هل لكثرة النسيان علاج؟!
ومع ذلك يمكنني أن أقول إن هناك جانب طبي مرضي لهذه المشكلة، وجانب طبيعي عادي. فإذا كان الأول: فقد تترافق مشكلات الحفظ والذاكرة والنسيان مع بعض الأمراض العضوية المعروفة، وهي كثيرة، ولابد من الفحص الطبي وإذا كان الجانب الثاني: يمكن للذاكرة أن تتأخر بالظروف العامة التي يعيشها الإنسان، فقد تكون ظروف حياتك الآن أنك تمرّ في ظروف صعبة من مشكلات نفسية أو أسرية أو اجتماعية، مما يمكن أن يؤثر على قدرتك على التركيز
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة وأعاني من مشكلة في الذاكرة والحفظ، حيث أني أنسى كثيراً.
فهل لهذه المشكلة حل؟!
أرجو منكم أن تعطوني تفاصيل على ذلك وإذا كان هناك حلول فعلية فأرجو ذكرها لي.
بارك الله فيكم.
شكرا على السؤال، وإن كان سؤال عام، وغير محدد، فما هي يا ترى طبيعة مشكلة الذاكرة والحفظ هذه، وما هي الأشياء التي تنساها، ومنذ متى يا ترى، وهل عناك أعراض وعلامات أخرى مرافقة لهذه المشكلة.
ففي الحقيقة، من أجل تقديم استشارة علمية واضحة ومفيدة، لابد من تحديد طبيعة المشكلة وتاريخها كما تعلم أنت من مجال عملك في الهندسة.
ومع ذلك يمكنني أن أقول إن هناك جانب طبي مرضي لهذه المشكلة، وجانب طبيعي عادي.
فإذا كان الأول: فقد تترافق مشكلات الحفظ والذاكرة والنسيان مع بعض الأمراض العضوية المعروفة، وهي كثيرة، ولابد من الفحص الطبي، وأخذ تفاصيل القصة وتاريخ تطورها، ومن ثم يمكن تحديد التشخيص الدقيق، ومن ثم العلاج المناسب، وهنا قد تكون صعوبات الذاكرة العرض وليس المرض، ولابد من علاج السبب الرئيسي لهذا العرض. ومن جملة هذه الأمراض أحيانا بعض الأمراض النفسية، والتي من أعراضها صعوبات الذاكرة والحفظ، ومنها مثلا الاكتئاب وغيره. وهنا أيضا لابد من التشخيص الدقيق ومن ثم العلاج الفعال.
وإذا كان الجانب الثاني: يمكن للذاكرة أن تتأخر بالظروف العامة التي يعيشها الإنسان، فقد تكون ظروف حياتك الآن أنك تمرّ في ظروف صعبة من مشكلات نفسية أو أسرية أو اجتماعية، مما يمكن أن يؤثر على قدرتك على التركيز، وبالتالي فأنت مشغول البال وشارد الذهن، فتجد صعوبة في تسجيل الأحداث من حولك، وبالتالي تشعر بأنك لا تذكر ما تريد حفظه أو تذكره. وقد تكون صعوبات الذاكرة بسبب التعب العام والإجهاد المرافق لنمط الحياة من قلة النوم وسوء التغذية، وهنا لابد من إعادة النظر في ترتيب نمط الحياة لتوفير وقت مناسب للنوم والراحة، والقيام ببعض الأنشطة المنشطة كالرياضة وغيرها.
إذا استمرت هذه المشكلة، وقلقت منها فأنصحك بمراجعة طبيبك من أجل فحصك والقيام ببعض الاختبارات الأساسية، للوصول للتحديد الدقيق لطبيعة المشكلة والتشخيص، ومن ثم العلاج المناسب.
وفقك الله، وأراح بالك.
المستشار: د. مأمون مُبيض