هل أبدأ بدراسة دليل الطالب أم زاد المستقنع؟

منذ 2014-03-30
السؤال:

تحيرتُ في كتابة منهجيةِ دراسةِ الفقهِ بين مَتْنَيْنِ هما الأشهر في الفقه الحنبلي، وهما: دليل الطالب، وزاد المستقنع، ومن المعلوم أن دليل الطالب أحسن ترتيبًا، بينما زاد المستقنع أغزرُ مسائلَ، ففكرت في دراسة دليل الطالب كمتنٍ رئيسٍ وحفظه، ثم أزيد عليه من زاد المستقنع، لكن هناك من يقول: إن عبارات الزاد متينةٌ، ودراسته تُكَوِّنُ للإنسان قدرةً على فهم كُتُبِ الفقه أكثرَ دراسة الدليل، فما الأفضل؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فَأُحيِّيكَ -أيُّها الأخُ الكريمُ- على سعيِكَ لِطَلَبِ العِلْمِ، واللهَ أسألُ أن يرزُقَنَا وإيَّاكَ الإخلاصَ في القولِ والعَمَلِ.

أَمَّا ماذا تدرُسُ؟ فالذي يَظْهَرُ أنَّكَ لو حَفِظْتَ دليلَ الطالب؛ لكونه مرتبًا ترتيبًا رائعًا، أظنُّ أنه أفضلُ من ترتيبِ الزَّادِ وأوضحُ، ولكنه أقلُّ مسائلَ، والزادُ أكثرُ مسائلَ منهُ على صِغَرِ حَجْمِهِ، فيمكنُك حِفْظُ دليلِ الطالبِ، وقِرَاءَةُ شُرُوحِهِ، والنظرُ في شُرُوحِ العُلَمَاء المعاصرين، وهي بفضلِ اللهِ كثيرةٌ.

وكلُّ هَذَا يُعتَبَرُ لبنةً أُولَى في البابِ، للتَّعَوُّدِ على الاستدلالِ والِاستنباطِ.

ثمَّ بعدَ ذلك تَدرُسُ الزَّادَ؛ لكونِ مَسَائِلِهِ أكثرَ مما في الدليلِ، فالعنايةُ به من هذه الناحِيَةِ الهامَّةِ، وتَدرُسُ مسائِلَهُ بِقِرَاءَةِ المَسْأَلَةِ مِنَ الزَّادِ، ثمَّ التعرُّفِ على مَعْنَاهَا، وفَهْمِهَا مِنْ خِلَالِ الشُّرُوحِ، وحُضُورِ الدُّرُوسِ.



خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 1
  • 6,556

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً