أختي عديمة المسؤولية ولا تهتم بنظافة غرفتنا!
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
أنا فتاة لدي أختان، وأنا الصغرى، أنا وأختي الكبيرة نتشارك نفس الغرفة، وأختي الوسطى لديها غرفة لوحدها.
أختي الكبيرة أكبر مني بخمس سنوات، مهملة كسلانة، ليس لديها حس المسؤولية في شيء، متعب جدًا المشاركة معها في نفس الغرفة.
أنا وأختي الوسطى مرتبان، وهي عكسنا تمامًا، لا تساعدني في تنظيف الغرفة وترتيبها، دائمًا تزعجني في وقت النوم، وأنا بطبيعة الحال نومي خفيف جدًا، وأوقاتنا مختلفة، فأنا طالبة أنام مبكرًا، وهي موظفة تنام وقت الظهيرة وتزعجني في الليل، وبعدها لا أستطيع النوم وأذهب إلى الدوام مواصلة، وفي وقت الاختبارات لا أستطيع التركيز لقلة النوم. أخبرتها ألا تزعجني، لكنها غير مراعية، ووضعت حدودًا في الغرفة، لكنها تتعداها وتضايقني، وتضع ثيابها المتسخة فوق ثيابي، وتفسد أغراضي، دائمًا ما أجد أغراضي ساقطة على الأرض وخلف التسريحة ولا تبالي، والتسريحة متسخة وغير مرتبة بعد ذهابها إلى الدوام وبعد كل مناسبة.
هي مزعجة جدًا، وكم مرة تناقشت معها وتنكر؛ لأنها بالفعل لا ترى أنها تفعل خطأً، دائمًا ما يدخل أمي وأبي الغرفة ويرونها هكذا، ويأتون إلي ويقولون: غرفتكم غير نظيفة، وأنتم مهملون. وفي الأساس هي من تجعل الغرفة في حالة فوضى. أتضايق كثيرًا، وأشعر أنهم يظلمونني بسببها؛ لأنهم لا يرون الحقيقة.
أختي الوسطى تعلم بأني لست هكذا، فأنا إنسانة دقيقة جدًا، وأركز على كل شيء، وهي عكسي ضعيفة التركيز، لا تعلم عن شيء، عديمة المسؤولية؛ لأنها تعلم أني وراء كل شيء، فأنا التي أنظف وأرتب وكأنها ساكنة في فندق!
تعبت جدًا معها، وأنا الآن في الإجازة الصيفية لا أستطيع النوم براحة، فهي تزعجني وقت ذهابها إلى الدوام، دائمًا أغبط أختي الوسطى؛ فهي تنام مرتاحة، وتأثث غرفتها كيفما تريد، وأنا أتمنى أن أفعل مثلها، لكن أختي قيدتني: لا تفعلي، ولا تفعلي! ولما أطلب منها رأيها، وأن تأتي معي محل الأثاث؛ ترفض وتتحجج، ولا تدعني أفعل شيئًا، ولا تريد أن تفعل شيئًا.
أختي الوسطى عنيدة ومدللة، أرادت غرفة لوحدها، وأخذتها لهذا السبب؛ لأنها تعلم بأن أختي الكبرى مهملة، ولا تريد أن تكون معها، ولا تريد أن تتقيد بأحد، وأن يكون لها جوها الخاص.
أنا مستغربة كيف أصبحت هكذا ونحن تربينا تربية واحدة، وهي أكبر واحدة، وتعتمد علينا في كل شيء؟! مع العلم أنها إنسانة طبيعية، كانت متفوقة في دراستها، ومحبوبة اجتماعيًا، لكن هذه مشكلتها، حتى وقت دوامها دائمًا ما تتأخر عليه ولا تبالي أبدًا!
انصحوني، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف معها؟ لأني حقًا طفح كيلي، ولا أستطيع تحملها أبدًا، وأتمنى أن تتزوج وتخرج من البيت بأقصى وقت ممكن.
من الطبيعي أن تختلف الأمزجة والطباع بين الأشقاء والشقيقات، ومن الطبيعي أن نرى مثل هذا النموذج الذي ذكرتيه في شقيقتك في بعض الأسر؛ وذلك إما لطبع فيهم تطبعوا به منذ الصغر، أو بسبب الاتكال على والديهم أو من هم أكثر حرارة وحركة من أشقائهم.
وربما شقيقتك من النوع الثاني؛ كونها تخرجت من الجامعة وتحملت مسؤولية الدراسة، وهي تعمل الآن، وربما تعود متعبة من العمل مع اختلاف الساعة البيولوجية لكليكما؛ وبالتالي اختلاف ساعات النوم والراحة لكل منكما، والأصل أن تتوافقا على هذه الأمور البسيطة لا أن يتعسف أحد على الآخر، ويمكنكما التوافق على ذلك، ولا أظن أن الأمر صعب، فيمكنك أن تكسبي شقيقتك بالحكمة والنصح الهادئ والموعظة الحسنة، وتلفتي انتباهها إلى أن أفعالها ستصبح عادات، وعاداتها ستصبح سلوكًا، وأنها لا بد راحلة إلى بيت زوجها يومًا ما، وستتعب كثيرًا إن لم تتعود على النظافة والترتيب منذ الآن.
فإذا أعيتك الحيلة معها؛ فالحل جد بسيط بالنسبة لك، ولا يحتاج إلى كثير تدبير، وهو بأن تنفرد شقيقتك في غرفة منفصلة، وتتشاركي أنت وإحدى أخواتك في غرفة أخرى، وهذا ليس عقوبة لها وإنما هو علاج سلوكي لها قبل أن تتزوج وتذهب إلى بيت رجل لا تعرفه، ومن المؤكد أنه لن يقبل بمثل هذه السلوكيات ولن يتحمل منها مثل هذا الإهمال، وعندما ستسكن وحدها فهي أمام خيارين: إما أن تخجل من فعلها وتعدل من سلوكها، أو أن يلحظ والداك حالها وسيقومان بنصحها، وشيئًا فشيئًا ستعتمد على نفسها في العمل والنظافة والترتيب، وعلى الأقل أن تحافظ على ترتيب ونظافة غرفتها لا أن تساعدكم في باقي الأعباء المنزلية.
بادري ولن تعدمي الوسيلة لإقناعها أو إقناع شقيقتك بقبولك في غرفتها أو التنازل لشقيقتك الكبرى عن غرفتها، وإذا احتاج الأمر لا تترددي في الاستعانة بوالديك ليعيناك على ذلك أيضًا.