كيف أطور من شخصيتي وأكسب حب الناس؟
تذكر أنك إن لم يكن لك خطة لتوجيه حياتك وتطويرها، ستكون جزءاً من خطط الآخرين، وأهم وسائل التوجيه، هي القراءة في الكتب النافعة والمشهورة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا رجل أهتم بالناحية النفسية كثيراً، وأهتم بتطوير ذاتي؛ لذا أحب أن تهدوا إليَّ نصيحة وتوجيهاً وإرشاداً؛ لكي أزيد من
ثقتي بنفسي.
وكيف أكسب حب الناس؟
أخي عبد الله، السلام عليكم ورحمة الله،
مرحباً بك في موقع (الألوكة) وشكراً لإعطائك الفرصة لنا لمناقشة موضوع هام كهذا الموضوع.
لقد نمت قضية تنمية الذات والثقة بالنفس في السنوات الأخيرة نمواً كبيراً؛ بسبب الحاجة التي يراها الناس في ذلك، إنه استثمار في النفس وهو خير أنواع الاستثمار.
سأطرح هنا بعض النقاط الأساسية في هذا الموضوع:
أولاً: حب الذات، وقبولها كما هي، هو البداية لبناء شخصية متكاملة، شخصية تمتلك الثقة بنفسها، وتنظر بإكبار إلى ذاتها وكيانها، هو حب غير مشروط، تماماً كحب الأب لابنه، أياً كان هذا الابن.
ثانياً: حبنا لأنفسنا لا يعني التسليم بعيوبها والدفاع عنها؛ فالمحب لذاته يسعى لتطوير ما هو قابل للتطوير, ويسعى للتعويض عن جوانب القصور لديه.
وتخيل معي رجلين يعاني كلاهما عاهة مستديمة:
الأول: تقبل ذاته على عاهتها وانكبَّ على العمل والإنجاز؛ حتى يتغلب على تلك العاهة, ويطوّر نفسه, ويحقق النجاح والسعادة؛ وبذلك استطاع التعويض عن النقص الذي ابتلي به.
أما الآخر: فتملكه الحزن واليأس، وأخذ يندب حظه السيئ؛ فهذا الرجل اختار رفض الذات وليس العاهة.
ثالثاً: عندما نحاسب أنفسنا على فعل غير لائق, يجب أن نفصل بين (أنفسنا) و(سلوكنا)، بمعنى أنه برغم ارتكابي لهذا الخطأ، الذي يستوجب التصحيح والتوبة، والاعتذار أحياناً, تبقى نفسي عزيزة وكريمة وغالية عليّ، حتى لو ارتكبت أخطاء كسائر البشر.
رابعاً: هناك وسائل عديدة لكي نزيد من حبنا لأنفسنا، لكني وجدت أنَّ أنفعها هو القيام بأعمال يومية إيجابية صغيرة، لا يقوم بها الناس عادةً, وبطريقة دائمة ومتكررة, كقيام ليلة، أو صيام نهار، أو الالتزام بورد يومي إضافي من الذكر، أو الصدقة في السر، أو القراءة المركَّزة في موضوع ما، أو إتقان رياضة ما، أو القيام بعمل يخدم الشأن العام... أو غير ذلك كثير، ومِن ثَمَّ تسجيل هذه الإنجازات في دفتر شخصي؛ ستصبح هذه الأفعال دليلاً يوميّاً على أن نفسك تستحق كل الحب والامتنان.
خامساً: القراءة ثم القراءة ثم القراءة، شخصيتنا يا أخي عبد الله في تغير دائم، وكما قال أحدهم: "إنك لا تسبح في النهر مرتين"؛ لأنك في تغير دائم، لكننا بحاجة إلى توجيه هذا التغيير؛ ليصبح إيجابياً نافعاً.
تذكر أنك إن لم يكن لك خطة لتوجيه حياتك وتطويرها، ستكون جزءاً من خطط الآخرين، وأهم وسائل التوجيه، هي القراءة في الكتب النافعة والمشهورة.
سادساً: حب الناس يأتي خطوة ثانية بعد حبك لذاتك، ومن السهولة أن تكسب الآخرين، حينما تهتم بهم، وتنصت إليهم، وتستشعر ما يهتمون به؛ كما قال أحدهم: "أنا أحب الشكولاته، والسمك يحب الدود؛ عندما أصطاد سمكاً فإني أقدم لها دوداً، وليس الشوكلاته".
وأنصحك بقراءة كتاب الكاتب الأمريكي دايل كارينجي: "كيف تكسب الأصدقاء؟"؛ ففيه الكثير مما تبحث عنه.
وأخيراً: تجربتي الشخصية هي اللجوء إلى دعاء الله - عز وجل -، قد تستغرب هذا؛ ولكنني وجدت للدعاء وسؤال المولى سبحانه مفعولاً هائلاً، وهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى كثير بيان.
د. ياسر بكار
- التصنيف:
- المصدر: