كيف أنصح من يفعل اللواط
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -
لي صديق صغيرُ السن، علمتُ -بعد أن حدَّثني أحدُ الإخوة- أنَّ هذا الفتى يقوم بعمل قوم لُوط، ثم بعدها أتاني بالبيِّنة التي تأكَّدتُ بها أن صاحبنا يُمارس الفاحشة، ولم يتبْ منها! وخلال تتبعي لحالته تأكدتُ أنه يستمتع مثل النساء بهذا الفعل، ولا يستطيع تركه، مع أنه يظهر المحافظة، لكن ليس بالقدر الذي كان عليه من قبلُ!
هو لا يعرِف أني أعرف أمره، فما نصيحتكم لي لإنقاذ هذا الفتى؟ وهل هناك دواء ناجع؟ وهل تنصحون بطبيبٍ نفسيٍّ لهذه الحالة؟ وما أسباب هذا الفعل عنده حسب خبرتكم؟ وهل يمكن شفاؤه من هذا المرض؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنا لله وإنا إليه راجعون، شكر الله لك -أخي الكريم- اهتمامك، وحرصَك على خَلاصِ الفتى من تلك الهُوَّة السَّحِيقة، ولا يخفى عليك قبيحُ فعل الشذوذ الجنسي، وشناعتِه، وأنه يُمَثِّل قمة الانحراف في السلوك الإنساني، وهذا كالتمهيدِ لك لتقبل -على بصيرة من أمرك- فالعلاجُ شاقٌّ، ولكنه ممكن بإذن الله، وأمرُ الهداية يستحق ذلك المجهود، وأُولى خطواته العمل على تغيير قناعات الفتى، ومفاهيمه، وأفكاره حيال هذه الفاحشة، وتنبه أن معظم مَن ابتلي بهذا يلجأ إلى ما يعرف بالدفاعات النفسية؛ خاصةً دفاع النكران، فلا يعترف بالمشكلة؛ فإن أحيط به، لجأ إلى التبرير لسلوكه.
فلا بدَّ للوُصول لمخاطبةِ نفسه وقلبه أن تخترقَ دفاعات نفسه، وأشعرْه أولًا بحرصِك عليه، والرغبة في نجاته، وركِّز معه على تغييرِ فِكره بالسعي الحثيث لإيقاظ ضميره، وصحوته، وتغيير إرادته، وهذا لا يكون -أبدًا- إلا بالحوار، وإشعاره بالقبح، والشناعة المتعلَّقة بهذا السلوك، وأن يعلم أنه في حقيقة الأمر يحقر نفسه ويُهِينها غاية الإهانة بممارسته هذا السلوك، وأن سلوكه هذا يجعله مرفوضًا اجتماعيًّا وأدبيًّا، ولكن احرصْ على أن يكونَ ذلك الترغيب الموقِظ له مشفوعًا بأن المجتمع سيقبلُه إن عاد، وأنَّ إنقاذه نفسه مقدور، فيعود لحظيرة المجتمع المعافَى والسليم.
وحيث إنه يعلم الشرع؛ فكلِّمْه عن خطورة ما يفعل، وحُرمته من الناحية الدينية، وما لحق بقوم لوط -عليه السلام- والعقوبة الدنيوية، والعقوبة الأخروية المتعلِّقة بالشذوذ الجنسي.
لا تتحدَّث معه مِن طرفٍ واحدٍ، بل اجعلْه يتكلَّم في حوار متبادلٍ؛ حتى يصحو ضميره -إن شاء الله- ويعود إلى رشده.
ساعدْه على تخيُّر الصُّحبة؛ فالشاذُّ جنسيًّا -في معظم الأحيان- يتحرَّك وسط دائرة مِن الشواذ، أو بمعنى آخر يكون ولاؤُه إليهم، فلا بد أن تكسرَ هذه الحلقة، وأن يتخيَّر صحبةً مختلفةً من أصحاب الأخلاق الحسنة، والسلوك الطيب، فهذا بالطبع سوف يدعمه، ويُساعده كثيرًا.
أشعرْه بالأمور الفطرية والغريزية، وأنَّ الزواج مِن امرأةٍ هو الأمر الغريزي، والأمر الفطري، ومعظم الشواذ يرى أن هذا أمرٌ بعيد المنال، ولا يناسبه.
ومِنَ الضروري أن يتواصَل اجتماعيًّا، وأن يُشارك في المناسبات التي تكون فيها المواقف الرجولية مطلوبةً، وذلك يتطلَّب منك أن تجتمعَ بشباب المسجد الذي يصلي فيه وبمَن يعرفه أن يتعاونوا معك، ولا يأخذون منه موقفًا سلبيًّا؛ ما دام مُستعدًّا للتوبة والعلاج؛ والتائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له.
لا بد أن تصحبه لمقابلة أحد الأطباء النفسيين؛ ليجريَ له بعض الفحوصات الأساسية المتعلِّقة بمستوى الهرمونات، للتأكُّد من مستوى هرمون الذكورة لديه، والهرمونات الأخرى؛ كما أن هنالك أدويةً يعرفها المختصَّون.
راجع بعض الاستشارات على موقعنا؛ لتستفيد بها في حوارك الهادئ معه: "ابتلي ابني باللواط فماذا أفعل؟"، "اللواط والعادة السرية"، "شذوذ الزوج".