زوجي كذاب ومخادع فهل أطلق؟

منذ 2013-12-21
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ:
أنا وزوجي - الذي أحببتُه منذ النظرة الأولى - كُتِبَ علينا الطلاق، فقد تزوَّجتُ وعمري 23 سنة، مرتْ سنتان على زواجي، لم أقطن في بيت زوجي سِوى 6 أشهر.

أما المشكلات فهي:
- أخبرني أنه كان مُطلقًا، ومِن فرط إعجابي به يوم خطبتي تسترتُ معه على الأمر، ولم أُخبرْ به أهلي، إلا أنه كَذَبَ عليَّ، وحلف أنه طلَّق زوجته الأولى قبل دُخوله بها، وأنا الحمْقاء صدَّقتُه، وبعد زواجي بأسبوعٍ اكتشفتُ أنه عاشرها لمدة 3 أشهر، كان كثير الديون، وادَّعى أنه ميْسورٌ، وكفيل بكل مسؤولياته المادية.

- سُجِن بعد زواجنا بشهرين؛ ليتضح كذبه عليَّ وعلى أهلي؛ حيثُ طلبتُ منهم مساعدة ماديةً لإخراجه.

- اطِّلاع أهلي على أمر زواجه الأول، ومُطالبتهم لي بالطلاق منه؛ حيث خرجتُ من بيتي، وذهبتُ لبيت أهلي طيلة مدة العقوبة، والتي لم تتعدَّ 15 يومًا.

- خروجه من السجن، وترْكه العمل؛ بسبب أصحاب الديون، كان يعمل تاجر مَلابس، وتظاهره بالذهاب للعمل كذبًا وافتراءً.

- رجعتُ إلى بيتي حبًّا له، ورغبة في الإبقاء على الميثاق الغليظ الذي يجمعنا، لكن - للأسف - زوجي كان يكذب عليَّ، ويتحايل عليَّ لأخذ راتبي المتواضع؛ كي يسلمه لأصحاب الديون، استمر الأمرُ لمدة 3 أشهر، وأنا صابرةٌ على تغيُّر حالِه، لكن في يوم كان مسافرًا؛ ليطمئن على أبويه، وعند رجوعه البيت فوجئتُ بأصحاب الديون يطرقون الباب، وهَمَّ هو بالفرار مِن فوق السطح؛ ليتركني وحدي في البيت، وطلب مني أن أتصل بأهلي، وأذهب معهم إلى حين تهدأ الأمور؛ مع العلم أن تلك الديون تُعَدُّ بالملايين؛ مما يصعب عليَّ أن أُعينه عليها، ظلَّ على تلك الحال مِن الفرار لمدة شهرين؛ مع العلم أنه كان يُطالبني بالرجوع رغم علمه التام بمصيره، "السجن من جديد".

- عودته للسجن، لكن مدته طالتْ لـ 10 أشهر، وأحلتُ أمرَ الطلاق للقضاء، وذلك بطلب مِن والدي، فرغم كل هذا أحبه، ويصعب عليَّ فراقه، وهو يبرِّر أفعاله، ولا يُصارحني بمشاكله؛ حبًّا، وخوفًا من أن أطالبه بالطلاق.

- لم أستمر في دعوى الطلاق؛ بسبب اشتياقي له، وخوفي مِن فقدانه، وخرج بعدها واتصل بأهلي مِن أجل رجوعي، إلا أنهم رفضوا ذلك رفضًا تامًّا، وخيَّروني بينهم وبينه.

وأخيرًا: أنا شابَّة جميلة على قدْرٍ مِن الدين، أخاف الله فيه، وأخشى مِن ظُلمه بطلاقي منه؛ بالإضافة إلى أني لم أسلمه عذريتي رغم مُعاشرتي له، وذلك لأني كنتُ شديدة الخوف، فما العمل؟

مع العلم أن زوجي ليس لديه مُستوى تعليمي، ولم يكن على قدْرٍ من الدين، ولا يُصلي في المسجد، وكثير الكذب.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فكان يكفي بعضُ ما ذكرتِهِ - أيتُها الأختُ الكريمةُ - لنرشدك إلى طلب الطلاق من هذا الرجل - هداه الله وسدَّ عنه دينه - فهو ليس مرضيَّ الدين، ولا الخُلُق، وكثير الكذب، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ «لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» (متفق عليه، عن عبدالله بن مسعود).

فضلًا عن الديون التي بالملايين، وهي ما توشي بمستقبل مُظلم، وكذلك كونُه كثيرَ التبريرات لما يفعله؛ يدلُّ على أنه لم يَتُب بعدُ، وإنما يَخْدَعُ من حوله بتلك التبريرات، فَفِرِّي بنفسك منه؛ فالظاهر من طريقةِ كتابَتك أنك على قدْرٍ من الثقافة، والتعليم، والفُرَص أمامَكِ - إن شاء الله، وجاهدي نفسك للتخلص مِن هذا الحب؛ قال تعالى: {وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا}[النساء: 130].

وفقكِ الله لكل خيرٍ.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 4
  • 0
  • 33,837

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً