تدريس الأدب الغربي الهادف للأطفال

منذ 2017-12-22

مُدَرِّسة للغة الإنجليزية تسأل عن مشروعية تدريس مقتطفات من الأدب الغربي للأطفال بغَرَض تنمية ملكة اللغة لديهم.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا مدرِّسة للغة الإنجليزيَّة للمرحلة الابتدائيَّة (من الثاني حتى السادس الابتدائي)، وطلابي يغلب عليهم الضعف في المهارات الكتابيَّة وحصيلةِ المفردات، والقدرة على القراءة النَّقدية.

فأحببتُ أن أدرِّس لهم بعض مُقْتطفات أدَب الأطفال باللُّغة الإنجليزيَّة لشَحْذ هذه الملَكات، وأُحاول أن أتحرَّى ألاَّ يكون فيها ما يلوِّث الفِطرةَ؛ من انحرافاتٍ عقديَّة أو فُحشٍ.

فهل يدخُل ذلك في التغريب؟ وهل يكون في ذلك حُرمة؟ علمًا بأنِّي أستَعْمِل أسماءً عربيَّة أثناء التدريبات النحوية التي نجريها بشكلٍ مستمرٍّ للموازنة.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فجزاكِ الله خيرًا على اهتمامك بتربية الصِّغار، وحِرصك على تَنمية مهاراتهم، وتحرِّيكِ موافقة الحقِّ.

لا يَخفى عليكِ أيتها الابنةُ الكريمة أنَّ هناك أشياء جيِّدة في الأدب الغربيِّ؛ من إعلاءٍ لشأن الصِّدق والجد، والمثابرة في العمل، وغير ذلك، فاستعمالُ مثل هذه الأشياء الموجَّهة إسلاميًّا لا شيء فيها ما دامَت لا تتعارض مع المفهوم الإسلامي الأصيل في مختلف مجالات النَّفس والأخلاق، والسياسة والاقتصاد والاجتماع، وكذلك لا تُعارِض قِيَم الفِكر الإسلامي، فالأشياء الهادِفة في الأدب الغربيِّ يجوز لكِ استعمالها مع الأطفال، بل نحن في حاجة لذلك الجهدِ المشكور؛ لأنَّ أكثر من يأخذ من الأدب والثَّقافة الغربيَّة لا يكاد يميِّز بين الممنوعِ والمسموح، حتى أصبح عندنا نتاجٌ سيِّئٌ من ثقافات ومذاهب فلسفيَّة، ونظريات ماديَّة ونقدٍ أدبيٍّ، كلها تتعارَض تعارضًا تامًّا مع ديننا ومفاهيمنا وقِيَمنا، فوجود من يُحسن الاختيار وَفق الضَّوابط الشرعيَّة أمر جيد.

وتذكَّري سلَّمك اللهُ أنَّ العالَم الإسلامي - وهو في أيام قوته - استفاد من كِتاب "كليلة ودمنة"، وهو من جيِّد الكتب القديمة في الهِند.

وفقكِ الله لكلِّ خير.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 18,288

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً