رداً على كشغري والعمري فليخسأ شاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فليخسأ شاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان سعودياً, أخرس الله لساناً يهزأ بالحبيب صلى الله عليه وسلم, وشلّ الله يداً كتبت استهزاءً بخير خلق الله محمد بن عبد الله الذي زكاه ربه فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
- التصنيفات: مذاهب باطلة -
فليخسأ شاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان سعودياً, أخرس الله لساناً يهزأ بالحبيب صلى الله عليه وسلم, وشلّ الله يداً كتبت استهزاءً بخير خلق الله محمد بن عبد الله الذي زكاه ربه فقال سبحانه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4], وقال جل شأنه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4]، وقال عز وجل: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} [النمل: 6]، ثم يأتي شخص يقال له كشغري أو غيره فيستهزئ بصفوة خلق الله وخير من وطء الثرى عليه أفضل صلاة وأزكى سلام, قال سماحة الإمام شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: "ولقد نطق كتاب الله الكريم بكفر من استهزأ بالرسول العظيم، أو بشيء من كتاب الله المبين، وشرعه الحكيم، قال الله عز وجل: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65، 66] الآية، فهذه الآية الكريمة نص ظاهر وبرهان قاطع على كفر من استهزأ بالله العظيم أو رسوله الكريم أو كتابه المبين، وقد أجمع علماء الإسلام في جميع الأعصار والأمصار على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من الدين، وأجمعوا على أن من استهزأ بشيء من ذلك وهو مسلم أنه يكون بذلك كافرا مرتدا عن الإسلام يجب قتله؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» [رواه الإمام البخاري وغيره].
ومن الأدلة القاطعة على كفر من استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أن الاستهزاء تنقص واحتقار للمستهزأ به والله سبحانه له صفة الكمال، كتابه من كلامه، وكلامه من صفات كماله عز وجل، ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم هو أكمل الخلق وسيدهم وخاتم المرسلين وخليل رب العالمين، فمن استهزأ بالله أو رسوله أو كتابه أو شيء من دينه فقد تنقصه واحتقره، واحتقار شيء من ذلك وتنقصه كفر ظاهر ونفاق سافر وعداء لرب العالمين وكفر برسوله الأمين وقد نقل غير واحد من أهل العلم إجماع العلماء على كفر من سب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أو تنقصه، وعلى وجوب قتله.
قال الإمام أبو بكر ابن المنذر رحمه الله: "أجمع عوام أهل العلم على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل، وممن قاله مالك والليث وأحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي" انتهى، وقوله: عوام: جمع عامة، والعامة هنا بمعنى الجماعة، فمراده رحمه الله أن جماعات العلماء أجمعوا على وجوب قتل من سب النبي صلى الله عليه وسلم.. إلى أن قال رحمه الله تعالى: "فيكون فاعل ذلك كافرا حلال الدم والمال".
وقال القاضي عياض رحمه الله: "أجمعت الأمة على قتل متنقصه من المسلمين وسابه" انتهى.
وقال محمد بن سحنون من أئمة المالكية: "أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم والمتنقص له كافر، والوعيد جاء عليه بعذاب الله له، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر" انتهى.
وقال رحمه الله تعالى: "قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله بعدما نقل أقوال العلماء في شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم ومتنقصه في كتابه: "الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم" ما نصه: "وتحرير القول فيه: "أن الساب إن كان مسلما أنه يكفر ويقتل بغير خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم".
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم أو انتقصه مسلما كان أو كافرا فعليه القتل، وأرى أن يقتل ولا يستتاب".
وقد قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام عندما استهزأ به المشركون: {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [يونس: 65]، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَلا يَحْزُنْكَ} قول هؤلاء المشركين واستعن بالله عليهم وتوكل عليه فإن {الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} أي: جميعها له ولرسوله وللمؤمنين، {هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} أي: السميع لأقوال عباده العليم بأحوالهم" [تفسير القرآن العظيم 2/558].
وقال جل شأنه وتقدست أسمائه: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} [المنافقين: 8].
ووعد الله تعالى نبيه بأنه سيكفيه المستهزئين ووعده جل وعلا لا يتخلف وما وعد به متحقق فقال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} [الحجر: 95]، وقال عز وجل: {وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعا ً} [يونس: 65]، وقال تعالى في آية أخرى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ . الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ . وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ . فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: 95 - 98]، قال تعالى: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ} [الأنعام: 10]، وقال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36]، وهنا قوله تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} جاءت بضمير الجمع {إِنَّا} وكذلك {كَفَيْنَاكَ} لتدل على التفخيم وتعظيم الرب سبحانه وشدة ما سيوقعه بهؤلاء المستهزئين فالله جل وعلا سيكفي نبيه هؤلاء المستهزئين به في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد مماته.
وقد قال الله تعالى عن مبغضي نبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] أي: إنَّ مبغضك يا محمد ومبغض ما جئتَ به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين {هُوَ الأَبْتَرُ}: الأقل الأذل المنقطع كل ذِكرٍ له.
فهذه الآية تعم جميع من اتصف بهذه الصفة من معاداة النبي صلى الله عليه وسلم أو سعى لإلصاق التهم الباطلة به ممن كان في زمانه ومن جاء بعده إلى يوم القيامة.
ولم يكن استهزاء الكفار والمنافقين بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم جديداً بل كان قديماً منذ أن بعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فقد المشركون يسلكون جميع الطرق التي يعتقدون أنهم من خلالها يستطيعون أن يصدوا الناس عن دعوته عليه الصلاة والسلام؛ سواء كان ذلك بالاستهزاء به عليه الصلاة والسلام أو بنعته بصفات قبيحة هو منها براء فقالوا ساحر وقالوا مجنون وقالوا كاهن ولكن هذا الاستهزاء لم يؤثر في دعوته عليه الصلاة والسلام فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ولم يلتفت لتلك الحماقات وكانت ولا تزال منزلته عاليه فرفع الله ذكره في الدنيا والآخرة وينادي كل مسلم يؤذن بالصلاة خمس مرات في اليوم والليلة شاهداً أن محمداً رسول الله ولا يخفى على كل مسلم قول الخالق سبحانه وتعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ . وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ . الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ . وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح: 1-4].
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول، أهل الفقه والخبرة، عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يوماً أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه"، ولا يزال المسلمون يقرؤون دفاع الله تعالى عن نبيه في كتاب الله تعالى في مثل قوله عز وجل: {وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [الأحزاب: 57]، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [التوبة: 61].
كما لا يزال المسلمون يقرؤون ما رواه لهم أنس بن مالك "خادم" نبيهم صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "كان رجل نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران فكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانياً فكان يقول: ما يدري محمد إلا ما كتبتُ له، فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض (الأرض لا تريده غيرةٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم)، فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا: هذا فعل محمد وأصحابه نبشوا عن صاحبنا لما هرب منهم فألقوه خارج القبر، فحفروا له وأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه" [متفق عليه]، وفي لفظ مسلم: "فتركوه منبوذاً" [للاستزادة راجع "كيف تنصر نبيك" للشيخ ندا أبو أحمد].
وقد يتساءل المسلم عن واجبه تجاه ما يتعرض له نبيه عليه الصلاة والسلام فإن الواجب على كل مسلم أن يقوم بنصرة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام فإن نصرته واجبة بنص كتاب الله تعالى وبنص سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ومن مظاهر وجوب نصرته صلى الله عليه وسلم ما يلي:
1- تعظيمه وتوقيره:
فقد أمر الله عز وجل بتعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم وتوقيره فقال جل وعلا: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الفتح: 9]، وقال تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: 157].
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله: "إن الله فرض علينا تعزيز رسوله وتوقيره، وتعزيزه: نصره ومنعه, وتوقيره: إجلاله وتعظيمه، وذلك يوجب صون عرضه بكل طريق فلا يجوز أن نصالح أهل الذمة وهم يسمعونا شتم نبينا وإظهار ذلك، لأنا إذا تركناها على هذا تركنا الواجب علينا نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم" [الصارم المسلول على شاتم الرسول ص209].
2- محبته أكثر من نفوسنا:
فالمسلم يجب عليه أن يحب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن لا يرضى بسب حبيبه وقدوته من أي شخص كان لا سيما وهو يحب هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم أكثر من والده وولده ونفسه والناس أجمعين لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» [متفق عليه].
وها هو أبو هريرة رضي الله عنه يبكي حرقة عندما سمع سب الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: "كنت أدعوا أمي إلى الإسلام وهي مشركة فدعوتها يوماً فسمَّعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره فأتيت رسول الله وأنا أبكي فقلت: يا رسول الله إني كنت أدعوا أمي إلى الإسلام فتأبى عليّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره..." [رواه مسلم].
ومن لوازم محبته صلى الله عليه وسلم تقديم محبته وأقواله وأوامره على من سواه وتعظيم ذلك بدءاً من المحبة القلبية وتمني رؤيته وصحبته وانتهاءً بالعمل بشريعته ظاهراً وباطناً عن محبة وشوق، لما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقال عمر: فإنه الآن والله! لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: «الآن ياعمر» [رواه البخاري]، ويبلغ التشريف لمن قصد المحبة مبلغة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله» [رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم] [للاستزادة: "دمعة على حب النبي صلى الله عليه وسلم" لعبد الله الخضيري، ص 40-41 من كتاب "حقوق النبي صلى الله عليه وسلم بين الإجلال والإخلال" تقديم فضيلة الشيخ صالح الفوزان].
3- المبادرة بنصرته:
والمبادرة بنصرة النبي يقتضيها وجوب نصرته صلى الله عليه وسلم على الفور فالمسلم إذا علم أنه يجب عليه نصرة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام كان لزاما عليه أن يبادر ولا يتأخر أويتردد فضلاً عن أن يتخاذل أو يتقاعس وقد أوضح ذلك الخالق سبحانه في محكم كتابه فقال سبحانه: {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة: 40]، وكل أمر ورد في الشريعة الإسلامية فإنه يقتضي الفورية، فمن الواجب أن يمتثله المسلمون فوراً ويعملون به مباشرة دون تردد أو تأخير.
4- نصرته بكل ما نستطيع:
يجب على المسلم الحق أن يحرص على نصرة نبيه عليه الصلاة والسلام بكل ما يستطيع سواء كان ذلك بالرد كتابة أو بالدفاع عنه باللسان أو بأية وسيلة كانت بشرط أن تكون تلك الوسيلة مشروعة, فمن أغلى عندنا من محمد صلى الله عليه وسلم لا سيما وهو نبينا عليه الصلاة والسلام الذي نعتز ونفتخر بنصرته، هو خير البرية وأفضل الأنبياء، بل إنه سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام وهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة الذي قال عنه خالقه ومولاه: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [التوبة: 128]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وتختلف كيفية نصرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم باختلاف استطاعة المسلم وموقعه فالساسة وقادة الأمة والعلماء والدعاة والمفكرين والإعلاميين يختلف دورهم في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم عن بقية المسلمين وذلك لما لهم من تأثير ومكانة ولثقل المسؤولية التي يحملونها ولأنهم يتأتى لهم ما لا يتأتى لغيرهم وهذا بلا شك لا يعفي عامة المسلمين من وجوب نصرة نبيهم عليه الصلاة والسلام بحسب إمكانياتهم ومقدورهم.
وفي الختام..
ها هي أبيات حسان بن ثابت رضي الله عنه لا تزال ترن في آذاننا لتذكرنا بكل مستهزئ بحبيبنا صلى الله عليه وسلم:
هجوت محمداً براً تقياً *** رسول الله شيمته الوفاءُ
فإن أبي ووالده وعرضي *** لعرض محمد منكم فداء