قلة الثقافة الزوجية أدت إلى المشكلات
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: فقه الزواج والطلاق - قضايا الزواج والعلاقات الأسرية - استشارات تربوية وأسرية -
السؤال: أخي تقدَّم لخطبة زوجتِه قبل عامَيْن، وكان شرطُها أن يكونَ الزواج بعد عامينِ، فكان لها ما أرادتْ، مع كراهية أخي لهذا الشرط، وخلال هاتين السنتين كانتْ تحصُل بينهما مَشاكل، وصلتْ إلى أن قال أخي: "لن أطلِّقها، بل سأتزوَّج عليها؛ حتى أكيدَها"، وكان يردِّد مقولته هذه كثيرًا، طوال فترة "الملكة" كانا لا يعترفان بحبهما لبعضهما، ويُكابران، فيكتب أخي عن حبه لأمه، وتكتب هي عن حبها لأبيها!
تزوَّجا أخيرًا, وقضيا شهر العسل بكل أريحيةٍ, بعدها عادتْ هي إلى عملِها، وهو إلى عمله، وكلٌّ في مدينة مختلفةٍ، وهي لا تريد أن تنتقلَ إلى مدينة أخي، وأخي لا يستطيع أن ينتقلَ إلى مدينتها؛ لأنه مُرتبط بوالدتي وإخوتي، ولديه شقة منفصِلة في منزل أهلي.
لاحظتُ على أخي لحظة اتصاله بها أنه يفرح، ثم يعود لحالته الكئيبة التي تؤثِّر على تصرُّفاته مع والدتي وإخوتي.
كنتُ دائمًا ما أُعَلِّق على تصرُّفاتهما بأنهما كالأطفال؛ أقصد: تفكيرهما وعنادهما، فكيف أستطيع نُصحهما؟
تزوَّجا أخيرًا, وقضيا شهر العسل بكل أريحيةٍ, بعدها عادتْ هي إلى عملِها، وهو إلى عمله، وكلٌّ في مدينة مختلفةٍ، وهي لا تريد أن تنتقلَ إلى مدينة أخي، وأخي لا يستطيع أن ينتقلَ إلى مدينتها؛ لأنه مُرتبط بوالدتي وإخوتي، ولديه شقة منفصِلة في منزل أهلي.
لاحظتُ على أخي لحظة اتصاله بها أنه يفرح، ثم يعود لحالته الكئيبة التي تؤثِّر على تصرُّفاته مع والدتي وإخوتي.
كنتُ دائمًا ما أُعَلِّق على تصرُّفاتهما بأنهما كالأطفال؛ أقصد: تفكيرهما وعنادهما، فكيف أستطيع نُصحهما؟
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فشكر الله لكِ أيتها الأخت الكريمة ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه أخيك وزوجته؛ فالإصلاحُ بين المسلمين من المَصالح الشرعيَّةِ؛ حتى قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]، فحثَّ الشارعُ على الإصلاح بين الناس، بل وأباح الكذبَ لأجْلِ الإصلاح؛ كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذَّاب الذي يُصلح بين الناس، فينمي خيرًا، أو يقول خيرًا"؛ قال ابن شهاب: "ولم أسمعْ يرخَّص في شيءٍ مما يقول الناس كذبٌ إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها".
فأولُ شيءٍ يكون فيه النُّصح أن تعلِّميهما أن العَلاقة الزوجية لها مذاقٌ خاص، يجعلها تسمو على كلِّ العلاقات، ويتأسس على تلك المعرفة ضرورة ترك الكبرياء الذي يجعل كلًّا مِن الزوجين يحجم عن زمام المبادرة.
ثانيًا: بيِّني لهما أن الله تعالى قال في حقِّ الزوجين: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]، قد أفضى كلٌّ لصاحبه؛ أي: فتباشرتم، وتلامستم، والإفضاء: هو الجماع، ولكن الله كريم يكني عما يشاء، فهي قبل عقد النكاح محرَّمة عليه، فصارتْ حلالًا له بالزواج، وباشرها المباشرة التي كانتْ حرامًا قبل ذلك، فهذا يوجب المصارَحة، وتقارُب الأفكار، وانعطاف كل واحد على الآخر.
ثالثًا: تحدَّثي مع كلٍّ بمفردِه؛ أن يكون الطرف الإيجابي، فيبدأ بإذابة الجليد المتجمع على قلبيهما، فالخلافاتُ تُحَلُّ بالإقناع، وتقريب وجهات النظَر، والنظر في أسباب الخلاف، والسعي في إزالتها، والإصلاح كلما كان في مرحلةٍ مبكرة يكون أيسرَ وأسهلَ.
رابعًا: دعوتهما للنظر إلى الأمور نظرةً واقعيةً؛ فالحياةُ الزوجيةُ ككلِّ شيءٍ في حياة البشر؛ يوم شَهْد، ويوم مُرٌّ، وبها قُبحٌ وجمالٌ، وإقبال وإدبار؛ فعلينا لا سيما الرجل الذي يغلب العقلَ أكثر أنْ يوازن بين الحسنات والسيئات، ويُقَدِّم الأصلح، وكذلك نبِّهي زوجة أخيك إلى أنَّ المرأة باردة المشاعر، فاترة العواطف، غير الآبهة بمشاعر زوجها؛ تنقصها خبرة زوجية؛ فالعاطفةُ الغلَّابة للزوجة تجعلها مَن تبدأ هي بالصُّلح، وإظهار المشاعر حمايةً لبيتها، وصيانةً لقلب زوجها مِن الانفلات، أو التحوُّل عنها إلى غيرها، ولا تستسلم لكبرياء زوجها.
خامساً: الظاهر أنهما قليلَا الخبرة الحياتية، والثقافة الزوجية؛ ولذلك أرشديهما للتثقُّف في هذا المجال؛ باقتناء بعض الكتيبات في الحياة الزوجية؛ مثل: "40 نصيحة لإصلاح البيوت" للمنجد، و"أصول المعاشَرة الزوجية" لأحمد كنعان.
وأما الأشرطة الإسلامية المختصَّة بشخصية المرأة المسلمة وآداب الزواج، فمتوفِّرة بكثرة في التسجيلات الإسلامية على المواقع الإلكترونية؛ كموقع طريق الإسلام، ويمكنهما أن يختارا ما يرياه مناسبًا بالبحث في الموقع.
بقي شيءٌ هام؛ وهو كون كل واحد منهما في مدينة، فهذا مما يزيد الجفوة بينهما، وأيضًا فيجب على زوجته أن تقيمَ معه في البلد التي يقيم فيها، إذا لم تشترط في عقد النكاح عدم إخراجها من بلدها، فإن اشترطتْ ذلك تعيَّن الوفاء بشرطها.
والله أسأل أن يُصلحَ بينهما.
فشكر الله لكِ أيتها الأخت الكريمة ذلك الشعور بالمسؤولية تجاه أخيك وزوجته؛ فالإصلاحُ بين المسلمين من المَصالح الشرعيَّةِ؛ حتى قال الله تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]، فحثَّ الشارعُ على الإصلاح بين الناس، بل وأباح الكذبَ لأجْلِ الإصلاح؛ كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أم كلثوم بنت عقبة أنها سمعتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذَّاب الذي يُصلح بين الناس، فينمي خيرًا، أو يقول خيرًا"؛ قال ابن شهاب: "ولم أسمعْ يرخَّص في شيءٍ مما يقول الناس كذبٌ إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها".
فأولُ شيءٍ يكون فيه النُّصح أن تعلِّميهما أن العَلاقة الزوجية لها مذاقٌ خاص، يجعلها تسمو على كلِّ العلاقات، ويتأسس على تلك المعرفة ضرورة ترك الكبرياء الذي يجعل كلًّا مِن الزوجين يحجم عن زمام المبادرة.
ثانيًا: بيِّني لهما أن الله تعالى قال في حقِّ الزوجين: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا} [النساء: 21]، قد أفضى كلٌّ لصاحبه؛ أي: فتباشرتم، وتلامستم، والإفضاء: هو الجماع، ولكن الله كريم يكني عما يشاء، فهي قبل عقد النكاح محرَّمة عليه، فصارتْ حلالًا له بالزواج، وباشرها المباشرة التي كانتْ حرامًا قبل ذلك، فهذا يوجب المصارَحة، وتقارُب الأفكار، وانعطاف كل واحد على الآخر.
ثالثًا: تحدَّثي مع كلٍّ بمفردِه؛ أن يكون الطرف الإيجابي، فيبدأ بإذابة الجليد المتجمع على قلبيهما، فالخلافاتُ تُحَلُّ بالإقناع، وتقريب وجهات النظَر، والنظر في أسباب الخلاف، والسعي في إزالتها، والإصلاح كلما كان في مرحلةٍ مبكرة يكون أيسرَ وأسهلَ.
رابعًا: دعوتهما للنظر إلى الأمور نظرةً واقعيةً؛ فالحياةُ الزوجيةُ ككلِّ شيءٍ في حياة البشر؛ يوم شَهْد، ويوم مُرٌّ، وبها قُبحٌ وجمالٌ، وإقبال وإدبار؛ فعلينا لا سيما الرجل الذي يغلب العقلَ أكثر أنْ يوازن بين الحسنات والسيئات، ويُقَدِّم الأصلح، وكذلك نبِّهي زوجة أخيك إلى أنَّ المرأة باردة المشاعر، فاترة العواطف، غير الآبهة بمشاعر زوجها؛ تنقصها خبرة زوجية؛ فالعاطفةُ الغلَّابة للزوجة تجعلها مَن تبدأ هي بالصُّلح، وإظهار المشاعر حمايةً لبيتها، وصيانةً لقلب زوجها مِن الانفلات، أو التحوُّل عنها إلى غيرها، ولا تستسلم لكبرياء زوجها.
خامساً: الظاهر أنهما قليلَا الخبرة الحياتية، والثقافة الزوجية؛ ولذلك أرشديهما للتثقُّف في هذا المجال؛ باقتناء بعض الكتيبات في الحياة الزوجية؛ مثل: "40 نصيحة لإصلاح البيوت" للمنجد، و"أصول المعاشَرة الزوجية" لأحمد كنعان.
وأما الأشرطة الإسلامية المختصَّة بشخصية المرأة المسلمة وآداب الزواج، فمتوفِّرة بكثرة في التسجيلات الإسلامية على المواقع الإلكترونية؛ كموقع طريق الإسلام، ويمكنهما أن يختارا ما يرياه مناسبًا بالبحث في الموقع.
بقي شيءٌ هام؛ وهو كون كل واحد منهما في مدينة، فهذا مما يزيد الجفوة بينهما، وأيضًا فيجب على زوجته أن تقيمَ معه في البلد التي يقيم فيها، إذا لم تشترط في عقد النكاح عدم إخراجها من بلدها، فإن اشترطتْ ذلك تعيَّن الوفاء بشرطها.
والله أسأل أن يُصلحَ بينهما.