أريدحلاًّ
العيش في الخيال، فهو مقبول إذا كان في حدود قليلة؛ فمن الخيال نستقي الصورة المثالية، التي سنسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، ولكن تقع المشكلة عندما نغرق في الخيال حتى يصبح هو الأصل في حياتنا، فهذا تهديم للنفس وإضرار بها.
أنا شاب نشأت في ظروف سيئة؛ مما جعلني أهرب من مشاكلي إلى عالم الخيال، وكنت أجد في هذا العالم الحل لمشاكلي، ولما كبرت تمنيت أن أكون شخصاً أخر أرسمه في خيالي، ولي أصدقاء من خيالي، ومررت بفترة تعرضت فيها للسحر، وبعد العلاج، مازلت مريضاً، وأنا أفكر كثيراً وأشعر أنني مخنوق، هذا بعض ما عندي؛ فأنا أنطوى على نفسي، وفي نفسي ضيق من كل شيء، وأريد أن أجلس مع نفسي دائماً.
فهل لهذا علاج؟
لا أحب فكرة أن نربط ما يمر بنا اليوم بما عشنا به في الماضي؛ نحن أبناء اليوم، وأغلى ما نملك هو وقتنا الحاضر، الذي يمكن أن نصرِّفه في تطوير أنفسنا وشخصياتنا، وتحسين أوضاعنا، الماضي شيء مفقود ليس له وجود والمستقبل وهم لا ندري كنهه، وما لنا سُلطة سوى على الحاضر وهو الكنز الثمين الذي نملكه.
أما العيش في الخيال، فهو مقبول إذا كان في حدود قليلة؛ فمن الخيال نستقي الصورة المثالية، التي سنسعى إلى تحقيقها على أرض الواقع، ولكن تقع المشكلة عندما نغرق في الخيال حتى يصبح هو الأصل في حياتنا، فهذا تهديم للنفس وإضرار بها.
قرأت في رسالتك - أيضاً - سيدي الفاضل أعراض عديدة لمرض الاكتئاب الذي يصيب عدداً هائلاً من البشر هذه الأيام؛ فقد أصبح كالوباء، وأنصحك أن تراجع أي طبيب نفسي موثوق به في أقرب فرصة؛ فلقد أنعم الله - عز وجل - علينا في عصر الثورة العلمية بعدد من الأدوية المفيدة والرائعة، ودون أعراض جانبية، ولا تسبب أي إدمان أو تعود، وستشعر بالتحسن من الأعراض الذي ذكرت بعد بضعة أيام من تناولها، لا تتردد في الذهاب إلى الطبيب النفسي؛ فمن حق نفسك عليك أن تعالجها إذا مَرِضَت؛ فلا تتأخر في ذلك.
الكاتب: د. ياسر بكار.
- التصنيف:
- المصدر: