أسرار القلب بين القرآن والعلم

انطلاقا من الآيات الواردة في القلب ومدلولاتها وما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن القلب، وما توصل إليه العلم الحديث من حقائق، يأتي هذا البحث الذي أرجو أن يساهم في إظهار الدور الحقيقي للقلب وعلاقة التواصل بينه وبين الدماغ، وأن يدحض بالوقائع والإثباتات العلمية ما يروج له بعض الملحدين الضالين المضلين من أن القرآن العظيم مناقض للعلم فيما يخص وظائف القلب، وليستيقن الذين هم في شك من آيات القرآن العظيم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن دور القلب وليزداد الذين آمنوا إيمانا.

كما انه محاولة لتوضيح ما يترتب على زراعة القلوب من نقل لصفات الواهب كالعادات والأخلاق وحتى العقيدة إلى المتلقي، حتى يكون عونا لمن يفتي بجواز ذلك أو حرمته. كما آمل أن يساهم في تطوير البحث العلمي في العالم الإسلامي على ضوء القرآن العظيم والسنة النبوية، وأن يكون اللبنة الأولى لإجراء دراسات متقدمة في طرق اتصالات القلب والدماغ (كهرومغناطيسية القلب) حتى يتم استنباط الإعجاز العلمي في آيات القلب والصدر لمناقشة العلماء والمتخصصين في هذا المجال واطلاعهم بطريقة علمية على ما ورد في القرآن العظيم والسنة النبوية من حقائق علمية عسى أن يكون ذلك سببا في هدايتهم إلى الصراط المستقيم.

ينقسم هذا البحث إلى محورين:

المحور الأول: دراسة علمية عن القلب وقدراته وعلاقته بالدماغ وبباقي الجسم تم خلالها جمع وحصر خلاصة كلام العلماء والمتخصصين في هذا المجال قدر الإمكان والاطلاع على بعض الدراسات ذات الصلة بالمجال وتلخيص نتائجها.

المحور الثاني: فهو القلب في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, وقد كان من الأحرى أن أبدأ به قبل المحور العلمي ولكن امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله) فقد بدأت بالمحور العلمي حتى يكون معينا للقارئ على الفهم الجيد للمحور القرآني والذي قمت فيه بتصنيف الآيات والأحاديث الواردة في القلوب والصدور والأفئدة حسب الصفات والخصائص مستعينا على ذلك بكلام المفسرين والعلماء كما قمت فيه بمقارنة ما ورد في الآيات والأحاديث وما أثبته العلم الحديث.

بعد النتائج والخلاصة تم اشفاع البحث بخمسين سؤالا تشكل مجالا خصبا للبحث العلمي على ضوء القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة.