أرجو مُساعدتي في التَّشخيص
فريق عمل طريق الإسلام
مؤكَّد أنَّك الْتَحَقْتِ بقِسْم عِلم النَّفس في الجامعة، فهذه الاستشارة مكتوبة بأسلوب: "دراسة الحالة Case Study"،وهذا ليس بمقدور شخصٍ غير مُتخصِّص! حقًّا أنتِ رائعة، أتمنَّى لكِ التَّوفيق من أعماقي
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
ذهبتْ "دانة" إلى مُرشد دون علم أحد؛ لشعورها بالخجل والحرج، فهي تُعانِي من تقلُّبات حادَّة في المزاج والعصبيَّة الشَّديدة، التي تؤثِّر على علاقتها بأسرتها وبالأصدقاء، واعترفتْ أنَّها تقوم بضَرْب أختها الصَّغيرة ضربًا مبرحًا ولأسباب تافهة، وبعد ذلك تشعر بالذَّنب والنَّدم؛ ولكنَّها تعود لنفس الفعل، وكذلك تخرج منَ المنزل دون عِلْم أحدٍ؛ لأنَّها لا تحب والديها، وكلّ مَن حولها.
معلومات عن دانة:
في الصَّف الثَّاني الإعدادي في مدرسة خاصَّة، لها أختٌ أكبر منها في الثَّانوي، الأب ميسور الحال، وكثير السَّفر، وأمّها لا تعمل، ولها علاقات اجتماعيَّة كثيرة ونشاطات واسعة.
- الحالة الجسميَّة والصِّحِّيَّة:
تميل إلى العُنْف، ويبدو عليها بعضُ التَّوتُّر، وتقطع في حبل أفكارها.
- الحالة العقليَّة والمعرفيَّة:
طموحها الدِّراسي محدودٌ، تقديرها جيد وجيد جدًّا، ولا تعانِي مِن مشكلات دراسيَّة.
- النَّواحي الاجتماعيَّة:
نشأتْ وسط أسرةٍ صغيرة مكوَّنة مِنَ الأب والأم والأخت الكبرى والصُّغرى، مِن طبقة اجتماعيَّة فوق المتوسِّط، ومستوى تعليمي جيد، علاقتها بالأسرة متوتِّرة ويشوبها الصِّراع بشكلٍ دائمٍ.
- النَّواحي الانفعاليَّة:
انخفاض شديد في الثِّقة بالآخرين والشَّك والرِّيبة مِن تصرُّفات مَن حولها، وانخفاض شديد في تقدير الذَّات، ويظهر مِن خلال عدَم قُدْرَتِها رؤية ذاتِها بشكل واقعيّ وموضوعي وإخفاقها في تقدير إنجازاتها.
- تطوُّر النُّمو:
لم يتحقَّق لَها حسب قولها احتياجاتُها الأساسيَّة أثناء الطُّفولة مثل: الشُّعور بالأمان، والحب، والحنان، والتَّقدير.
من خلال ذلك:
ما ماهية طبيعة المشكلة "تشخيص الحالة"؟
ما ماهية الخطَّة العلاجيَّة الإرشاديَّة المناسبة؟
ما ماهية أهداف الإرشاد النَّفسي للحالة، وبناءً على أيِّ نظريَّة تمَّ صياغة هذه الأهداف؟
كيف يمكن تحقيق تلك الأهداف، وما هي طُرُق وأساليب الإرشاد المُخْتارة؟
مؤكَّد أنَّك الْتَحَقْتِ بقِسْم عِلم النَّفس في الجامعة، فهذه الاستشارة مكتوبة بأسلوب: "دراسة الحالة Case Study"،وهذا ليس بمقدور شخصٍ غير مُتخصِّص! حقًّا أنتِ رائعة، أتمنَّى لكِ التَّوفيق من أعماقي؛ لكن في المرَّة القادمة يجب أن تعتمدي على نفسكِ، أو على الأقلّ اكتبي إجابتكِ وسأقوم أنا بدور الأستاذة - وإن كنتُ لا أحبه - لكنَّه على الأقل أفضل بكثير مِن دَوْر التَّلميذة التي عليها القيام بكتابة الواجب! - كما تفعلين بي الآن - عِدِيني بذلك!
أولاً: تشخيص الحالة:
أ- تحديد المُشكلة:
تُعْرَف الحالة تحت مسمَّى الاضطراب الانفعالي Emotional Disorder، والتي تصنَّف ضمن: المشكلات النَّفسية واضطرابات الشَّخصيَّة Psychological Problems & Personality Disorders.
ب- الأعراض:
تقلُّبات حادَّة في المزاج - العصبيَّة الشَّديدة - ضَرْب الأخت الصَّغيرة ضربًا مبرحًا (ربَّما بدافع الغيرة) - التَّوتُّر - أحلام اليقظة - سهولة الاستثارة الانفعاليَّة - فقدان الثِّقة بالنَّفس والآخرين - الشَّك في الآخرين - أعراض جسميَّة: مثل النَّحافة (ربما بسبب فقدان الشَّهيَّة).
جـ- الأسباب:
1- ترتيبها في الميلاد (الوسطى)، وغالبًا ما يُهمَل الابن الأوسط من قِبَل الوالدين.
2- ميلاد ابنة أخرى بعدها (الصُّغرى)، وتحويل حُب الوالدين واهتمامهما بها.
3- نَقْص الأمْن النَّفسي والجُوع العاطفي في الطُّفولة.
4- الخبرات الأليمة والصَّادمة في الطُّفولة.
5- أسلوب التَّربية الخاطئ.
6- غياب أحد الوالدين المتكرِّر (سفر الأب)، أو انشغالهما (كما تفعل الأم).
7- المُغَالاة في التَّدليل الزَّائد.
8- التَّفْرِقة في المُعَاملة بين الأبناء.
9- البِيئة الأُسريَّة المضطرِبة.
10- اضطراب العلاقة بين الوالدين وبين الابنة.
ثانيًا: الخطَّة العلاجيَّة الإرشاديَّة:
1- التَّعاون بين المُرْشدة الطُّلاَّبيَّة في المَدْرسة والوالدين في علاج الحالة.
2- الإرشاد النَّفسي للوالدين وتعريفهما بالأسلوب السَّليم في التَّربية.
3- علاج المُناخ الأُسري.
4- العلاج النَّفسي الفَرْدي والسُّلوكي والمُوَجَّه وغير الموجَّه للحالة.
ثالثًا: أهداف الإرشاد النَّفسي للحالة:
1- الأَخْذ بيد الحالة للوُصول بها إلى مرحلة النُّضج الانفعالي.
2- إزالة الضُّغوط الانفعاليَّة والمساعدة في حلِّ المشكلات الانفعاليَّة؛ لتسهيل عمليَّة التَّفريغ الانفعالي.
3- تعلُّم ضبط الانفعالات وتكوين عاطفة طيِّبة تجاه الوالدين والأخت الصُّغرى.
4- تعديل الاتجاهات السَّالبة وغير المقبولة اجتماعيًّا؛ كالخروج منَ المنزل دون علم الوالدين.
5- تنمية الثِّقة بالنَّفس والآخرين وتحمُّل المسؤوليَّة.
6- إبراز نواحي القوَّة الإيجابيَّة لدى الحالة.
7- تصحيح الأخطاء البيئيَّة خاصَّة عند الوالدين.
رابعًا: النَّظريَّات التي بُنِيَتْ عليها:
1- نظريَّة الذَّات Self-theory.
2- النَّظريَّة السُّلوكيَّة Behavioural Theory.
3- نظريَّة السِّمات والعوامل Trait – Factor theory.
خامسًا: كيف يُمْكِن تحقيق تلك الأهداف؟
1- شَرْح أبعاد المُشكلة للمُرشدة الطُّلاَّبيَّة في المدرسة، والتَّشاوُر معها لوضْع خطَّة علاجيَّة لتحسين السُّلوك.
2- اللُّجوء إلى الأم والأخت الكبرى كطرف مهم في عمليَّة الإرشاد، وإعدادهما إعدادًا مناسبًا لعمليَّة الإرشاد.
3- مراعاة عمر الحالة والمرحلة العمريَّة التي تنتمي إليها (مراهقة).
4- وضع خطَّة علاجيَّة وَفْق النَّظريَّات المناسبة وأساليب الإرشاد المختارة، والبدء فورًا في تطبيقها.
سادسًا: ما طرق وأساليب الإرشاد المختارة؟
1- الإرشاد الفردي Individual Counselling.
2- الإرشاد الموجَّه Directive Counselling.
3- الإرشاد غير الموجَّه Nondirective Counselling.
4- الإرشاد السُّلوكي Behavioural Counselling.
5- الإرشاد الذَّاتي Self-Counselling.
أتوقَّع أنَّ لديكِ كتاب (التَّوجيه والإرشاد النَّفسي - للدُّكتور/ حامد زهران)، فهذا كتابٌ مهمٌّ في التَّوجيه والإرشاد، أضيفي إلى مكتبتكِ النَّفسيَّة أيضًا إن لم يكن مُقرَّرًا عليك الكتابين التاليين:
- الصِّحَّة النَّفسيَّة والعلاج النَّفسي - للدكتور حامد زهران (مهم جدًّا).
- نظريَّات الإرشاد والعلاج النفسي- للدكتور محمد الشِّنَّاوي.
الكاتبة: أ. عائشة الحكمي.