تغيرت معاملة زوجي تجاهي وأفكر في الانفصال
زوجة حدثت بينها وبين زوجها خلافاتٌ أدَّتْ إلى ابتعاده عنها، ثم تغيرت طريقة معاملته معها، وتُفكِّر في الانفصال، وتريد المشورة.
- التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة متزوجة منذ عامين، زوجي رجلٌ كريم، فيه كثيرٌ مِن الصفات الحسنة، فهو يساعد الناس، ومِعطاء، ولا يضرب، وحالته المادية ميسورة ولله الحمد، ولا يُقصِّر معي، كما أنه مؤدب، ولكن في الوقت نفسه لديه سلبيات مثل أنه ليس حسن التعامل مع أهلي، فلا يرُدُّ على اتصالات والدتي، ولا يُقبِّل رأس والدي، ويقول لهم: إن أردتم نقاشًا تعالوا إلى بيتي، وهو لا يشاورني إذا ذهبنا إلى أي مكان، ولا يُشاورني في أمور البيت، كما أنه حساس جدًّا.
زوجي تغيَّر - ولم يكن كذلك - بعد الزواج بشهرين؛ فلم أكن أطبخ ولا أنظف البيت؛ لأني كنتُ مُكتئبة، ولم أتعوَّدْ على ذلك فقد كانتْ لديَّ خادمة، وبعدما حملتُ ذهبتُ إلى أهلي لمدة 3 أشهر متواصلة، وبسبب قسوته عليَّ كنتُ ألمِّح له أنني وأهلي أفضل منه ماديًّا، وأعلى منه اجتماعيًّا، لكن اعتذرتُ له لشعوري أني أخطأتُ في حقه.
والآن أفكر في الانفصال فأشيروا عليَّ.
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فبنيتي، لِماذا هذا التفكير في الانفصال فقط؟ أليستْ هناك حلول أخرى؟ فهذه القضيةُ ليستْ مُعقَّدةً حتى تُفكِّري في الطلاق، وزوجك بدأ حياته الزوجية بداية حسنة، لكنه لما رأى بعض الأمور التي أزعجته تغيَّرتْ أخلاقُه، وربما كانت هناك أمور أخرى خارجية أدت إلى هذا التغير.
فالمطلوبُ منك الآن - بعد الاستعانة بالله - أن تجتهدي في ترميم ما هُدم من العلاقة؛ لكي تُعيدي ثقة زوجك بك وبنفسه، فزوجك ذو شخصيةٍ حسَّاسة كما ذكرتِ، وهذه الشخصية تحتاج إلى تعامُل حَذرٍ، وهو ليس بسيئ، بل إن حسناته تغلب سيئاته مِن خلال ما وصفتِ.
فقط أعيدي ترتيب العلاقة، واعتذري، وأحسني، وتجاهَلي الأخطاء، وتغافلي عن السيئ.
أشعريه برجولته، وذلك بالطاعة والاحترام، افعلي ذلك احتسابًا وصبرًا، وكلُّ شيءٍ سيتغيَّر بإذن الله، وحينها يُمكنك توجيهه بالطريقة المناسبة، وتستطيعين أن تطلبي بعد ذلك ما تشائين، فالمطلوبُ فقط شيء مِن الحكمة في التعامل.
أخيتي، اعلمي أن الكمال عزيز، فمَن ذا الَّذي تُرضَى سَجَايَاهُ كُلُّها؟
مَن ذا الذي ما ساء قَطّْ ♦♦♦ وَمَنْ له الحُسْنَى فقط
كما أوصيك بتفقُّد علاقتك بالله، وكثرة الذكر، وتلاوة القرآن، والحرص على الطاعات؛ فمَن كانت الآخرة همه جَمَع الله عليه شملَه؛ كما جاء في حديثٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا تغفلي الدعاء، ومما يُدعى به في مثل ذلك ما جاء في كتاب الله جلَّ جلاله حيث قال: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74].
أعانك الله، ووفقك لما يُحب ويرضى