ومن الغلو ما قتل
خالد الشافعي
أعلنت تأييدي للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل في أكثر من مقال ونشيد وذهبت إلى مسجد أسد بن الفرات وجلست بجوار الشيخ معلناً ذلك للدنيا كلها، أزعم أنني فعلت ذلك ديانة لله، إذ لم أجد مفراً من أن أنحاز إلى رجل ينحاز إلى المشروع الذي أراه يمثل حلم العودة إلى الخضوع لقانون الله في الأرض...
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أعلنت تأييدي للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل في أكثر من مقال ونشيد وذهبت إلى مسجد أسد بن الفرات وجلست بجوار الشيخ معلناً ذلك للدنيا كلها، أزعم أنني فعلت ذلك ديانة لله، إذ لم أجد مفراً من أن أنحاز إلى رجل ينحاز إلى المشروع الذي أراه يمثل حلم العودة إلى الخضوع لقانون الله في الأرض، وهي الضمانة الوحيدة للانعتاق مما نحن فيه، إنحزت إلى أبو إسماعيل دون أن أدعي فيه ما ليس فيه، أيدته دون أن أدعي له قداسة أو عصمة، إنحزت إليه إيماناً بالمنهج أكثر من إيماني بالأشخاص، إيماناً بأن الله عز وجل ينصر الضعفاء والأتقياء والمساكين إذا اعتصموا بحبله وتمسكوا بدينه مهما كان ما في أيديهم من أسباب متواضعة.
إنحزت إلى أبو إسماعيل ولكن لم أشيطن المرشحين الآخرين، بل دون أن أذكرهم بسوء ولا سخرية قط، أنحزت إليه دون أن أواجه من يرفضه بأى تخوين أو تسفيه أو تجهيل.
ترجمت تأييدى إلى أناشيد ومقالات تتحدث عن الرجل دون غلو ولا تهويل.
أكتب هذه المقدمة حتى يعرف من لا يعرف ويتذكر من يعرف ذلك التأييد أنني من المؤمنين بالرجل، لكن أخشى عليه من بعض محبيه أكثر من خشيتي من خصومه.
بعض محبي الشيخ أشد ضرراً عليه من خصومه، بعض هؤلاء يتولى عن غير قصد حملة تشويه للشيخ حازم، بعضهم يسيء من حيث أراد أن يحسن، ويفسد من حيث أراد أن يصلح.
غلو غير طبيعي من البعض في الشيخ الكريم، واعتبار أن من لا يؤيده عدو لله ورسوله وللشريعة، أفهم أن تكون وجهة نظرك أن مرشحك هو الأفضل والأولى لكن يجب وجوباً أن تتذكر أنها وجهة نظرك، وأن هناك احتمال أن تكون مخطئاً.
بعض مؤيدي الشيخ يتعاملون بمنتهى الغشم والقسوة والفظاظة ليس فقط مع من لا يرى الشيخ مرشحه الرئاسي بل مع من لم يعلن تأييده المطلق، بل مع من يعلن مع بعض التحفظ.
أحسب أن هذا السلوك بات زاعقاً جداً، وربما تحول إلى ظاهرة، وهو ما يهدد بالخصم من رصيد الرجل الذى ومع أنني لا آظنه يرضى عن مثل هذا الطيش، لكن فعليه في النهاية أن يتبرأ من هذا الغلو إعذاراً إلى الله، أولاً لأنه يُقَدم باسمه، وثانياً تنبيهاً لهؤلاء الشباب حتى لا يضروا بفرص الرجل.
بقي أن أقول أن القسوة مع المخالف إلى حد السب أحياناً وتتبع الزلات والغيبة صارت منتشرة جداً بين بعض شباب الإسلاميين خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى بصورة باتت تعبر عما يمكن أن يسمى أزمة أخلاق، أو فلنسمها أزمة تناقض، فبينما ينتمي هؤلاء الشباب إلى المنهج الذى يقوم على مرجعية الوحي بما يعنى المعنى الكامل للطهارة وعفة اللسان والإحسان في مقابل الإساءة، والإمتناع الكامل عن الغيبة والخوض في خصوصيات الخلق وتقديم حسن الظن وعدم الغلو في الأشخاص ولا تزكيتهم ولا مدحهم، أقول بينما ينتمي هؤلاء الشباب إلى هذه المنظومة الصارمة من الآخلاق شديدة الرقيّ، فإن بعضهم وللأسف يناقضها قولاً وفعلاً معطياً الفرصة لخصوم المشروع الإسلامى أن يحول مثالبهم الشخصية إلى سبة في جبين المشروع ذاته.
الحل من وجهة نظري وحيد وفي منتهى السهولة، فقط المطلوب أن تلتزم بأخلاقيات المنهج الذي تتغنى به صباح مساء.
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام