التصنيف: الشعر والأدب
الوفاء والإنصاف في الناس عزيز
أحمد بن سعد الغامدي
هل ترانا نلتقي ؟
** حصرياً ** الأنشودة المؤثرة هل ترانا نلتقي كلمات أمينة قطب -رحمها الله-
المدة: 11:46فهل من مدكر
الخواطر والأفكار
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (85)- نابليون السفاح! (2)
هوى نابليون هوي العقاب على مهد اليقظة في الديار المصرية، هوى على الإسكندرية فجأة بجحافله وأساطيله مزودة بكل أداة للحرب جديدة مما تمخض عنه علم أوربة يومئذ، مصطحبًا معه عشرات من صغار المستشرقين وكبارهم، وطائفة من العلماء في كل علم وفن، معهم كل غريبة مما كشف عنه العلم المستحدث. فاستباح الإسكندرية ودمر ما دمر، ثم طوى الأرض طيًا مكتسحًا في طريقه شمال مصر، حتى دخل القاهرة في العاشر من صفر سنة 1213هـ. وذعر الخلق، فبدأ يداهن الناس، وحاول أن يستميل المشايخ في رجال الأزهر، كي يستجيبوا لمحاله ومخاتلته، فلما رأي امتناعهم على تطاول الأيام، عجل فأطلق جنوده الغزاة، ليطفئوا ما استقر في قلوبهم من نار الأحقاد المتوارثة على دار الإسلام.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (84)- نابليون السفاح!
وقيض الله لفرنسا قائدًا أوربيًا محنكًا مظفرًا شديد البأس، خواضًا لغمرات الموت، ضرسته الحروب في أوربة حتى صار اسمه مثيرًا للرعب في القلوب بأنه قائد لا يقهر، هو الصليبي المكيافلي المغامر المفتون الفاجر: نابليون، فلما فرغ من حروبه في أوربة منصورًا نصرًا مؤزرًا، أصاخ سمعه لنذير الاستشراق، ولنصحه وإرشاده، فقدر أن الحين قد حان ليكون أول قائد أوربي استطاع بقوته التي لا تقهر، أن يخترق قلب دار الإسلام من الشمال، وأن يداهم اليقظة التي أرقت منام الاستشراق، وأن يبطش بها في عقر دارها بطشة جبار عات لا يبقى على شيء، وفوق ذلك كله: أن يرد لفرنسا هيبتها التي ضاعت يوم طردتها برطنيا طردًا مخزيًا من دار الإسلام في الهند القصية البعيدة، وبذلك تتفرد فرنسا وحدها بالمجد السني الكله! وتكللها المسيحية الشمالية عندئذ بأكاليل الغار.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (83)- ملامح يقظتنا
وكان نذير الاستشراق يومئذ يحذر المسيحية الشمالية من هذه اليقظة المخوفة العواقب، يقظة اللغة على يد الشيخين الكبيرين البغدادي والزبيدي وتلاميذهما، ويقظة علوم الحضارة على يد الشيخ الجبرتي الكبير وتلاميذه. يقظة في ديار تضم أقدم بيتين من بيوت العلم على ظهر الأرض، عاشا جميعًا متواصلين 12 قرنًا موئلًا للعلم والعلماء، هما الجامع العتيق بالفسطاط (جامع عمرو بن العاص) والجامع الأزهر بالقاهرة، وهما اسمان يترددان في أرجاء دار الإسلام من المشرق إلى المغرب، ومن الشمال إلى الجنوب. فاليقظة التي تأتي من قبلهما سوف تؤدي إلى يقظة دار الإسلام كلها، بما فيها اليقظة المتفجرة المتحركة الجديدة في جزيرة العرب. فإذا تم اندماج اليقظتين فلا يعلم إلا الله كيف يكون النصير؟
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (82)- فرنسا تلعق جراحها
وأما فرنسا التى عادت من الهند تلعق جراح هزائمها، فكان وقع النذير مختلف الأثر، مختلف الأسلوب، في قصة طويلة من تنبه الاستشراق لما يجري في دار الإسلام. فإذا كانت إنجلترا قد ظفرت بنصيب الأسد في الهند، فإن لفرنسا لنصيبًا قريبًا تعد العدة للظفر به، لا يفصل بينها وبينه إلا بحر ضيق، ممكن أن يكون لها عليه السلطان الأعظم. ومن قبل ظلت تدبر الأمر زمنًا طويلًا لتظفر بهذا النصيب في مصر وفي الجزائر، ومعنى ذلك أنها عادت مرة أخرى تفكر في اختراق دار الإسلام، الأمر الذي كان مستعصيًا نحو 10 قرون أو أكثر.
هل صليت اليوم عليه؟
هل حقا تشتاق إليه *** ترجو أن تسقى بيديه؟
أرغم أنف الظلم وقلها *** هل صليت اليوم عليه؟
الفائز حقا من صلى *** والخاسر من عنه تخلى
مت يا مبغض أحمد غلا *** قد صلينا اليوم عليه
أكمل القراءةمحمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (81)- نذير الاستشراق
ففي ذلك الوقت جاءهم النذير، نذير الاستشراق للمسيحية الشمالية بالخطر المدلهم الذي تهددهم به يقظة دار الإسلام بقيام محمد عبد الوهاب في جزيرة العرب، وظهور الجبرتي الكبير، في مصر هو الزبيدي ومن قبله البغدادي. كان نذير الاستشراق مروعًا وحاسمًا حثيثًا إلى سواحل جزيرة العرب الشرقية، وبالدهاء والمكر والدسائس جاءت في زي الناصر والمعين لتتدسس إلى يقظة ابن عبد الوهاب، يقظة تنقية الدين مما تراكم عليه من البدع المفسدة لعقيدة التوحيد، لتتخذ بذلك عندها يدًا، وبهذه اليد تسيطر عليها وتحتويها، وأبعدت إنجلترا الرحلة من ناحية اخرى، تؤلب عليها من حولها لتطوقها تطويقًا يحول بينها وبين الانتشار. وهذا هو أسلوب بريطانيا حيث حلت من الأرض.
محمود محمد شاكر
رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (80)- إنجلترا وفرنسا وصراع مستميت على الهند!
كانت دول أوربة كلها في صراع مستميت فيما بينها على نهش أطراف دار الإسلام، واستنزاف ثرواتها وكنوزها وخيراتها بشراهة لا تشبع. وكان أكبر الصراع المتوحش على الطرف البعيد في الهند، حيث لا تستطيع طليعة الإسلام في دار الخلافة (تركية) أن تصنع لإنقاذها شيئَا ذا بال، بل هي يومئذ مشغولة أيضًا بالحفاظ على وجودها وهيبتها لا أكثر. كان أكبر دولتين يومئذ: إنجلتر وفرنسا، وكان السبق لإنجلترا، فأنشأت ما يسمونه شركة الهند الشرقية البرطانية، وهو أول جهاز استعماري قوي، وتبعتها فرنسا فأنشأت جهازها الاستعماري باسم شركة الهند الشرقية الفرنسية، ولا يغرنك لفظ شركة فإنه في الحقيقة جيش غاز مسلح، مهمته النهب والسلب وقطع الطريق، وتخويف الضعفاء الذين لا يملكون عن أنفسهم دفعًا. بدأ الصراع بين الشركتين في الهند، صراعًا مستحرًا مستميتًا، وظل محتدما حتى قضت الشركة البريطانية على الفرنسية قضاءً مبرمًا، في معركة فاصلة، وطردتها من الهند كلها، فخرجت هي والأسبان وغيرهم من حلبة الصراع في الهند دامية وجوهم وأكبادهم، وأستأثرت إنجلترا وحدها بالصيد الغزير.