تحريم اتخاذ شفعاء ووسطاء ليقربونا إلى الله زلفا

منذ 2025-04-18

المشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاءَ من الملائكة، والأنبياء والصالحين، ويصوِّرون تماثيلهم، فيستشفعون بها، ويقولون: هؤلاء خواص الله، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا.."

قال الله تعالى: {أَلَا لِلهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار} [الزمر:3].

 

وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس: 18].

 

قال شيخ الإسلام بن تيمية كما في «الفتاوى» (1 /150): المشركون كانوا يتخذون من دون الله شفعاءَ من الملائكة، والأنبياء والصالحين، ويصوِّرون تماثيلهم، فيستشفعون بها، ويقولون: هؤلاء خواص الله، فنحن نتوسل إلى الله بدعائهم وعبادتهم ليشفعوا لنا، كما يتوسل إلى الملوك بخواصهم، لكونهم أقرب إلى الملوك من غيرهم، فيشفعون عند الملوك بغير إذن الملوك، وقد يشفع أحدهم عند الملك فيما لا يختاره، فيحتاج إلى إجابة شفاعته رغبة ورهبةً، فأنكر الله هذه الشفاعة.

إلى أن قال: فهذه الشفاعة التي أثبتها المشركون للملائكة والأنبياء والصالحين، حتى صوَّروا تماثيلهم، وقالوا: استشفَاعُنا بتماثيلهم استشفاعٌ بهم، وكذلك قصدوا قبورهم، وقالوا: نحن نستشفِع بهم بعد مماتهم؛ ليشفعوا لنا إلى الله، وصوَّروا تماثيلهم، فعبدوهم كذلك، وهذه الشفاعة أبطلها الله ورسوله، وذم المشركين عليها وكفرَّهم بها؛ اهـ.

__________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني

  • 3
  • 0
  • 95

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً