دعوة نصراني للإسلام
الدعوة إلى الإسلام تكون بالتي هي أحسن، ولا بد أن تعتمد -تحديدًا في بلاد الغرب- على الخطاب المتوازن الذي يجمع بين مخاطبة العقل والروح معًا.
- التصنيفات: دعوة غير المسلمين - الطريق إلى الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديق أوروبي يعيش في أوروبا (نصراني الديانة) ودائمًا ما نراسل بعضنا عن طريق الإنترنت، فحدثته عن الإسلام وتوحيد الله، وأقنعته بالبراهين الواضحة ومن القرآن، فوجده كلامًا منطقيًا، واقتنع به.
المشكلة أنه عندما قرأ عن التشريعات والصلاة خمس مرات، والصيام، والمحرمات مثل: الخمر، والجماع قبل الزواج، شقَّ عليه الأمر؛ فهو يعيش في مجتمع هذه الأشياء عادية جدًا، ومن الصعب جدًا تركها، فهو نشأ في هذا المجتمع طوال حياته، وكل هذه الأشياء يسمع بها لأول مرة في حياته، ولا يعيش حوله أي مسلمين ليساعدوه ويأخذوا بيديه.
لقد وصل إلى مرحلة صعبة يريد فيها ألا يفكر بالموضوع؛ لأنه يشق عليه. ما هو الحل؟ وماذا علي أن أفعل؟
هل من الممكن أن تقترحوا لي بعض الروابط (باللغة الإنجليزية) البسيطة والسهلة، وغير المعقدة التي تحتوي على مقالات أو فيديوهات توضح جمال الإسلام، وفوائد العيش كمسلم؛ حتى يرق قلبه؟
شكرًا جزيلا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
نسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسَّر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرًا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.
وأما بخصوص ما تفضلت به فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: شكر الله لك حرصك على هداية هذا الشاب، وهذا يدل على خيرٍ أنتَ فيه، ويكفي أن نذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب لما دفع له الراية يوم خيبر: « » (صحيح البخاري [3701] )، وإنا لنسأل الله أن يكتب لك أجره كاملاً.
ثانيًا: الدعوة إلى الإسلام تكون بالتي هي أحسن، ولا بد أن تعتمد -تحديدًا في بلاد الغرب- على الخطاب المتوازن الذي يجمع بين مخاطبة العقل والروح معًا.
ثالثًا: إننا ننصحك أن تبحث له عمن يتحدث لغته من أهل بلدته، ولو كان قريبًا منه فخير وفضل، وأن تعطيه رقمه بعد أن تستأذن منه، ولعله يكون ساعتها أقدر على إيصاله إلى الله سالمًا.
رابعًا: إننا ندعوك إلى عدم اليأس والتواصل معه، وأن تعلم أنك مأجور على ذلك، ولا شك أنك تؤمن بأن مهمتنا تقف عند البلاغ بالتي هي أحسن، والهداية بيدي الله عز وجل وقد قال الله لنبيه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص:56]، أي: ليس إليك ذلك، إنما عليك البلاغ، والله يهدي من يشاء، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، كما قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [البقرة من الآية:272] وقال: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].
فالله عز وجل كما يقول الإمام ابن كثير: "أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية، وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان يحوطه وينصره، ويقوم في صفه ويحبه حبًا شديدا طبعيًا لا شرعيًا، فلما حضرته الوفاة وحان أجله؛ دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والدخول في الإسلام، فسبق القدر فيه، واختطف من يده، فاستمر على ما كان عليه من الكفر، ولله الحكمة التامة".
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله المستعان.