ماذا أفعل وابن عمها ينوي خطبتها؟
خالد عبد المنعم الرفاعي
شابٌّ في الجامعة يريد الزواج من قريبة له، لكن المشكلة أن ابنَ عمِّها تقدَّم لخطبتها وهي لا ترغب فيه ولا تُوافق عليه، ويسأل: ماذا أفعل؟
- التصنيفات: العلاقة بين الجنسين -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لديَّ قريبةٌ وهي زميلتي في الجامعة، فتاةٌ على خُلُقٍ ودينٍ ومُنْتَقِبَة، أحببتُها لِما لها مِن دينٍ وحياءٍ، وصارَحْتُها بأني أريدُها أن تكونَ زوجتي.
المشكلة أنَّ ابن عمها أخبَر أهلَها بأنه يُريد خطبتها، لكنها ترفُضه وكذلك أمها، لكن والدها مُوافق عليه.
تعلَّقْتُ بها، وأريد الزواجَ منها، فأرجو أن تُفيدوني ماذا أفعل؟
وجزاكم الله خيرًا.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فشَكَر اللهُ لك حِرصك على التبصُّر فيما تُقدِم عليه، ومعرفة أحكام الدِّين فيها.
والذي يَظهر مِن ثقافتك التي تكتُب بها أنه لا يَخفى عليك أن الإسلامَ قد سَدَّ كلَّ الأبواب والسبُل التي قد تُفضي إلى الحرام والمفاسِد، وينفذ منها الشيطان، وأن الشارِعَ الحكيمَ قد أخذ الطريقَ على المسلمين حتى لا يَقعوا في الحرام، فأَمَرَ بَغِضِّ البَصَر، وحرَّم الخلْوة والاختلاطَ بالأجنبية، وحرَّم إقامة علاقة بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية ولو كانتْ مِن أجْل الزواج؛ فالغايةُ النَّبيلةُ لا تُبَرِّر الوسيلةَ المُحَرَّمة.
أما ما تشعُر به مِن مَيْلٍ تُجاه تلك الفتاة فلا حرَج عليك فيه؛ لأنَّه مِن الميل الفطريِّ ما دامت الفتاةُ كما ذكرتَ ظاهرُها التديُّن والالتِزام، وفي مِثْلِ هذا يقول النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَم يُرَ للمُتحابَّين مثلُ النِّكاح»؛ رواه ابن ماجَهْ، لكن مع الحَذَر مِن الوُقُوع في أيِّ تجاوُزات شرعيَّة، وينبغي لك السَّعي في تحقيق ذلك، وهو ما نَنصحك ونُرشدك به، ورغَّب فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قوله: «تُنْكَحُ المرأةُ لأربع: لمالِها، ولِحَسَبِها، ولِجمالِها، ولِدينها، فاظفَرْ بذات الدِّين تربتْ يداك»؛ متَّفق عليه.
فإنْ كنتَ أيها الابنُ الكريم قادرًا على تكاليف الزواج المادِّية والمعنويَّة، فاستَخِرِ الله عزَّ وجلَّ وتقدَّم لخِطبة الفتاة، فصاحبةُ الدِّين والخُلُق مما ينبغي الحِرص عليها والظفَر بها، وأما إن كنتَ غيرَ قادرٍ ماديًّا وما زال أمامَك وقتٌ حتى تتخرَّج وتكوِّن نفسك، فأَعْرِضْ عنها، ولا تُحاوِل أن تُعلِّقَ قلبَك بها، ولا تشغلها وتُمرض قلبها؛ ففي ذلك فسادٌ للدِّين والدنيا، فالقدرةُ على مُؤن النِّكاح شرطٌ في الارتباط، كما بيَّنه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مَن استطاع الباءَةَ فلْيَتَزَوَّجْ، فإنه أَغَضُّ للبصر، وأَحْصَنُ للفَرْج، ومَن لَم يستطعْ فعليه بالصَّوم، فإنه له وِجاء».
وَضَعْ نُصب عينك قول الصادق المَصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «ما تركتُ بعدي فتنة أضر على الرِّجال من النِّساء»؛ متَّفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم: «فاتَّقوا الدنيا، واتَّقوا النِّساء؛ فإنَّ أول فتنة بني إسرائيل كانتْ في النساء»؛ رواه مسلم.
والله أسأل أن يقدر لكما الخير حيث كان.