هل يلزمني أن أتأكد من نية كل طالبة أعلمها قبل التعلُّم؟!

منذ 2013-04-13
السؤال:

عُرِض عليَّ تدريسُ اللغةِ الفرنسيةِ في معهدٍ خاصٍّ على الإنترنت, وهذا المعهدُ خليجيٌّ.
حدث معي مِن قبلُ أن أرادتْ أختٌ خليجيةٌ أن تَدْرُسَ الفرنسيةَ، واكتشفتُ أنها تريدها لغرض غير شرعي, والآنَ مع هذا العرضِ الذي عُرِضَ عليَّ، ومع علمي بأن الأخوات أغلبهن في الخليج إن لم يكن كلُّهن يردن تعلُّمَ اللغةِ الفرنسيةِ لغرضٍ ترفيهيٍّ، وليس لأنها مادةٌ في دراستهن، أو نحوه, فهل يتوجَّبُ عليَّ أن آخُذَ عليهن عهدًا ألا يستخدمن اللغة الفرنسية في غير غرض شرعي؟
ولا أعلم إن كان هذا الأمر متاحًا وتقبله المديرةُ أم لا؟ وهل أكتفي بأن أبرأ إلى الله أمامهن من كل من تستخدمه لغرض غير شرعي؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فجزاكِ اللهُ خيرًا عَلَى حرصِكِ عَلَى اتِّباع الشرع الحنيف، والبعدِ عن مخالفته، وبعدُ:
فإن تعليم اللُّغات الأجنبيةِ وتعليمَه للناس أمرٌ لا بأس به، وليس حرامًا، ولا مكروهًا، إلَّا إذا وقع عارضٌ، أو سببٌ آخرُ غيرُ تعلُّم اللغة، بل قد يكون مندوبًا، وقد يكون واجبًا كفائيًّا؛ قال البخاري: "بابٌ: ترجمةُ الحكامِ، وهل يجوز تَرجُمانٌ واحدٌ، وقالَ خارجة بن زيد بن ثابت عن زيد بن ثابت: إن النبي صلى الله عليه وسلم أمَرَه أن يتعلَّم كتاب اليهودِ حتى كتبتُ للنبي صلى الله عليه وسلم كُتُبَه، وأقرأتُه كُتُبَهُم، إذا كَتَبوا إليه"؛ وهذا أصلٌ في تعلم اللغات؛ لأن تعلُّم اللغة من فُرُوض الكفايات، ويساعد عَلَى الدعوة الإسلامية، وعَلَى الوقوفِ أمام الشُّبُهات التي يثيرُها الأعداءُ، وعلى التعرُّف على آرائِهم وتوجهاتِهم الفكرية، وعَلَى مخططاتهم أيضًا وما ينْوُونَهُ للأمة الإسلامية، وعَلَى العلوم النافعة، وفي ذلك الأجرُ الجزيلُ إن شاء الله تعالى إذا خَلُصَتِ النيةُ، وصلُح العملُ.
أمَّا ما تتخوفين منه من مخالفة المتعلمات للشرع، فلا يصدَّنَّك عن تعليمهن، ولكن عليكِ بتذكيرهنَّ دائمًا بتقوى الله، وابتغاءِ وجهِهِ في تعلُّمِهن، وجميعِ شُؤُونِهنَّ، وليس عليك أكثر من هذا، ولتتأملي كلامكِ جيدًا! فلو توقف كل معلم عن تعليم الناس حتى يتأكد من صحة نواياهم، ما علم أحد أحدًا!

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 0
  • 0
  • 21,408

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً