أحب بنتًا أصغر مني ولا أثق بنفسي!

منذ 2017-08-07
السؤال:

أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة، أحب بنتًا صغيرة في الإعدادية بعمر الـ14، مشكلتي أنني سمين وخجول، وأبدأ بالتأتأة، خاصة عند التوتر والخجل، وأيضًا لا أجد الثقة في نفسي أبدًا؛ بسبب انتقاد الناس لي، وضحكهم علي وعلى جسمي وشكلي وطريقة كلامي، ولا أجد أي سبب يجعلني أثق بنفسي ولو لأبسط الأشياء، حينما أتذكر ذلك أقول إنني سأنسى الفتاة، ولكنني لا أستطيع نسيانها، وأيضًا لا أثق بأنني سأجد من ستحبني وتقبلني.

 

حياتي "مقرفة" جدًا، لدرجة أنني فكرت بالهجرة من بلدي، وسؤالي هو:

1- هل من الممكن أن أحب فتاة أصغر مني بخمس سنوات؟ وهل أستطيع أن أنتظرها لحين وصولها للثانوية وأطلبها من أهلها؟

2- وكيف أستطيع أن أتخطى مشاكلي هذه؟

وشكرًا لكم، وبارك الله فيكم.

الإجابة:

بداية: أشكرك لجرأتك الكبيرة ورغبتك في تغيير ما أنت فيه، وسأبدأ من سؤالك الأول واستفسارك عن إمكانية أن تحب فتاة أصغر منك بخمس سنوات، على أن تنتظرها لحين وصولها للثانوية وتطلبها من أهلها؟

فأقول لك: نعم، ممكن بالشروط التالية:

  • إذا كنت تضمن أن تحبك هذه الفتاة عندما تكبر وتنضج وتعي ما تريد بالضبط، وعندما تحصل على الثانوية العامة وتدخل الجامعة، فيصبح التفاوت الثقافي والعلمي بينكما كبيرًا.
  • وكذلك إذا كنت تضمن أن ألا تتواصل معها في تلك المدة، وألا تقيم معها علاقة خاطئة وغير شرعية؛ لأنه لا ينبغي لك التواصل والحديث معها، خصوصًا أنها ما زالت طفلة، ولا تعي ما تفعل، ومن خلال سؤالك أستشف أنك تعلم في قرارة نفسك خطأ ذلك التواصل، ولعل الفصل في ذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» وكما يقال إن كبير النار من مستصغر الشرر.
  • إذا ضمنت أن يوافق أهلها على زواجكما.

وهنا أرى ألا تربط مصرك كله بها، وتبني كل مستقبلك على موافقة شخص آخر لا تضمن عواطفه وليس حرًا في اتخاذ قراراته والموافقة على الارتباط بك، وأنت أيضًا لديك الكثير من الخيارات، فلا تضيق واسعًا.

أما خشيتك ألا يحبك غيرها؛ فلم افترضت ذلك؟! ولم جعلت سمنتك ووزنك الزائد عائقًا أمام زواجك بفتاة جيدة؟! فكم في من حولك متزوج وسعيد وهو أسمن منك، رغم أنه بمقدورك أن تتخلص من الوزن الزائد بقليل من التنظيم والحمية والرياضة!

أما سؤالك الثاني: (كيف أستطيع ان أتخطى مشاكلي هذه؟) فأرى أن مشكلتك الرئيسية تعود إلى ضعف الثقة بالنفس، والتي سببت لك التأتأة ودفعتك إلى العزلة عن الناس؛ وعليه أنصحك بما يلي:

  • أن تتقبل بداية نفسك كما هي، وهو قبول لا يعني الاستسلام لما هي فيه، وإنما هو قبول يسبق التغيير ويتيح لك أن تحل أسباب مشكلتك وما أنت فيه وسبل تغييره.
  • مراجعة مختص في عيوب النطق، وهو سيساعدك في مدة ليست بالطويلة إن شاء الله في تجاوز مشكلة التأتأة.
  • زيارة أخصائي تغذية لمساعدتك في إنقاص وزنك.
  • ممارسة الرياضة بكل أنواعها.
  • أن تعيد حساباتك الشخصية، وأن تضع لنفسك رؤية وصورة رائعة لما تحب أن تكون عليه في المستقبل، وتحدد الأهداف التي تعينك للوصول إلى هذه الرؤية، ومن هذه الأهداف: إنقاص وزنك، وزيادة تعليمك وثقافتك، وتطوير عملك وعلاقاتك مع الناس؛ وبالتالي ستكون على الصورة التي يحبك فيها كل من حولك، وستجد الكثير من الفتيات تتمنى أن تقترن بك، وليست هذه الفتاة فقط، واعلم أنه ليست كل الفتيات ينظرن إلى المنظر، بل أكثرهن يهتممن بالجوهر، فاحرص على متابعة تعليمك وثقافتك، فأنت ما زلت في مقتبل العمر، ولديك الكثير من الوقت لتنجح، والنجاح ليس بالضرورة أن يكون بالحصول على الشهادة الجامعية فقط، بل يمكن أن تنجح في مجال الأعمال بتوفيق الله، فتكون صاحب شركة يخدمك فيها أصحاب العلم والعقل.
  • تسلح بالتقوى وطاعة الله؛ لأن العلم نور، ونور الله لا يهدى لعاص.
  • لا تنس أن تتوجه إلى من بيده قلوب العباد كي يحببك إلى خلقه ويحبب صالحي خلقه إليك.

أخيرًا: أنصحك بمراجعة استشاراتي السابقة في هذا الخصوص.

 

المستشار: د.أسعد الأسعد

  • 5
  • 0
  • 15,052

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً