تهديدات النظام السوري والنهاية السوداء
نظام دمشق بعد أن أفلس بالكامل لا يملك سوى التهديدات الفارغة والسخية، لقد استنفد بالكامل كل وسائله الإرهابية بعد أن أفرط في مهرجان الدم واستباحة الأحرار، وقد جاءت ساعة الخلاص واقتربت لحظة الحقيقة..
بشار الأسدمع اقتراب ساعة الحقيقة، ووضوح المصير الأوحد والمشترك لجميع الفاشيين في العالم، ومع إصرار الشعب السوري الثائر على تحقيق غاياته المشروعة وإنجاز الهدف المقدس بأسرع وقت ممكن لملء مزبلة التاريخ ببقايا نظام فاشي عفن متحلل، ومع وصول الجامعة العربية إلى أفق مسدود معروفة نهاياته وتشعباته، أطلق رئيس النظام السوري -كالعادة وكما فعل أسلافه من (السلف الإرهابي الديكتاتوري الطالح)- تهديدات عنترية فارغة حول زلزال سيصيب المنطقة! وحول مشاريع تقسيم وأفغنة وصوملة وعرقنة، وغيرها من التعبيرات والتهديدات الجوفاء التي لا تجرف أبدًا الحقائق الميدانية السائدة في سورية، والتي حسمها وقررها الشعب السوري بنفسه، وهو يقدِّم كل يوم الدماء العبيطة على مذبح الشهادة الدائمة، والتي ستستمر وتتصاعد حتى سقوط النظام، وهي مسألة وقت ليس إلا..
لقد قال الرئيس السوري: إن سورية تختلف عن بقية البلدان العربية. وهي تختلف فعلاً، ونوافق الرئيس على ما قاله ونطق به؛ لكون الاختلاف ينبع أساسًا من كون الشعب السوري يقوم اليوم ومنذ ثمانية أشهر بثورة هي أنبل وأطهر حالة ثورية في العالم العربي. كما أن الشعب السوري قد أظهر وأبان عن فدائية وبطولة أسطورية لم تظهر صفاتها ولا تجلياتها في الشرق القديم منذ قرون طويلة؛ فالثورة الشعبية السورية الكبرى الجديدة هي إحياء حقيقي لروح الشهادة والجهاد والمطاولة واسترخاص النفس من أجل الكرامة التي عرف بها ذلك الشعب وتميز عبر التاريخ، قبل أن يحاول الفاشيون والطارئون وخفافيش التاريخ استعباد ذلك الشعب، وفرض إمبراطوريتهم المتعجرفة وسلالتهم بالقوة على ذلك الشعب الذي صبر طويلاً..
ولكنه حينما انفجر انحنت الدنيا بأسرها لشجاعته وفدائيته وإصراره واسترخاصه للموت في سبيل الكرامة، وطلبه للموت من أجل أن توهب الحياة الحرة للأجيال القادمة. وثورة بتلك المواصفات الفريدة والراقية لا يمكن أبدًا أن يهزمها "شبيحة" أو "حرس ثوري" أو عصابات حزب خدا أو عملاء حزب الدعوة وبقية الحثالات الشعوبية المتساقطة.. لا ورب الكعبة! لم تنطلق وتشتعل الثورة إلا لتنتصر رغم إرادة أنوف الأعاجم الطويلة، وتآمر اللصوص وزناة الليل.
أما التهديدات الجوفاء والتي سمعناها كثيرًا من أفواه كبار القيادات الفاشية النافقة، وكان آخرهم ملك ملوك إفريقيا والرجل الأخضر القذافي، فهي ليست سوى أضغاث أحلام وسيول من الهذيان العاجز لنظام متساقط، توضحت أمامه بالكامل خارطة الطريق نحو الجحيم! وهي الخارطة التي رسمها الشعب بدمائه، وعبَّد طريقها بتضحياته. سينهار النظام كما أثبتت التجارب بأسرع من لمح البصر، ولن يتمكن قادة النظام الصفوي في طهران من إنقاذ أحد؛ لأنهم أساسًا من سيتكفل بهم وبمصيرهم الشعب الإيراني ذاته في قوادم الأيام القريبة.
واعلموا أن من يهدد لا يفعل شيئًا، ولن يؤذي أحدًا سوى ذاته المريضة والمتورمة بالغرور والسفه والأحلام الشيطانية.
إن الثورة السورية ويؤازرها المخلصون والأحرار في العالم تسير في طريق النصر المبين والحاسم، أما تهديدات الفاشيين، وسيناريوهات رعبهم، وأزيز صواريخهم، فسيرتد عليهم وبالاً، وسيحرقهم بنار حقدهم، والصراخ على قدر الألم. وقد أستطاع الشعب السوري أن يدمي أنوف الفاشست، وأن يحول نهارهم لليل أسود بهيم، وإن ساعات النصر التاريخية قد أزفت وآن أوانها، وفقًا للوعد الإلهي الخالد {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
ولن تذهب دماء شهداء الشام وأحرارهم وأطفالهم سدى أبدًا، بل إن دماءهم ستظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم، وسيذوق الفاشيون المجرمون طعم الهزيمة المرة ويولون الدبر تحت معطف حلفائهم في طهران، الذين مهما بلغ دجلهم فإنهم لن يستطيعوا أبدًا لويّ عنق التاريخ، ولا تحريف المسيرة النضالية لشعب سورية، ولا تغيير اتجاه الرياح التحررية..
نظام دمشق بعد أن أفلس بالكامل لا يملك سوى التهديدات الفارغة والسخية، لقد استنفد بالكامل كل وسائله الإرهابية بعد أن أفرط في مهرجان الدم واستباحة الأحرار، وقد جاءت ساعة الخلاص واقتربت لحظة الحقيقة، وسنرى المشاهد التراجيدية القاتمة لسقوط آخر الطغاة في الشام، وهي مناظر ستقشعر لهولها الأبدان، فالجزاء من جنس العمل، وقد أفرط النظام في القتل حتى الثمالة، ولم يعد هناك من مزبلة تحتوي بقايا النظام وأدرانه سوى باللجوء لضريح الفارسي أبو لؤلؤة فيروز في مدينة كاشان أو ما يطلق عليه الصفويون "بابا شجاع الدين"؛ فمصير النظام وقادته لا يليق بهم سوى ذلك المكان..
وبكل تأكيد سيهرب القتلة قريبًا، تلك هي الحقيقة العارية والواضحة.
داود البصري
الأربعاء، 02 تشرين2/نوفمبر 2011 م
- التصنيف: