استغلال أوقات الفراغ في العمل
منذ 2013-03-27
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعمل مُهندسًا في شركةٍ خاصةٍ مرموقة، وخلال الشهرين الماضيين ولمدة خمسة أشهر قادمة سيكون العملُ المطلوبُ مني في المشروع قليلًا جدًّا، بل لا أُبالغ إنْ قلتُ: إن المطلوبَ مني سيكون التوقيع في كشوف الحضور والانصراف فقط!
فكَّرتُ في استغلال الوقت الطويل غير المستغل في النهار في عملي خلال هذه المدة ووضعتُ جدولًا لحفْظِ القرآن، وجدولًا لاستكمال دراساتٍ عليا، كنتُ قد بدأتُها في مجال إدارة الأعمال، وبالفعل بدأتُ بهمةٍ ونشاطٍ، وأنجزتُ أشياء كثيرةً بفضل الله.
منذ بضعة أيام راودتني وساوس أن هذا الوقت إنما هو وقت للعمل، آخُذ أجرًا عليه، وأنه ليس مِن حقي أن أستغلَّه في حِفْظ القرآن، وبدأتُ أحسُّ بعدم البركة في الحفْظِ، وتفلُّته مني، وأخذتْ نفسي تحدِّثني أنَّ الدراسات العليا لها علاقة بمجال عملي، فسأستفيد منها، وأفيد شركتي، فلا حرَج في المذاكرة في أوقات العمل، ولكن القرآن قُربة خاصة، لا يحلُّ لي أن أعملَها في وقت هو مخصص بالعمل.
وعندما أقول لنفسي: إنه لا يوجَد شيءٌ فعلي مطلوب مني في عملي الآن، وأن هذا الوقت سيضيع سدًى؛ أجد نفسي تُوسوس لي بأنه ينبغي أن أتفانَى في العمل، وأن أبحث عن أي شيءٍ أعمله؛ ليُفيد المشروع.
حقيقةً أنا في حيرةٍ مِن أمري، هل هذا مِن وساوس الشيطان ليوقف تقدمي في حِفظ القرآن، وذكر الله؟ أو هو خاطر طيب كي أجعل مكسبي طيبًا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
أعمل مُهندسًا في شركةٍ خاصةٍ مرموقة، وخلال الشهرين الماضيين ولمدة خمسة أشهر قادمة سيكون العملُ المطلوبُ مني في المشروع قليلًا جدًّا، بل لا أُبالغ إنْ قلتُ: إن المطلوبَ مني سيكون التوقيع في كشوف الحضور والانصراف فقط!
فكَّرتُ في استغلال الوقت الطويل غير المستغل في النهار في عملي خلال هذه المدة ووضعتُ جدولًا لحفْظِ القرآن، وجدولًا لاستكمال دراساتٍ عليا، كنتُ قد بدأتُها في مجال إدارة الأعمال، وبالفعل بدأتُ بهمةٍ ونشاطٍ، وأنجزتُ أشياء كثيرةً بفضل الله.
منذ بضعة أيام راودتني وساوس أن هذا الوقت إنما هو وقت للعمل، آخُذ أجرًا عليه، وأنه ليس مِن حقي أن أستغلَّه في حِفْظ القرآن، وبدأتُ أحسُّ بعدم البركة في الحفْظِ، وتفلُّته مني، وأخذتْ نفسي تحدِّثني أنَّ الدراسات العليا لها علاقة بمجال عملي، فسأستفيد منها، وأفيد شركتي، فلا حرَج في المذاكرة في أوقات العمل، ولكن القرآن قُربة خاصة، لا يحلُّ لي أن أعملَها في وقت هو مخصص بالعمل.
وعندما أقول لنفسي: إنه لا يوجَد شيءٌ فعلي مطلوب مني في عملي الآن، وأن هذا الوقت سيضيع سدًى؛ أجد نفسي تُوسوس لي بأنه ينبغي أن أتفانَى في العمل، وأن أبحث عن أي شيءٍ أعمله؛ ليُفيد المشروع.
حقيقةً أنا في حيرةٍ مِن أمري، هل هذا مِن وساوس الشيطان ليوقف تقدمي في حِفظ القرآن، وذكر الله؟ أو هو خاطر طيب كي أجعل مكسبي طيبًا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فجزاك الله خيرًا على حِرْصِك على وقت العمل، وعلى رغبتِك في استغلال وقت الفراغ فيما يعود عليك نفعه.
وبعدُ، فبدايةً ينبغي أن تعلمَ أن وقتَ الدوام الرسمي الذي حدَّده معك صاحبُ العمل ابتداءً، وانتهاءً، وتعاقدتَ عليه معه، لا يجوز لك صَرْف شيءٍ منه لغير ما هو مشروط له إلا بإذْنٍ منه، ما دام عندك عملٌ له يُمكن أن تؤدِّيه في هذا الوقت؛ لما في ذلك مِن الإخلال بالشرط المتعاقد عليه؛ وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شُروطِهم" [رواه أبو داود، وصحَّحه السيوطي]، وقد ذكره البخاري تعليقًا بلفظ: "المسلمون عند شُروطِهم"، فهذا الوقتُ قد ملكتْه جهةُ العمل بالعقد، فليس للموظَّف أن يصرفَه في أي شيء خارج عن عمله الذي أسند إليه، وعهد إليه القيام به فيه، فلا يُستغل في المذاكرة، أو الحفظ، أو غير ذلك؛ لما فيه من إخلال بما أنتَ متعاقِد عليه مع ربِّ العمل، إلا أن تستأذنه فيه، هذا هو الأصلُ الأصيل في الإجارة.
أما ما تذكره مِن أنك لمدة خمسة أشهر كاملة لن يكونَ لديك عملٌ، فلا حرجَ في تلك الحالة الخاصة مِن استغلال وقت العمل في حفظ القرآن, أو مذاكرة الدراسات العليا، أو غير ذلك, وهو بأدنى شك خيرٌ مِن السكوت, ورؤساؤك في العمل بلا شك يعلَمون فراغك عن العمل، فهذا بمثابة الإِذْن العرفي.
هذا؛ وقد سُئِل العلامة "العُثيمين" عن الموظَّف إذا قام بأداء عمله المكلَّف به، وأراد أن يستفيدَ مِن وقت الدوام بقراءة القرآن، أو قراءة شيءٍ مفيدٍ، أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلًا، فهل عليه شيء من ذلك؟ فأجاب: "ليس عليه شيءٌ ما دام قائمًا بالعمل الذي وكل إليه، أما إذا كان يفرِّط أو ينقص من أداء عمله، فإن ذلك حرام عليه، ولا يجوز، وأما النعاس، فلا رُخصة له فيه؛ لأنه لا يملك نفسه؛ فقد ينام عن عملِه مِن حيثُ لا يشعر"؛ انتهى نقلًا عن "فتاوى الحقوق" جمع د. خالد الجريسي (ص59).
وفَّقك الله لكل خيرٍ.
فجزاك الله خيرًا على حِرْصِك على وقت العمل، وعلى رغبتِك في استغلال وقت الفراغ فيما يعود عليك نفعه.
وبعدُ، فبدايةً ينبغي أن تعلمَ أن وقتَ الدوام الرسمي الذي حدَّده معك صاحبُ العمل ابتداءً، وانتهاءً، وتعاقدتَ عليه معه، لا يجوز لك صَرْف شيءٍ منه لغير ما هو مشروط له إلا بإذْنٍ منه، ما دام عندك عملٌ له يُمكن أن تؤدِّيه في هذا الوقت؛ لما في ذلك مِن الإخلال بالشرط المتعاقد عليه؛ وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شُروطِهم" [رواه أبو داود، وصحَّحه السيوطي]، وقد ذكره البخاري تعليقًا بلفظ: "المسلمون عند شُروطِهم"، فهذا الوقتُ قد ملكتْه جهةُ العمل بالعقد، فليس للموظَّف أن يصرفَه في أي شيء خارج عن عمله الذي أسند إليه، وعهد إليه القيام به فيه، فلا يُستغل في المذاكرة، أو الحفظ، أو غير ذلك؛ لما فيه من إخلال بما أنتَ متعاقِد عليه مع ربِّ العمل، إلا أن تستأذنه فيه، هذا هو الأصلُ الأصيل في الإجارة.
أما ما تذكره مِن أنك لمدة خمسة أشهر كاملة لن يكونَ لديك عملٌ، فلا حرجَ في تلك الحالة الخاصة مِن استغلال وقت العمل في حفظ القرآن, أو مذاكرة الدراسات العليا، أو غير ذلك, وهو بأدنى شك خيرٌ مِن السكوت, ورؤساؤك في العمل بلا شك يعلَمون فراغك عن العمل، فهذا بمثابة الإِذْن العرفي.
هذا؛ وقد سُئِل العلامة "العُثيمين" عن الموظَّف إذا قام بأداء عمله المكلَّف به، وأراد أن يستفيدَ مِن وقت الدوام بقراءة القرآن، أو قراءة شيءٍ مفيدٍ، أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلًا، فهل عليه شيء من ذلك؟ فأجاب: "ليس عليه شيءٌ ما دام قائمًا بالعمل الذي وكل إليه، أما إذا كان يفرِّط أو ينقص من أداء عمله، فإن ذلك حرام عليه، ولا يجوز، وأما النعاس، فلا رُخصة له فيه؛ لأنه لا يملك نفسه؛ فقد ينام عن عملِه مِن حيثُ لا يشعر"؛ انتهى نقلًا عن "فتاوى الحقوق" جمع د. خالد الجريسي (ص59).
وفَّقك الله لكل خيرٍ.
- التصنيف:
- المصدر: