أريد أن أخطبَ فتاة صغيرة، فما رأيكم؟

منذ 2014-01-02
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا شابٌّ في بداية العشرينيات مِن عمري، أُعْجِبْتُ بفتاةٍ منذ أن كان عُمرها 12 سنة، والآن عُمرها 14 سنة، أخبرتُ أمي بأنني أُفَكِّر في خطبتِها، ففرحتْ كثيرًا، لكنها قالتْ لي: إنها صغيرة! وأنا أُرَجِّح أنني لن أتزوجَ قبل 5 سنوات، وفي الوقت نفسِه أخاف أن تتعلقَ بشخصٍ آخر، كما تعلقتْ فتياتٌ مِن قبلُ.

فهل يمكن لهذه الفتاة أن تفهمَ ما أُريده منها إذا أخبرتُها؟ أو أنها ستكرهني؛ لصِغَر سِنِّها؟ وبمعنى آخر: هل الفتيات يُفَكِّرْنَ في القيام بعلاقة في هذا العمر أو لا؟

أنا لا أنوي إلا الحلال، فإذا وافَقَتْ سأعرض الأمر على أمي مباشرة.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فما تَذْكُره - أيها الأخُ الكريمُ - ليس بالأمر الغريب؛ كما قد يَظُنُّ بعضُ مَن يقرأ رسالتك؛ فللناسِ فيما يعشقون مذاهبُ - كما قال الشاعرُ. وما دُمْتَ قد أعجبتْك تلك الفتاةُ، فاحذرْ - أولًا - أن تَتَحَدَّثَ معها؛ فهذا الأمرُ فضلًا عن كونِهِ غير جائزٍ، فإنك ستُنَبِّه ما هو كامِنٌ في نفْسِها، وقد يَدْفَعُها هذا للتفكير في أمورٍ لا تُناسب مرحلتها العمرية.

ولذلك فالأَوْلَى ترْكُ الفتاةِ، وأن تخطبها مِن أبيها، ولا تنسَ أن تلك الفتاةَ في هذا السنِّ نظرُها قاصرٌ، ولا تُدرك المصالحَ المترتبةَ على الزواج، أو غير ذلك، فَيُتْرَك الأمرُ لأهلها؛ لينظروا فيه، ويُقَرِّروا إن كان الأفضلُ إعلامَها في هذا السن، أم يكون الخير في تأجيله لبَعدِ أن تنضج قليلًا، وكلُّ هذا لا يستطيع أن يحدِّده إلا ذَوُوهَا، وليس هناك ما يدعو إلى أن تَعْرِفَ رأيَهَا منها قبل خِطبَتِهَا.

أما السِّنُّ الذي تَعْرِفُ فيه الفتياتُ تلك الأُمُورَ، فإنه يَخْتَلِفُ باختلاف المجتمعات مِن جهة المحافظة والتحرُّرِ، وبين المجتمعات المنفتحة على الغرب، وغيرها مِن المجتَمَعات المنغلقة على قِيَمِها، وعاداتها، وكذلك وسائل التربيةِ والإعلامِ والفَنِّ لها دَوْرٌ كبيرٌ جدًّا في هذا الجانب، وكلُّ هذه أمورٌ مُشاهَدةٌ في المجتمعات الإنسانيَّة.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 9
  • 0
  • 9,557

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً