زوجتي ضعف مستواها الدراسي بعد الزواج
أنا شابٌّ متزوجٌ، ولديَّ أولادٌ ولله الحمد مِن زوجتي، وهي مُصابةٌ بالصرع عافاها الله، تزوَّجْتُ من فتاةٍ أخرى دون علمها، ولكنني لم أبْنِ بها، وعقدتُ عليها فقط، وعلمتْ زوجتي وتفهمَتِ الأمر ولله الحمد.
المشكلة أن زوجتي الثانية تُحبني كثيرًا، واشترط عليَّ أهلها ألا تُزف إليَّ إلا بعد أن تنهي دراستها، وبقيتْ لها سنة دراسية كاملة، هي دائمة التفكير، وذهنُها مشغولٌ بي، ولا تستطيع المذاكرة، حتى إن معدلها ضعُفَ بعد العقد، وغَضِب أهلها للنتيجة التي حصلتْ عليها، فسارعوا بالتضييق عليها في التواصل معي؛ خصوصًا عبر النت!
هي تُعاني كثيرًا وتقول: أحاول المذاكرة ولا أستطيع، فما حلُّ هذا الأمر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فنحن في الحقيقة نعذر زوجتَك الجديدة في انشغالها بك، وفي شدة حبها؛ فالمرأةُ العفيفةُ لما كان مِن عادتها النفرة من الرجال الأجانب، محجوبة عنهم، تكون عاطفتها قبل الارتباط فارغةً، ليس عندها ما يشغل قلبها، فإذا تزَوَّجَتْ فسرعان ما يغمرها سلطانُ حب زوجها، ويستولي عليها، فليس عندها ما يُعارضه، بل يصادف قلبًا فارغًا، ونفسًا خاليةً، فيتمكن منها كل التمكُّن؛ كما قال الشاعر:
أتاني هواها قَبْلَ أَنْ أَعْرِفَ الهوى *** فَصَادَفَ قَلْبِي خَالِيًا فَتَمَكَّنَا
والحاصل أنَّ ما تشعر به زوجتك أمرٌ واقعٌ عليها بغير إرادةٍ منها، ولا يخفى عليك أنَّ بعض النساء يحصُل لهُنَّ تعلقٌ كبيرٌ بمن يَرَينَهُ سيصير زوجًا وحبيبًا وأبًا للأولاد، وشريكًا للحياة، فيحصُل بذلك لهنَّ انشغالٌ عظيمٌ بهذه المعاني، بحيث يصعب عليهنَّ إيجاد الذهن الصافي للتحصيل والدراسة، مضافًا إلى ذلك ما جُبِلَتْ عليه المرأةُ مِن الاهتمام بهذه الأمور، حتى إنَّ بعض النساء ينصرف كيانهنَّ كله، ووجدانهنَّ جميعه لذلك، وحتى قبل أن يُخْطَبْنَ، أو يتزَوَّجْنَ؛ وهذا واقعٌ مشاهدٌ ملموسٌ لا يُحْصَى كثرةً.
فلم يبق إلا تحكيم العقل، ومجاهَدة النفس، فما تقوم به ليس فيه مصلحتِها، ولا مصلحتك، ولكن حاوِلْ أولًا أن تقنعَ أهلَها بتعجيل الزفافِ؛ فالزواجُ لا يمنع الدراسةَ، بل فيه استقرارٌ يُعين -بحول الله وقوته- على النجاح، إن وجدت الهمة العالية، والرغبة الصادقة، فإنْ أَصَرُّوا لم يبقَ إلا بذْلُ الوُسْعِ مع زوجتك بالترغيب والترهيب، وبذْل المعونة لها، ومساعدتها حتى تكملَ دراستها.
هذا وبارك اللهُ لكما، وبارك عليكما، وجَمَع بينكما في خيرٍ.
- التصنيف:
- المصدر: