رسائل
الكذب مؤلم، والخيانة مؤلمة، وافتقاد الأمان موجع، والوحدة خطر، لا تبخل على زوجتك بتربيتة على ظهرها بحنان، لا تتركها وفي نفسها حاجة تتمناها وأنت تعلم أنها لن تتمكن من شرائها، لأنها لا تملك مالاً، وهي قد أطاعتك وتركت العمل إرضاءً لله ثم لك. لا تمنعها عن أهلها وأنت في غربة، فوجودها معهم أسلم لها من انفرادها بنفسها والوحدة التي ربما تهلكها وتستهلكها معنويًا ونفسيًا، بربكم في أي شيء ستمضي المسكينة نهارها وليلها وهي وحيدة؟! وليتك لا تتركها أبدًا وحدها وأنت في غربة، خذها معك حتى ولو عشتما معًا في غرفة واحدة "لتسكنوا إليها".
تأتيني أحيانًا رسائل من الصعب أن أنساها، حتى لو اختلطت عليّ الأسماء..
سأشارككم اليوم ببعض البوح مما رأيته بين السطور، لأنني لن أتمكن من عرضها عليكم، ولكن ليعلم كل زوج، وأب، وأخ، وأم أن في البيت أنثى تحتاج لمن يحتويها..
رسالة من زوجة شابة تشكو قسوة زوجها لأنه يضربها حتى يكسر عصاة المكنسة على ظهرها!
رسالة من زوجة شابة زوجها يصفعها على وجهها ويخبرها أنه يمزح! وتغضب وتتألم ويكررها!
رسالة من زوجة زوجها يضربها حتى يسيل الدم على يديه..!
رسائل من بنات يتمنين الزواج، قلوبهن تئن من الوحدة، ويسألنني الدعاء، وكما تعلمون صور المخطوبات على الفيسبوك توجعهن، الكلام عن الحب يلسعهن، تباهي الأخريات موجع..
رسائل من الكثيرات يتمنين الأمومة، ولحكمة من الله ولطف خفي تأخر الأمر وطالت فترة العلاج.. وكما ترون صور الأطفال جميلة، وبعض النساء تبالغن في عرض صور أبنائهن.
رسالة من فتاة طلبها شاب وزارهم ورأته ورضيت وتعلقت به ورفض أهلها وتتألم.
رسالة تخبرني أن الأخت الصغرى والطالبة في المرحلة الإعدادية -أو الثانوية- في خطر فهاتفها عليه صور إباحية، وتتبادل مع زميلات المدرسة صورًا فاضحة عن الشذوذ الجنسي وغيرها من آفات!
رسالة من فتياتٍ أخبرنني عن التحرشات الجنسية التي تعرضتن لها من (الأخ والخال والقريب و...و...) ويخفن من إخبار أمهاتهن بالأمر والقلق يقتلهن.
رسالة من أخت حبيبة وشابة مريضة ولا يعلم الأطباء تشخيص حالتها حتى الآن، وتتوجع وتتألم.
رسالة من أخت حبيبة وشابة بدأت العلاج من مرضها وتطلب الدعاء فالحقن تؤثر على حالتها النفسية ولديها أطفال.
رسالة من أخت حبيبة مقعدة وفي ضيق من أهلها، يثقلون عليها أحيانًا في حوارات عادية، ولا يدركون أنها تتحمل الكثير من الضغوط النفسية، وتحتاج منهم إلى مساحة في الحوار والكلام والاختلاف.. ينسون أنها تتألم من شيء آخر يعلمونه جيدًا، وينسون أنها تحتاج إلى الاحتواء.
رسالة من زوجة تعلم أن زوجها سيتزوج بأخرى يوم كذا بالتاريخ يوم14، وظلت تراسلني وأصبّرها حتى اقترب الموعد.. وأرسلت لي قائلة ادعي لي.. وانقطعت رسائلها.
رسالة من زوجة تريد تزويج زوجها لأنها ترى أنه لا بد أن يتزوج من أخرى خوفًا عليه من المعصية..
رسالة من زوجة -هي الثانية لزوجها- تخبرني أنها وزوجته الأولى على خير حال وأن (ابنة ضرّتها) تحبّها جدًا؛ لأنها تعاملها بحنان وتصبر وتعاملهم بالحسنى، وتمشّط شعر الصغيرة وتطلب من الله الأجر والثواب.
رسالة من زوجة كانت الثانية لزوجها تزوجها وعندما أنجبت بدأ يغيب عنها، وظلّت تراسلني وتسألني ماذا تفعل؟ وكانت مخلصة ومطيعة وحنونة وتشتاق له، لكنه أخيرًا طلّقها فجرحت جرحًا بليغًا وكانت تحبه، تركها مطلقة للمرة الثانية..
رسالة من زوجة اكتشفت أن زوجها الخلوق يتحدث مع امرأة متزوجة، وبينهما صداقة على الهاتف -الواتس آب- وغيره، ولاحقتها وسبقتها رسائل من زوجات أخريات تصرخن من علاقات الأزواج المقززة على شبكة الإنترنت العفنة.. وكأنهم يختبئون من الله في تلك اللحظة، ينسون أنه يراهم! والغالب منهم بدأ هذا الطريق من قبل الزواج، وبسبب الصحبة السيئة أو الاستهانة بإضافة الشباب الفاسد، فتتوالى الصور أمام عينيه فينزلق إلى الطريق الموحل، ويعلق الأثر بذهنه فيخرب بيته.. نسأل الله أن يتوب عليهم.
رسالة من زوجة زوجها في غربة وهي كالهرّة التي حبست بين أربعة جدران بصغيرها، مشتاقة لزوجها ومحرومة من وصاله ولا تدري أين تذهب وهو يصرّ على حبسها في البيت، ويمنعها من الانتقال لبيت أهلها.
رسالة من زوجه عاشت سنينًا طويلة يتركها زوجها تتحمل مسئولية كل شيء، ولا يشاركها بالمرّة، بيدها كل شيء وهي غير راضية! تعبت المسكينة.
رسالة من أخت تسأل تحرّجا بطريق غير مباشر عن حكم الشرع في مصروف شخصي تأخذه من زوجها، ويبدو أنه يضيق عليها وتحتاج للقليل من المال.
الكذب مؤلم، والخيانة مؤلمة، وافتقاد الأمان موجع، والوحدة خطر، لا تبخل على زوجتك بتربيتة على ظهرها بحنان، لا تتركها وفي نفسها حاجة تتمناها وأنت تعلم أنها لن تتمكن من شرائها، لأنها لا تملك مالاً، وهي قد أطاعتك وتركت العمل إرضاءً لله ثم لك.
لا تمنعها عن أهلها وأنت في غربة، فوجودها معهم أسلم لها من انفرادها بنفسها والوحدة التي ربما تهلكها وتستهلكها معنويًا ونفسيًا، بربكم في أي شيء ستمضي المسكينة نهارها وليلها وهي وحيدة؟! وليتك لا تتركها أبدًا وحدها وأنت في غربة، خذها معك حتى ولو عشتما معًا في غرفة واحدة "لتسكنوا إليها".
لا تتزوجها كزوجة ثانية كتجربة، ولا تراها نزوة، ولا تطلقها وترميها بسهولة، أسمعها كلمة طيبة وتحدث إليها، شاركها المسئولية ولو مرة أسبوعيًا تخرج معها لشراء الطلبات.
انتبهن لبناتكن وصداقاتهن وهواتفهن، وانتبهوا لزوجاتكم ولا تتركوهن يذبلن ويمتن موتًا بطيئًا.
راقب ابنتك بعد زواجها ولاحظ هل هي سعيدة أم تخفي عنك ألمها ومعاناتها، واسألي عن شقيقتك، وراقب أمك، وارحمي أمك..
في البيت (أنثى) تحتاج لمن يحتويها، أشبعوهم أمنًا وحنانًا، تراحموا واتقوا الله في النساء.. رفقًا بالقوارير.