أكره الحياة وأخاف الموت

منذ 2014-11-12
السؤال:

أكره الحياة، ولا أريد أن أعيشَها، وفي الوقت نفسِه أخاف الموت، ولا أجرُؤ على قَتْل نفسي؟ فإلى أين أتجه؟

ماذا أفعل؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أما بعدُ:

فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يُذهِبَ همك، ويُفَرِّج كربك، ويشفي قلبك شفاءً تامًّا، لا يُغادر سقمًا، وأسأله ألا يكلك إلى نفسك طرفة عين، ولا إلى أحدٍ من خلْقِه.

وبعدُ: فليتك ذكرتِ -أيتها الابنة الكريمة- السبب الذي دَفَعَك لكره حياتك، وعدم رغبتك في العيش؛ ليكون أقصر في الجواب، ولكن كيفما كان السببُ -كبيرًا وعظيمًا في نظرك- فما زال بابُ الرَّجاء مفتوحًا، لا يُغلَق أبدًا، باب الرحمن الرحيم، البر الوَدود، فتضرعي إليه: اللهم إني أَمَتك، وبنت أَمَتك، وبنت عبدك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدًا مِن خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمِّي، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، عبيدك سِواي كثيرٌ، وليس لي سيدٌ سواك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال مَن خضعتْ لك رقبته، ورغم لك أنفه، وذلَّ لك قلبه، وفاضتْ لك عيناه، أن تكشفَ عني ما أنا فيه، وتُفَرِّج الهمَّ، وتُذهب الغَمَّ، وأن تغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وما أنت أعلم به مني، آمين.

وتأمَّلي معي -أيتها الابنة- قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ * لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: 110، 111]؛ لتدركي أنَّ من الحقائق الثابتة أنَّ الفرَج وانكشاف الضر ومجيء النصر لا يأتي مِن أحد دون الله، وأنه متى اتجهت القلوب بكُلِّيتِها إلى ربها، كان الفرَجُ والنصر أقرب مما يتخيله الجميع، ومِن خلال أهون الأسباب؛ فالأمرُ كله لله؛ {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 17].

وقال تعالى: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاؤُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب: 9 - 11]، فهذه الآياتُ وغيرها كثيرٌ تصوِّر الساعات الحَرِجة القاسية في حياة الرُّسُل، قبيل اللحظة الحاسمة التي يتحقق فيها وعْدُ الله، وتمضي فيها سنته التي لا تتخلف ولا تحيد، وهي تفريج الكرب، فهو قريبٌ.

تسألين -فرَّج الله كربك-: أين تتجهين؟

إلى الله -وبغير ترددٍ ولا تفكيرٍ- فاقرئي القرآن الكريم بتدبرٍ؛ لتبصري بنفسك -بغير واسطة- الصورةَ الرهيبة لغاية الشدة والكرب والضيق في حياة الرسل، وهم يواجهون الكفر، والعمى، والإصرار، والجحود.

وتمرُّ الأيام وهم يدعون؛ فلا يستجيب لهم إلا قليلٌ، وتكر الأعوام والباطل في قوته، وكثرة أهله، والمؤمنون في عدتهم القليلة، وقوتهم الضئيلة، ويا لها مِن ساعاتٍ حَرِجةٍ، والباطل ينتفش، ويطغى، ويبطش، ويغدر، والرسل ينتظرون الوعد، فلا يتحقق لهم في هذه الأرض، فتهجس في خواطرهم الهواجس -كما يخطر عندك- تراهم كذبوا؟ ترى نفوسهم كذبتهم في رجاء النصر في هذه الحياة الدنيا؟

ويقف الرسولُ هذا الموقف، وقد بلغ به الكرب والحرج والضيق فوق ما يُطيقه بشرٌ، ولتقفي على حقيقة ذلك؛ اقرئي هذه الآيات قراءةً تمس شغاف قلبك: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 214]، ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 142]، تصوري الهول الذي يبلغ بالرسول هذا المبلغ، والكرب المزلزل الذي يرج نفس الرسول هذه الرجة، وحالته النفسية في مِثْل هذه اللحظات، وما يحس به من ألمٍ لا يطاق في هذه اللحظة التي يستحكم فيها الكرب، ويأخذ فيها الضيق بمخانق الرسل، ولا تبقى ذرةٌ من الطاقة المدخرة...، في هذه اللحظة يجيء النصر كاملًا حاسمًا فاصلًا؛ إلى آخر ما أفاده الأستاذ سيد قُطب في ظلاله بتصرف.

وأيضًا فما من بلاءٍ ولا كربٍ ولا همٍّ ولا غمٍّ يصيب المؤمن إلا كفَّر الله به من خطاياه، ورفع به من درجته، فاصبري إنَّ أجر الصبر عظيمٌ، وتدبَّري قوله -سبحانه-: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: 10]، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما يصيب المؤمن مِن وصبٍ ولا نصبٍ، ولا سقمٍ ولا حزنٍ، حتى الهم يهمه، إلا كفَّر به من سيئاته» (رواه مسلم)، وفي لفظ: «قاربوا وسدِّدوا؛ ففي كل ما يصاب به المسلم كفارةٌ حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يُشاكها»؛ وعند البخاري: «ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ، ولا هم ولا حزنٍ، ولا أذًى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه».

وأبشري ففي الحديث القدسي الذي رواه أحمد عن أبي رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ضحك ربنا مِن قنوط عباده، وقرب غيره)»، قال أبو رَزينٍ: فقلتُ: يا رسول الله، أَوَيَضْحك الرب -عز وجل- العظيم؟ قال: «نعم»، فقال: لن نعدم مِن رب يضحك خيرًا.

انظري كيف جعل هذا الأعرابي العاقل -بصحة فطرته- ضحكَهُ دليلًا على إحسانه وإنعامه؛ فدلَّ على أن هذا الوصف مَقْرونٌ بالإحسان المحمود، وأنه من صفات الكمال، والشخص العبوس الذي لا يضحك قط هو مذمومٌ بذلك!

وابتلاء الدنيا لا يدوم، وإنما هو ساعةٌ من نهار، ثم يبدل فرجًا ويُسرًا؛ كما قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140]، ويصبح الهمُّ والكرب ذِكْرى.

أما قَتْل النفس فليس سبيلًا إلى النجاة، بل هو من أكبر الكبائر، لا يجوز للمسلم فِعْلُه مهما كانت الظروف الدافعة إليه؛ وذلك لأنَّ فيها إزهاقًا لنفس أمر الله تعالى بحِفْظها.

قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء: 29، 30].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قتَل نفسه بحديدةٍ، فحديدتُه يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن شرب سُمًّا فقتل نفسه، فهو يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومَن ترَدَّى مِن جبلٍ فقتل نفسه، فهو يتردَّى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا» (رواه البخاري ومسلم).

وما أنتِ فيه سببُه ضعفُ رجاء الله، حتى وقعتِ في الإياس؛ فإنه يوجب التثاقُل والتباطُؤ، بخلاف الرجاء الذي يوجب للعبد السعي والاجتهاد، وهذه صفات المؤمنين، وبحسب إيمان العبد يكون رجاؤُه لرحمة الله وروحه؛ قال الله على لسان نبيه يعقوب بعدما فَقَد ابنه لعقود، ثم فقَد أخاه: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]، وقال تعالى على لسان خليله إبراهيم: {قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: 56]، وقال: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ} [الأنعام: 63، 64]، وقال: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، وقال أيضًا: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28].

فهو وحده -سبحانه- القادر على إنقاذنا مما نحن فيه مِن هَمٍّ وغمٍّ، وحزنٍ وضيقٍ.

فلا تستسلمي للشيطان، ولا تنساقي وراء دعواته باليأس من الحياة، ولا تحبسي نفسك في سجن الضيق واليأس وأنتِ في مُقتبَل العمر، وكوني قويةً، افتحي لنفسك أبواب الرجاء، ونوافذ الأمل؛ فلا تقتلي نفسك باليأس والهموم، وتسلَّحي بالأمل والثقة بوعود الله التي لا تتخلف، ثقي بخالقك، ولا تسمحي لليأس أن يزحفَ إلى حياتك، واعلمي بأن أشد ساعات الليل ظلامًا هي تلك السُّويعات التي تسبق بُزوغ الفجر مباشرةً، كما قيل: اشتدي أزمة تنفرجي، والرزايا إذا توالتْ تولَّتْ!

فما ضاقتْ إلا ورحبتْ، وما اشتدتْ إلا وفرجتْ، وإذا كنت تشعرين بالظلام الدامس يلف حياتك، ففكري في الضوء الذي سينتشر عندما يطلع الفجر؛ فليس هناك ظلامٌ مطلقٌ، وعلينا أن نتعلمَ كيف ننتج النور في عقولنا وقلوبنا أولًا.

وَلَرُبَّ نَازِلَةٍ يَضِيقُ بِهَا الفَتَى *** ذَرْعًا وَعِنْدَ اللهِ مِنْهَا المَخْرَجُ

ضَاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا *** فُرِجَتْ وَكُنْتُ أَظُنُّهَا لاَ تُفْرَجُ

وقال الآخر:

لَا تَيْئَسَنَّ مِنَ انْفِرَاجِ شَدِيدَةٍ *** قَدْ تَنْجَلِي الغَمَرَاتُ وَهْيَ شَدَائِدُ

فالحكمةُ الإلهية جرَتْ بتنقلات الحوادث، وتحوُّلات الأحوال، وعدم استقرارها على حال، الشدة إذا تناهتْ لم يعقبها إلا الفرَجُ، فصارتْ -أعني: الشدة- مفتاح الفرَج، وسببًا فيه؛ ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا» (إسناده صحيح).

وقد ذكرتِ أنك تخافين الموت، ومع ذلك تكرهين الحياة، فاجعلي همك الوصول إلى مرضاة الله، والفوز بالجنة، وتمثَّلي قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185]، والدنيا مزْرَعةُ الآخرة؛ فمَن زرع فيها خيرًا حصد خيرًا، ومَن زرَع شرًّا فلن يجني إلا ما زرَع.

وراجعي على موقعنا: ، "ماذا أفعل مع نفسي؟"

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 0
  • 13,910

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً