فتاة تستدرجني للفاحشة، فهل أتزوجها؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما مشكلتي فهي: كنتُ أقيم في قرية، وبعد حصولي على شهادة الثانوية العامة سافرتُ إلى المدينة المجاورة لها؛ لأدرس في الجامعة، وأقمتُ عند أقاربي برغبة منهم، وكانت البداية جيدة؛ وكان لأحد أعمامي بنتٌ أكبرُها بكثيرٍ، ولكنها بعد سنتين بدأت تحبني، هي لم تقلْ هذا، ولكنها فعلتْ كلَّ ما يدل عليه مِن تصرُّفات؛ كأن تتحدث عني كثيرًا مع أقاربي، أو غيرهم، أو تخدمني دون أن أطلب! لكنها - أحيانًا - تستدرجني للفاحشة، وأبتعد خوفًا مِن الله قبل الفضيحة.
فهل أرحل وأقيم في الأحياء الجامعية؟ أو أطلبها للزواج؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
نعم، ارحلْ -يا بني- وتعلَّل لأسرتك بأي شيءٍ؛ ففتنةُ النساء -لا سيما وأنت في هذه السنِّ الصغيرة- لا يقوم لها شيءٌ، ولا ينفع معها -بعد تقوى الله- إلا الفرار؛ ولذلك أَوْصَى به النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن سمِع بالدجال فلينْأَ عنه، فواللهِ إنَّ الرجل ليأتيه - وهو يحسب أنه مؤمنٌ - فيتبعه، مما يبعث به مِن الشبهات" (صحيح الجامع)، وإنما عَظُمَتْ فتنةُ الدجَّال؛ لأنَّ معه الدنيا، وأشدُّ ما في الدنيا على الرجل النساءُ؛ بإغرائهنَّ وإمالتهنَّ عن الحقِّ، واختلاطهن بالرجال؛ لا سيما إذا كن سافراتٍ مُتبرجاتٍ، ففتنتهنَّ أكثرُ ضررًا، وأشد فسادًا لدينهم ودنياهم.
ففي الصحيحين، عن أسامة بن زيدٍ، عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما تركتُ بعدي فتنةً أضر على الرجال مِن النساء"، وفيهما - أيضًا -أن أبا هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "ستكون فِتَنٌ؛ القاعدُ فيها خيرٌ مِن القائم، والقائمُ فيها خيرٌ مِن الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، ومَن يشرف لها تستشرفه، ومَن وجد ملجأً أو معاذًا فليعذْ به"، والاستشرافُ للفِتَن هو: التعرُّض لها، والتطلُّع إليها، وقوله: ((تستشرفه))؛ أي: تغلبه، وتصرعه، وتهلكه؛ ولذلك أمَر أن يلتمسَ موضعًا يحمي نفسه فيه من الفِتَن.
ولتحذرْ أن تطلبَها للزواج؛ لأنك -أيها الابن العزيز- ذكرتَ أنها تستدرجك للفاحشة، ومَن كانتْ بهذه الأخلاق فلا يجوز الارتباط بها؛ فقد قال الله تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ}[النساء: 34]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: {تُنكح المرأة لأربعٍ: لمالها، ولحسَبِها، وجمالها، ولدينها، فاظفرْ بذات الدين تربت يداك}(صحيح البخاري).
وفقك الله لكلِّ خير.
- التصنيف:
- المصدر: