أحبها وأخاف أن أصارحها

منذ 2014-02-27
السؤال:

تعرفتُ إلى زميلةٍ لي في الدراسة، وكنتُ ألاحظ تصرفاتها وأخلاقَها الرائعة، لم أرها تمشي مع أيِّ شابٍّ، بل كلُّ أصدقائها مِن الفتيات، أحببتُها، ولم أحبَّ مثلَها في حياتي، لكنني لم أصارحْها فنسقط في الحرام، والعياذ بالله!

كتمتُ مشاعري، وأدعو الله أن يجمعني بها، والحمد لله نجحنا في دراستنا بتفوُّق، وواصلنا دراستنا، وهي الآن في إحدى الكليات، وأنا في كلية أخرى في الجامعة نفسها! أحيانًا وأنا أمشي في الجامعة أراها فأغيِّر طريقي؛ لأنني لا أستطيع السلام عليها، ولا أن أدردش معها عن أحوال الدراسة وأحوالها؛ لأنني أحبها!

الحمد لله تحجبتْ، وأسهمتُ في ذلك من خلال إقناعها عبر الماسنجر، وشجعتُها حتى ارتدتْه!

الآن مرت عدة سنوات وأنا على هذه الحال، أما الأسباب التي منعتني مِن مُصارحتِها فهي: خوفي من الله تعالى، والخشية من ارتكاب معصية عظيمة! وكذلك أخشى ألَّا تبادلني الشعور نفسه، وما أخشاه أكثر أن يسبقني أحدٌ ويتقدَّم إليها، وقد حدث ذلك لكن الأهل رفضوا، وقتها شعرتُ أنها تُسْلَب مني!

الإجابة:

الحمد لله، والصلاةُ والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأُحَيِّي فيك -أيها الابن الكريم- خوفك مِنَ الله تعالى، الذي منعك مِن الاختلاط بفتاتك؛ فالخوفُ مِن الله هو الحاجز الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة، ولا يثبت غير هذا الحاجز أمام دفعات الهوى، كما أُحَيي فهمَك الثاقب بطبيعة النفس البشرية التي لا تقف عند حدٍّ، بل تطلب الكمال؛ سواءٌ كان في الحلال أو الحرام، فنَبَهَّك هذا الفهمُ أن أي علاقةٍ بينك وبين الفتاة -ولو هامشية- سينفخ فيها شيطانٌ بخطواته حتى تقعَا في معصيةٍ كبيرةٍ على حدِّ قولك؛ فهنيئًا لك، واحرصْ على تلك النعمة؛ أعني: نعمة مراقبة الله تعالى؛ حتى تزدادَ، وكُن حذرًا ضانًّا بها، فكفى بها نعمة!

أما موضوع الفتاة فالأسلوب الأمثل في ظني أن تُرسلَ لها -مثلًا- بعض أخواتك الكريمات؛ لتخبرها بأنك مُعجبٌ بها وبأخلاقها، وتتمنى الزواج منها بعد إتمام الدراسة -بإذن الله عز وجل- وتخبر هي أمها، ويكون الاستعداد لذلك، وإن كان أهلك لا يمانعون أن تخطبها وأنت طالبٌ فلا بأس أن تزوروا أسرتهم، ويحصلَ اتفاقٌ مبدئيٌّ، حتى ولو لم يكنْ هنالك خطبةٌ بالمعنى المتعارف، ويؤجل كل ذلك إلى حين انتهاء الدراسة، فبهذا الأسلوب تحفظ نفسك من أي إشكال، ومن أي ردة فعلٍ، وتعرف إن كانتْ تقبلك زوجًا أم لا؟ ولا أنصحك أن تُكلمها بنفسك؛ ففضلًا عن حرمة ذلك الفعل، فقد تصدر من الفتاة ردة فعلٍ غير محسوبةٍ، وقد تحرجها إحراجًا عظيمًا، وربما امتنعتْ عن الكلام معك أيضًا، وربما أساءت الظن أيضًا، وتضع نفسك موضع التهمة، وأيضًا لا يخفى عليك أنه بمجرد أن تقف معها في الجامعة، يظن بكما أنكما قد أنشأتما علاقةً وغير ذلك، بل ربما حصل القيل والقال، فخير ما تقوم به الأسلوب الواضح والبَيِّن؛ تنال به بغيتك، وتسلم مِن الزلل.

وأسأل الله أن يقدرَ لكما الخير حيث كان.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 5
  • 1
  • 4,216

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً