إعلام الفتاة برغبته للخطبة، ورؤية صورتها

منذ 2015-11-19

أمران يسوِّغان لك النظر إليها على الحقيقة، فضلاً عن النظر إلى الصورة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من خطب امرأةً من الأنصار أن ينظر إليها، فقال: «انظر إليها» وهذه هي السُّنَّة، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في ذلك، فقال: «فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما» (السلسلة الصحيحة [1/198]).

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب في مقتبل العمر، ولدي بعض الاستفسارات عن الزواج.
أنا أعرف جيدا أن التعرف على فتاة بنية الزواج أو بغيرها حرام، لذلك أريد أن يكون زواجي برضا الله تعالى وبركته، فإذا أحببت فتاة تدرس معي؛ هل يجوز أن أرسل أختي لتخبرها بنيتي خطبتها، وترى إن كانت موافقة أم لا؟

ثانيًا: إن لم أجد فتاة وطلبت من أمي أن تخطب لي؛ فهل يجوز لها أن تخبر الفتاة أنها تريد خطبتها؟ وهل يجوز أن تحضر لي صورتها (محتشمة طبعًا) لأرى الفتاة؟.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

نشكر لك حرصك على أن تقف عند حدود الله، ونرجو الله تعالى أن يكون هذا سببًا في توفيقك ونجاحك، ونحن على ثقة من ذلك، فإن  {وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق:2-3].

وما سألت عنه أيهَا الحبيب من إخبار إرسال أختك لترى الفتاة التي تُريد أن تخطبها، لا حرج عليك في ذلك، ولكن يستحسن ألا تُخبرها بأنك تُريد خطبتها حتى ترى موافقتك على جمالها وما رأت؛ لئلا يكون في ذلك إيذاء لمشاعرها، هذا من الناحية الأخلاقية الأدبية، أما الشرع فإنه يُجيز لك أن تُرسل أختك لتُخبر هذه الفتاة بأنك تريد خطبتها وتصفها لك، وكذلك يجوز أن تُرسل أُمَّك لتُخبر فتاةً بأنك تريد خطبتها، ويجوز لك أن تنظر إلى صورتها ما دمت ترجو أن تُجاب إذا خطبتها وقد عزمت على خطبتها.

فهذان أمران يسوِّغان لك النظر إليها على الحقيقة، فضلاً عن النظر إلى الصورة، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من خطب امرأةً من الأنصار أن ينظر إليها، فقال: «انظر إليها» وهذه هي السُّنَّة، وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في ذلك، فقال:  «فإنه أحرى أن يُؤدَمَ بينكما» (السلسلة الصحيحة [1/198]).

ويجوز لك أن تنظر منها إلى الوجه والكفين عند الفقهاء، وبعضهم يزيد على ذلك بأن تنظر منها إلى ما يدعوك إلى خطبتها كالنظر إلى شعرها وشيءٍ من ساقها ونحو ذلك. ولكن ينبغي الاقتصار على ما يدعوك إلى معرفة جمالها وخصوبة بدنها، وذلك يُعرف بالنظر إلى الوجه والكفين، كما قرره أكثر الفقهاء.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.
------
الشيخ: أحمد الفودعي.

  • 1
  • 1
  • 6,493

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً