عناية المسلمين باللغة العربية _ خدمةً للقرآن الكريم
فقد أنعم الله عز وجل على الإنسان بنِعَمٍ لا تُعَدُّ ولا تُحْصَى ، ومن أَجَلِّ هذه النِّعم وأعظمها هذا الكتابُ العزيز ، يعلِّمه ويرشده ، واصطفى له سيد البشر لأداء الرسالة المنوطة به ، وقد احتفل المسلمون بهذا الوحي الكريم أيــَّما احتفال ، ورأَوا مِنْ واجبهم اللازم خدمته ، والتسابق إلى بيان كنوزه ودلالاته ، وكان مِنْ فريق العمل الذي نشط لدَرْسه وتدبُّره ثلة من الأولين ، عُنُوا بلغته ، فلم يألوا جهداً في رعايتها وصيانتها ، وما دفعهم إلى ذلك إلا رغبتهم في خدمة التنزيل العزيز ، والتشرُّف بأن يكونوا إلى جانب مأدبة الله .
وبحثنا هذا غيض من فيض ، يلقي الأضواء على طرف يسير من هذه الخدمة ، ولولا الإيجاز الذي اضطررنا إليه لاحتمل زيادة الكثير من الصفحات .
وقد اعتمدنا في كتابته المنهج الوصفي ، واجتهدنا في توثيق موارده ، واخترنا مصادره من الأصيل السالف ، والنظر المعاصر ، بحسب ما يلزم سياقه ، والتزمنا بعنوان كل مبحث ، فلم يكن بحثنا في عناية المسلمين بعلوم اللغة العربية على نحو عام ، وإنما قَيَّدَنا هذه العناية بخدمة القرآن الكريم . وقد جاء البحث في سبعة مباحث على النحو التالي :
المبحـــــث الأول : عناية المسلمين باللغة خدمة للقرن الكريم .
المبحــــث الثاني : عناية المسلمين بالنحو خدمة للقرآن الكريم .
المبحـــث الثالث : عناية المسلمين بالبلاغة خدمة للقرآن الكريم .
المبحــــــث الرابع : عناية المسلمين بالشعر خدمة للقرآن الكريم .
المبحـث الخامس : عناية المسلمين بتوجيه القراءات في ضوء العربية خدمة للقرآن الكريم .
المبحث السادس : عناية المسلمين برسم المصحف خدمة للقرآن الكريم .
المبحث السابع : عناية المسلمين بعلم الأصوات خدمة للقرآن الكريم .
أسأل الله سبحانه التوفيق والسداد ، والحمد لله رب العالمين .