل هذه المعاني في نفوس الصحابة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: «اضْرِبُوهُ»، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: «لَا تَقُولُوا هَكَذَا، لَا تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ»؛ (البخاري).
واحذر يا من ابتُليت بشيء من هذه السموم، احذر أن تصمَّ أذنيك، وأن تستغشي ثيابك حينما تسمع التوجيهَ من الموجهين، والنصيحةَ من الناصحين، بل كُنْ من الذين لهم آذانٌ يسمعون بها، وقلوبٌ يعقلون بها، واستمع إلى توجيهات الموجهين، ونصائح الناصحين، لعلك أن تكون من الراشدين الشاكرين.
اللهم من ابتُلي بشيء من هذه المُخدِّرات، فاشرح صدره بالإيمان، وافتح قلبه بالقرآن، وأنزل عليه عافيتك. اللهم عافه واعفُ عنه، اللهم أبعد عنهم رفقاء السوء والشر، وقرب إليهم رفقاء الخير والصلاح، كما نسألك اللهم أن تحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وأن تكفِهَا خطر المتربصين، اللهم احفظ شباب المسلمين من الشرور كلِّها، واجعلهم هُداةً مهتدين، ولدينهم ووطنهم حُماةً مجاهدين. وأقم الصلاة.
_____________________________________________________
الكاتب: الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
- التصنيف: