عام من الثبات والانتصار
عندما يئس أعداء الله من نجاح مؤامرتهم العالمية لوأد الثورة السورية بالقتل وإراقة أنهار الدماء الزكية والتعذيب الهمجي والتهجير القسري ومنح الفرص لعصابات الأسد لاستئصال الثورة ..
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
عندما يئس أعداء الله من نجاح مؤامرتهم العالمية لوأد الثورة السورية بالقتل وإراقة أنهار الدماء الزكية والتعذيب الهمجي والتهجير القسري ومنح الفرص لعصابات الأسد لاستئصال الثورة من جذورها، ها هم اليوم يحيكون مؤامرة على معنويات الشعب المرابط وعلى عقول أحبابه على امتداد الساحة الإسلامية الواسعة.
إنها مؤامرة خلط الأوراق وقلب الحقائق والتلاعب بالمفاهيم. فثباتهم عاماً كاملاً حافلاً بتضحيات استثنائية هو انتصار عظيم عز نظيره، بل إنه انتصار يومي على نظام ليس لخسته مثيل حتى الاحتلال الصهيوني مع أشقائنا الفلسطينيين. لكن المرجفين في الأرض يسعون إلى ادعاء العكس فهؤلاء يستدلون ببقاء النظام لإقناعنا بهزيمة الشعب!! فليعطونا شخصاً واحداً فقط انتمى إلى الثورة ثم "انشق"عنها!! أما العكس فحدّثْ ولا حرج فالشواهد تطالعنا كل يوم ولم يعد النظام محترف التضليل يجحد وجودها.
إنهم يريدون أن يهزموا السوريين نفسياً بقلب الحقائق للإيهام بأن استمرار النظام الدموي مدة سنة يعني انتصاره على الثوار البواسل الذين يجابهونه بصدور عارية .
والمنصفون يعلمون أنه ليس عجباً أن تبقى دبابات المحتل في الشوارع اثني عشر شهراً، لكن العجب كل العجب ثبات المدني الأعزل في مواجهتها من دون أن يدب اليأس إلى نفسه بل ولا الملل أو استبطاء نصر الله تعالى الموعود لمن ينصره سبحانه.
وإنها-والله- انتصارات مستمرة:
-انتصار على الخوف المزمن
-انتصار على الخذلان القريب والبعيد
-تعزيز لروح الأُخُوّة في الأمة
-استعادة بعض الشاردين أو المبتعدين عن الجادة مكرهين كحركة حماس مثلاً بتهيئة المناخ الملائم للمفاصلة مع أدعياء المقاومة وتجار الممانعة.
-افتضاح نفاق الغرب الذي يوفد لجاناً بعد سنة كاملة إلى الدول المجاورة لسوريا بحثاً عن أدلة على جرائم النظام وكأن الثورة انطلقت منذ أيام! فلا ألوف المقاطع الموثقة ولا السفراء الغربيون أنفسهم ولا جواسيس الاستخبارات المعششون في البلد ولا الأقمار الصناعية التي ترصد حركة النملة كما يزعمون ولا الصحفيون الغربيون الذين تسللوا بجرأة وقدموا شهادات ناصعة.. كل هؤلاء لا يكفون عميان البصيرة الغربيين كي يروا الشمس الساطعة في ظهيرة يوم قائظ.
-تقديم البينات القاطعة على الخيانة الصفوية البعثية وإثبات تآمرهما مع تل أبيب وواشنطن . بالدليل الملموس بعد أن كانت تلك القناعات محصورة على نطاق ضيق في شريحة محدودة من أهل العلم والفكر وكانت حصيلة استنتاجات يمكن الجدل حولها.
- إقامة الحجة البالغة على الجبن المقيم ونقص الوعي الرسمي بخطورة المشروع المجوسي في العالمين العربي والإسلامي. .
-إسقاط الأقنعة عن وجوه علماء السوء على المستوى الشعبي بعد سنوات طويلة من سقوطهم في موازين أهل العلم الراسخين.
- محاصرة تجار الثقافة وأدعياء الحرية والحداثة من أدونيس الطائفي الدجال حتى النخاع والمتزيي بزي الليبرالية حتى أيتام الفكر الناصري المهزوم دائماً .
-بيان حجم الانكشاف السني الإستراتيجي أمام خطط الأعداء الرهيبة، وذلك بتأثير عوامل شتى منها الغفلة وسوء قراءة الواقع وغلبة الأنا المحلية والاستجابة لرغبات الغرب المتظاهر بالصداقة واتباع"نصائح" بطانة تغريبية حمقاء في أحسن أحوالها وخائنة عند تمحيص رموزها الذين ربطوا مصيرهم بانكسار أمتهم تحت مطارق الغزو الغربي بألوانه المختلفة وغاياته الموحدة.
أجل. فإن من حق أشقائنا السوريين أن يرفعوا رؤوسهم عالياً شموخاً واعتزازاً بما أنجزوه من انتصارات مذهلة في تاريخ الشعوب وبخاصة في العصر الحديث.
ولسنا ننتقص من ميراثنا العظيم ولا نغمز من قناة ثوراتنا الباهرة والثورة الجزائرية تاجها المتألق، فهنالك كان المحتل غاصباً أجنبياً، وفي المقابل تسلح الثوار تسلحاً معقولاً وساندهم العرب والمسلمون بالمال والعتاد والإيواء
أما الثورة السورية السلمية فمحيطها الرسمي كله مناوئ إلا من رحم الله وقليل ما هم. وهذا القليل يلجمه الخوف عن واجب النصرة في حدها الأدنى.
وإطاحة مبارك في مصر تمت بيسر بالقياس إلى تضحيات السوريين الهائلة، لأن الجيش المصري حسم القضية.
وابن علي التغريبي الفظ آثر الهرب بجلده كما يقال لأن الجيش التونسي رفض مواجهة شعبه بالنار.
حتى الليبيون الذين نجحوا في نحر أبي الجرذان ببسالة لا شك فيها وببذلٍ يستحق التقدير، تلقوا معونة مهمة من طيران حلف شمال الأطلسي، أوهنت قدرات القذافي العسكرية وأسهمت في شل أنياب مرتزقته.
26/4/1433 هـ