كذبت على صديقتي .. وأخاف عليها إذا عرفت!

منذ 2014-04-20
السؤال:

تعرَّفتُ على صديقةٍ عبر الإنترنت، وقد أحببتُها وأحبَّتني، وهي إنسانةٌ طيبةٌ وخلوقٌ ومتدينةٌ، لكن المشكلة أنَّي كذبتُ عليها في كلِّ شيءٍ؛ في اسمي، وعمري، وتفاصيل حياتي، باختصارٍ: هي مغشوشة فيَّ!

أريد أن أتوب مِن كل ذلك، ولا أستطيع مُصارحتها بكذبي عليها؛ لذا فكَّرتُ في قطْع علاقتي بها فجأة، لكني أخشى عليها؛ فقد تعلقتْ بي، وأصبحتْ تخاف عليَّ كأختِها، وأخشى أن يحدثَ لها شيءٌ إن انقطعتُ عنها.

فماذا أفعل؟ وكيف أُصلح خطئي؟

 

 

 

 

الإجابة:

الحمدُ لله، فهو الموفِّق إلى سواء السبيل، وبه نستعين.

أختي الصُّغرى، إنَّ ما تشعرين به مِن ضيقٍ وَهَمٍّ هو مِن آثار المعصية؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، نعم أخيتي هذه هي حقيقةُ الذنوب والمعاصي، ولكن مع سوء ذلك فإنَّ اللهَ تعالى يفرح بتوبة العبد، وإن الله يُحِب التوابين، وبُشْرى مِن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنَّ: «التائب مِن الذنب كمَنْ لا ذنب له» (حسنه السيوطي في الجامع الصغير وضعفة الألباني).

أختي العزيزة، جميلٌ أن نعترفَ بأخطائنا، ولكن هذا الجمال يظهر ويكون له أثرٌ عندما نُصَحِّح هذه الأخطاء، ومن علامات التوبة النَّصُوح أن نُصَحِّحَ أخطاءنا لوجهِ الله، وإرضاء له قبل الخلْق، ومع صديقتك أُوصيك بالمصارَحة، ويكون ذلك برِفْقٍ كأنْ تقولي: أعتذر لك، ولأني أُحبك لا أرغب في أن تظلي مخدوعةً بي، فإنْ أحَبَّتْ هي أن تكملَ معك الصداقة بعد المصارحة فهذا طيب، وإن رفضتْ فهذا درسٌ لك.

لا بد أنْ نستفيدَ مِنْ مِثْل هذه التجارب، وأن نعلمَ أن الكذب -كما يُقال- حبْله قصير، وهذه مشكلةٌ بسيطةٌ أوقعك الكذبُ فيها، فاحترسي أن يُوقعك في مشكلات عائلية أو دراسية أو غيرها تُؤَثِّر على حياتك، كما أنك قد تتعودين الكذب فلا تشعرين أنك تقعين فيه، أو تصدقين ما تكذبين، وهذه في الحالات المتقدِّمة، والعلاجُ لذلك هو مكافأة النفس عند الصِّدق بالراحة والنُّزهة، ومُعاقبتها عند الكذب الصيام، أو الصدقة، أو الاستغفار بعدد معينٍ، أو الحرمان مِن القيلولة وهكذا، والكلُّ يعرف العقابَ المناسب لنفسه، كما يُساعدك في ذلك أنك كلما صَدَقْتِ كتَب الله لك مِن الحسنات، وأن تحلِّيك بخُلُق الصِّدْق تَنالين به درجةَ القائم والصائم؛ كما في حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الرجل ليبلغ بحُسن خلقِه درجة الصائم القائم» (صحيح الترغيب).

وتذَكُّرك لِمِثْل هذا الثواب -وخاصة عندما تكتبين الحديث في مكان أمامك دائمًا إما على المكتب، أو شاشة الجوال- سيُساعدك كثيرًا، وأما عن الصداقة فكلما كانت المحبةُ لله، ويتخللها تذكير ونُصْحٌ، كان وقتكما الذي تقضيانه في ذلك عبادة، فحاولي أن تكوني فاتحةَ خير لصديقتك.

هذا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

___________

رحمة الغامدي

  • 3
  • 0
  • 4,016

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً