علاج وسواس الطلاق
خالد عبد المنعم الرفاعي
- التصنيفات: موضوعات متنوعة -
تزوَّجتُ منذ سنوات، وحدثتْ مشاكلُ كثيرة بيني وبين زوجتي؛ وذلك بسبب عنادِها، وكثرة تجاوُزاتها.
حتى قلتُ لها مرة: "أنت طا"، واستفتيتُ، فقال لي العلماءُ: لم يقع الطلاق، وأصابني بعدها وسواس الطلاق، حتى في النوم أحلم به، وهو يزيد معي.
فماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فأسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيَك مِن ذلك المرض، اللهم رب الناس، مُذهِب الباس، اشفِ أنت الشافي، لا شافي إلا أنتَ، شفاءً لا يُغادر سقمًا.
فما تشكو منه - أيها الأخ الكريم - ليس طَلاقًا، وإنما لبَّس عليك الشيطان؛ لعلمه بحبك لزوجتك، وحِرْصك عليها، فأنت تخشى فراقها، فصار يُوَسْوِس لك في ذلك، وأنساك أنَّ الله - عز وجل - تجاوَز عن كلِّ شيء حدَّثنا به أنفسنا ما لم نتكلَّم أو نعمل؛ كما صحَّ في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هُريرة، يرفَعه قال: «إن الله تجاوَز لأمتي عمَّا وسوست، أو حدَّثتْ به أنفسها، ما لم تعمل به أو تكلم».
فأَرِحْ نفسك؛ فما ذكرتَه في رسالتك ليس طلاقًا، ولا حتى وسوسة بالطلاق، وكلام العلماء الذين أفْتَوْك بعدم الوقوع صحيحٌ - إن شاء الله تعالى - وإنما عليك أن تعرضَ نفسك على طبيبٍ نفسيٍّ، ولا تتردَّد في هذا؛ فإن حالتك يسيرة، والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: «تداوَوا؛ فإنَّ الله - عزَّ وجل - لم يضعْ داءً إلا وضَع له دواءً، غير داء واحد: الهَرَم».
وعن أمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكلِّ داءٍ دواءً، فتداوَوا، ولا تداوَوا بحرام» .
وختامًا، آملُ أن تتبعَ الخطوات التي ذكرناها في الاستشارة: "الله أكبر، الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة".
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.