تقدم لي رجلان وأنا محتارة بينهما

منذ 2014-02-09
السؤال:

أعمل مهندسةً، وعملي جيد، وضمن جوٍّ محافظ نوعًا ما -والحمد لله-، ومنذ أشهر قابلتُ شخصًا عندما كنتُ أنهي مصلحةً، فسألني: هل أنت متزوجة أو لا؟ فأخبرتُه أني غير متزوجة، وبعد مدة اتصل بي، وطلب الزواج.

المشكلةُ أنه يُحاول التقرُّب مُتذرِّعًا أنَّ قصدَه شريفٌ، لكن طريقته في التقرُّب مبعث للشكِّ، وأنا غيرُ مُقتنعة به نهائيًّا، ولا بعمله، ولا بعُمُره، ولكنه يكرِّرُ الاتصال أكثر من 4 إلى 5 مرات يوميًّا!

كذلك صادَف أن تقدَّم لخطبتي مِن أسبوعٍ رجلٌ يبلغ 55 عامًا، ويريدني زوجةً ثانية، ولا أعرف ماذا أفعل؟ كل يومٍ أُصَلِّي صلاتي الحاجة والاستخارة؛ عسى أن أجدَ مخرجًا لذلك، أرجو النُّصْح، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فليتكِ ذكرتِ -أيَّتُها الأختُ الكريمةُ- مزيدَ بيانٍ عن صفات الرجل الذي تقدَّم لك، فإن كان صاحبَ دينٍ وخُلُقٍ، فاقبليه، وفارِقُ السنِّ لا يَضرُّ إذا وُجِدَ القَبُولُ، والميلُ، والتفاهُمُ، وعطاءُ الرجلِ يمتدُّ، فَدَعِي التردُّدَ، ولا يخفى على مثلِكِ أن صلاة الاستخارة وَطَلَبَ الخِيَرَةِ والدلالة إلى الخير ممن بيده الخيرُ سبحانه، ثم شاوِري أهلَ الخبرة والدراية مِن أسرتك، ثم توكَّلي على الله.

أما الشابُّ الآخَرُ فالظاهرُ أنه مُستهترٌ، ويريد التَّسَلِّي، ولو كان جادًّا، لَذهَبَ إلى أسرتِكِ، وطلب منهم الزواج منك، وتوكَّلي على الله ولا تخافي.

وتوكَّلي على الله، وأكثري مِن قول: "حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ"، وقول: "لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"، "وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"، و"أعوذ بكلمات الله التامَّات مِن شرِّ ما خَلَق"، و"أعوذ بكلمات الله التامَّة مِن غضبه وعقابه، وشر عباده، ومِن همزات الشياطين وأن يحضرون"، و"أَعُوذُ بِوَجْهِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَعْظَمَ مِنْهُ، وَبِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ، وَبِأَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَبَرَأَ وَذَرَأَ"، و"أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجر مِن شر ما خَلَق، وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فِتَن الليل والنهار، ومن شَرِّ كلِّ طارق، إلا طارقًا يطرق بخير"، "اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بِرُكْنِك الذي لا يُرام، وارحمني بقدرتك عليَّ، ولا نهلك وأنت رجاؤنا".

وحافِظي على أذكار الصباح والمساء، وقال رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ"؛ (رواه الترمذي وغيره).

وواظِبي على صلاة أربع ركعات مِن الضحى؛ ففي الحديث القُدسي: ي"َا ابْنَ آدَمَ، صَلِّ لِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ"؛ (رواه أحمد، وابن حبان، والطبراني، وقال المنذري والهيثمي: "رجال أحمد رجال الصحيح").

وأكثري من الدعاء الوارد في الحديثين: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "إِذَا كَانَ على أَحَدِكُمْ إِمَامٌ يَخَافُ تَغَطْرُسَهُ، أَوْ ظُلْمَهُ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ وَأَحْزَابِهِ مِنْ خَلَائِقِكَ؛ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ، أَوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلَا إِلَهَ إلا أنت"(رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني).

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "إِذَا أَتَيْتَ سُلْطَانًا مَهِيبًا، تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ بِكَ، فَقُلِ: اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعًا، اللهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، أعوذ بِاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، الْمُمْسِكُ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ أَنْ يَقَعْنَ على الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ؛ مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلَانٍ، وَجُنُودِهِ، وَأَتْبَاعِهِ، وَأَشْيَاعِهِ مِنَ الْجِنِّ، وَالْإِنْسِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَعَزَّ جَارُكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ؛ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "؛ (رواه ابن أبي شيبة في مُصنفه، والبخاري في الأدب المفرد، وصحَّحه الألباني).

وأسأل الله العلي الأعلى أن يحرسك بعينه التي لا تنام، وأن يكنفكِ بِرُكْنِه الذي لا يُرام، وأن يحفظك بعزِّه الذي لا يُضام، وأن يكفيكِ شر كلِّ ذي شرٍّ، وأن يرحمنا بقدرته علينا، لا نهلك وأنت رجاؤنا، آمين.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 19,186

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً