الخوف من الرياء
ما يدور في خاطرك من شكوك ووساوس - أخي الكريم - هو ما نعرفه في الطب النفسي بـ (الوسواس القهري)، حيث يشكو المرء من أفكار مزعجة، يحاول صرفها عن نفسه دون جدوى, تأخذ من وقته وجهده النفسي الكثير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مشكلتي أنني عندما أقوم بأي عمل لوجه الله وابتغاءً لمرضاته، أكون في حالة خوف ووسوسة من أن يكون لنفسي نصيب في هذا العمل، مما لا يجعله خالصاً لوجه الله، وأظل أناقش نفسي في ذلك مدة طويلة، مما يسبب لي إجهاداً نفسيّاً قد لا تسببه الذنوب نفسها، وبالرغم من أنني متواضع، لا أميل للرياء والاستعراض، فإنني أخاف من أن تكون الأعمال هباءً يوم أن ألقى الله.
فما هي الحدود المعقولة لمراقبة النفس خوفاً من الرياء، وما هو غير المعقول في هذا الإطار؟
لا شك أن الخوف من الرياء أمرٌ محمودٌ:
إذا كان مساعداً على مزيد من تجويد العمل وإخلاص النية، لكنه إذا تعدى ذلك؛ أصبح أمراً غير مقبول، يعطي نتائج عكسية.
ما يدور في خاطرك من شكوك ووساوس - أخي الكريم - هو ما نعرفه في الطب النفسي بـ (الوسواس القهري)، حيث يشكو المرء من أفكار مزعجة، يحاول صرفها عن نفسه دون جدوى, تأخذ من وقته وجهده النفسي الكثير، رغم علمه أنها ليست منطقية، وأنها أكبر من الحجم المقبول وأنها قد تسبب له الكثير من المعاناة والإرهاق.
الأمر لا يدعو للقلق بمشيئة الله، وما تعانيه من أفكار هي أمر فوق طاقتك، ولا يحاسب الله العادل - سبحانه - عباده على ما لا يطيقونه.
وهناك وسائل علاجية كثيرة للتغلب على هذه الأفكار؛ ومنها:
- أن تحتفظ بسجل يومي تحدد فيه يومياً مساحة الوقت، ومساحة الإزعاج الذي أصابك نتيجة الشكوك والوساوس، ولتحاول أن تُقَلِّص هذا الوقت كل يوم بضع دقائق، ويوماً بعد يوم، ستحقق الكثير من الانتصارات على هذه الأفكار!.
- مع الثورة الحديثة للأدوية النفسية, أصبح هناك الكثير من الأدوية الفعالة المجربة، التي تعطي نتائج ملموسة، وتصل بالمريض إلى حالة جيدة، لكننا - في العادة - نحاول تطبيق أسلوب العلاج السلوكي، ثم ننتقل منه إلى العلاج الدوائي، ما لم تكن الحالة مزعجة للغاية.
الكاتب: د. ياسر بكار.
- التصنيف:
- المصدر: