الحديث مع الشيعة عبر الإنترنت
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: الملل والنحل والفرق والمذاهب -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاةٌ مسلمة لم أتم العشرين مِن عمري، أجلس على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)، وأتكلم مع الأصدقاء، وبعد حديثي مع بعض الأشخاص اكتشفتُ أنهم شيعة.
فرحتُ أنهم شيعة، وبدأتُ أبحث عن بعض الفتاوى الخاصة بهم لأقرأها، ثم حذفتهم، لكني تراجعتُ بعد ذلك لأنهم لم يسيئوا إلى ديننا، أو يتحدثوا عن معتقداتنا.
مِن خلال قراءتي عنهم، وجدتُ أنهم يحملون في قلوبهم حقدًا وغلاًّ لنا.
فهل حديثي معهم على الإنترنت - دون التطرُّق إلى الدين - فيه مشكلة دينية أو حرمة؟
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فلا يستطيع أحدٌ أن يمنعَ أو يحرِّمَ الكلام مع كافر أو مبتدعٍ، مهما كانتْ بدعتُه مكفِّرة، ولكن هناك فارقٌ بين حوارات الشيعة وغيرهم من أهل الضلال؛ فمن أصول الشيعة التقيَّة، وهي عندهم ركنٌ من أركان دينهم؛ كالصلاة، أو أعظم، (وأن مَن لا تقية له لا إيمان له) - كما في كتبهم، وفيها أيضًا: (عليكم بالتقية؛ فإنه ليس منا مَن لم يجعلها شعاره ودثاره مع مَن يأمن جانبه؛ لتكونَ سَجِيَّة مع مَن يحذره)، (تارك التقية كتارك الصلاة)؛ (بحار الأنوار 75/ 421، مستدرك الوسائل 12/ 254)، وأن (تسعة أعشار الدين هو التقية)؛ (الكافي 2/ 217، بحار الأنوار 75/ 423).
والتقية نفاقٌ، لا يمتُّ للإسلام بصلة، وهي السببُ الرئيس في عدم الوثوق بما يقولونه؛ كالمنافقين تمامًا الذين قال الله تعالى فيهم: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح: 11].
فما الفائدةُ إذن أيتها الابنةُ مِن الكلام معهم، طالما أن تسعة أعشار دينهم النِّفاق، وكيف تثقين فيما يقولون وهم يُظهرون لأهل السنة خلافَ ما يُبطنونه.
مِن الغفلة أيضًا أن تتعامَلي معهم وأنتِ غير مُدْرِكَةٍ لخطر الشيعة الروافض، وأنها أخطر الفرق على الأمة، وأشدها فتنةً وتضليلاً، خصوصًا على غير المتخصص الذي لم يقفْ على حقيقة أمرهم، ولم يخبرْ فساد معتقدهم.
واعلمي أن الشيعةَ في هذا الزمان قد أحْدَثوا حِيَلاً جديدةً لاصطياد مَن لا علم عنده من أهل السنة، والتأثير عليه بعقيدتهم الفاسدة، وخداعه بأنَّ غرضَهم التقريب بين السنة والشيعة، والمطلوبُ منا أن نتركَ ما نحن عليه مِن حقٍّ وسنةٍ، ونُقر ونعتقد بما عندهم مِن باطل، وفي ذات الوقت لا يقبلون التنازُل عن شيءٍ مِن عقيدتهم الفاسدة، والتي تتلخص في تكفير الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وعامة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقذْف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والاعتقاد بتحريف القرآن، واستحلال الزنا باسم المُتْعة، والكذب والنفاق باسم التقيَّة، إلى غير ذلك مِن العقائد الباطلة؛ حتى غدا التشيُّع مأوى كلِّ مَن يريد الكيد للإسلام وأهله.
وتأمَّلي - رعاك الله - هذا الأثر الذي رواه عبدالرَّزَّاق في المصنف، وأورده عبدالله بن أحمد: كان ابن طاوس جالسًا، فجاء رجل من المعتزلة، فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاوس إصبعيه في أذنيه، وقال لابنه: أي بني، أدْخِل إصبعيك في أذنيك، واسددْ لا تسمع مِن كلامِه شيئًا، قال معمر: (يعني أن القلب ضعيف).
وفقك الله لكلِّ خيرٍ.