أفشل دائماً في تنظيم وقتي!!
جميل هو شعورنا بأهمية الوقت وضرورة التعامل الأمثل معه، فالكثير من الأذكياء والموهبين يضيع ذكائهم، وتتبدد قدراتهم، بسبب عدم مبالاتهم بأوقاتهم..
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة من اليمن وأعاني من عدم القدرة على تنظيم وقتي، حيث لدي التزامات يجب أن أعملها كل يوم.
وكل ما أعمل خطة عمل أو برنامج لكي أقوم بتنفيذ البرنامج لكن بدون جدوى.
أشيروا علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
أخي الكريم.
الكلام في آليات وطرق تنظيم الوقت يطول جداً.. وقد ألف فيه الكثير من الكتاب المسلمين والغربيين، وهناك كتب متميزة وبسيطة تصلح للمبتدئين في إدارة أنفسهم على المستوى الشخصي، ومن هذه الكتب على سبيل المثال لا الحصر.. كتاب الخطوات الذكية / وهو كتاب مترجم من تعريب سامي سليمان..
وكذلك كتاب كيف تكون عمياً أكثر مترجم ومن الكتب البسيطة والسهلة والمفيدة أيضاً كتاب:
حتى لا تكون كلاً / د. عوض القرني، وهناك كتاب مفيد جداً في إدارة النفس ولكنه يقدم لك قواعد كلية عامة، وليس خطوات تنفيذية صغيرة، وهو كتاب العادات السبع لأكثر الناس فعالية وهو كتاب مترجم لــ ستيفن كوفي، وهو من أكثر الكتب انتشاراً في العالم..
أخي..
جميل هو شعورنا بأهمية الوقت وضرورة التعامل الأمثل معه، فالكثير من الأذكياء والموهبين يضيع ذكائهم، وتتبدد قدراتهم، بسبب عدم مبالاتهم بأوقاتهم..
ودعني أعطيك بعض التوجيهات العامة والسريعة:
1. الخطوة الأولى: في تنظيم أوقاتنا هي وجود الرؤية الجيدة لكيفية تنظيم أوقاتنا، وهذه تعني وضوح الآليات والخطوات التي سنرسمها من أجل تنظيم أوقاتنا. وسيفديك في هذه الخطوة مجموعة المراجع التي ذكرتها لك أعلاه..
2الخطوة الثانية: في تنظيم أوقاتنا والتي لن تنفع الخطوة السابقة إلا بها، وهي الهمة والحسم والعزيمة على تنظيم أوقاتنا، ففي كثير من الأحيان قد تكون مشكلتنا الحقيقية ليست في أننا لا نعرف ما الذي ينبغي أن نقوم به، وإنما أننا ليس لدينا الهمة والعزيمة للقيام به. وعندها فنحن لا نحتاج لا مزيد من النصائح.. وإنما إلى مزيد من الإرادة..
3. تنظيم أوقاتنا لا يعني تكبيل حياتنا بالكثير من القواعد والخطوات الإدارية الصارمة والمعقدة والتي ستحولنا إلى رجل آلي آلي كما يقال. وإنما هي مجموعة قليلة من الخطوات والعادات الجيدة والإيجابية التي نتدرب عليها فتتحول مع مرور الوقت إلى جزء من حياتنا نمارسه بكل سلاسة وتلقائية.
4. الإنسان كائن مؤثر ومتأثر، وهذه القاعدة لا يسلم منها أحد، فراجع دائرتك الصغيرة، وانظر في أصدقائك الخاصين، إنهم في الحقيقة ليسوا إلا أنت، ولذلك أحط نفسك بمن تحب أن تكون مثلهم، ولا تحط نفسك بمن يكون محبطاً لك عن كل مشروع أو خطوة نجاح تنوي القيام بها، والصاحب السيء ليس بالضرورة هو ذلك الشخص الذي يأمرك بالمنكر وفعل المحرمات فقط، بل يدخل فيه أيضاً لصوص الأوقات من البطالين الذين لا هم لهم إلا تبديد أوقاتهم وأوقات من حولهم بكل أمر تافه.
5. من الجميل أن نحول حياتنا إلى مجموعة من المشاريع والأهداف الصغيرة فوجود هدف صغير أو مشروع ما نريد الوصول إليه، يساعدنا في السير بالقوة إليه واستثمار طاقتنا فيه، فالوصول إلى شهادة أكاديمية معينة، أو تعليم لغة أجنبية، أو تعلم مهارة محددة، أو ختم القرآن مثلاً... أو غير ذلك. كل هذا يجعلنا نحشد كل طاقتنا للوصول لهذا الشيء وتحقيق النجاح فيه.
وأخيراً أخي الكريم..
يقول الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
فالاستعانة بالمعين سبحانه وتعالى من أوائل خطوات النجاح والتوفيق بإذنه تعالى، وما أجمل أن تردد دائماً هذا الدعاء النبوي الجميل: «اللهم يا الله.. برحمتك أستغيث.. أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (مجمع الزوائد: 10/183).
سددك الله لكل خير.. وجعلك من مفاتيح الخير..
المستشار: أ. وليد الرفاعي