تغيير القناعات والتخلص من الاكتئاب

فتاة تُعاني من الاكتئاب، وتريد أن تصلحَ حياتها وتغير قناعاتها السلبية التي تعيشها، لكنها لا تستطيع، وتريد بعض النصائح حول ذلك.

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أنا فتاة أعاني مِن اكتئاب شديدٍ، تقريبًا أبكي قبل النوم نهاية كل أسبوع، وأُحبُّ العُزلة وأخاف الوَحدة.

 

في الفترة الأخيرة تغيَّرتْ أمور كثيرة لدي، وأصبحتُ لا أشتهي الطعام كالمعتاد، بل أحرم نفسي مِن الطعام، وأكتفي بوجبة واحدة فقط، مع شرب كثيرٍ مِن المشروبات المنبهة.

 

للأسف ابتعدتُ عن عائلتي أكثر مِن المعتاد، وتألمتْ نفسيتي أكثر؛ لأنهم لا يسألون عني، ولا أجد أحدًا يهتم بصحبتي.

 

حتى مواعيد نومي تُخالف مواعيد نوم إخوتي، وأستيقظ وحيدةً وأنام وحيدة، ووقت فراغي أملؤُه بقراءة الروايات، أأو مشاهدة المسلسلات، وكأن الاكتئاب أصبح جزءًا مِن حياتي!

 

حياتي الروتينية تقتلني، ولا أُكلِّم أحدًا، وصحتي النفسية تتدهور، وشعوري بالوحدة يتفاقم، ولا أعلم سبب كتابتي هذه الاستشارة، فربما سبب ما أنا فيه والداي، ولا أعلم ماذا يحدث لي، خاصة أن الشك بدأ يُحيطني، فأفتش حولي وأفتح الأدراج لأفتش وأتأكد مِن عدم وجود أي شيء!


 

الإجابة:

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته:

نتمنى أن نكونَ خير معينٍ لك بعد الله في تجاوُز ما تمرين به.

ستكون بدايتي أخيتي مِن الجزء الأخير من استشارتك وهو: (لا أعلم سبب كتابة استشارتي)؛ حيث سأُوَضِّح لك السبب مِن خلال قراءتها، وهو أنك تعانين ولم تجدي حلًّا لذلك، ولست راضية تمام الرضا عن نفسك وعن وضعك الاجتماعي.

 

تمرين بحالة اكتئاب أدتْ إلى تغير كبير في نمط حياتك، وأثرتْ على علاقاتك الاجتماعية ونمطك الغذائي وأسلوب حياتك اليومي، وتستطيعين العودة إلى وضعك الطبيعي مِن خلال نقطة مهمة جدًّا، وهي تغيير القناعات التي تدور في رأسك، وأولها: (الاكتئاب جزء من حياتي)، وإن كان كلامُك صحيحًا، فلماذا كتبتِ هذه الاستشارة؟ بل هو حالة عارضة تَمُرُّ بها النفسُ، وتحتاج إلى علاج للعودة إلى وضعها الطبيعي.

 

ثاني القناعات: (الخوف مِن التغيير)، وإن كنتُ على يقين بأنك ترغبين في التغيير، لكن ما يعيقك ويجعلك تتراجعين هو الخوف مِن نتيجة التغيير، ولا محالة سيكون تغيُّرًا إيجابيًّا أو سلبيًّا.

 

اعلمي أخيتي أنَّ الإنسان بطبيعته يُحب التغيير، ويُحب التجديد؛ ولذلك يسعى دائمًا لتحقيق الأهداف التي رسمها في حياته، بناءً على القدرات والإمكانات التي وهبها اللهُ عز وجل له في هذه الحياة، ولا يريد أن يستمرَّ على حال واحدة، بل يسعى دائمًا للأفضل؛ ولذلك حددي أهدافك، وقيسي قدراتك، وابدئي بالعمل على تحقيقها.

 

من المهم جدًّا أختي الكريمة تغيير نمط حياتك، والعودة للحياة مع الأهل، وهذا يُساعد على التخلص مِن الاكتئاب بشكل سريع.

 

مِن الطبيعي جدًّا ألا ترغبي في الجلوس معهم والتحدث إليهم، ما دمتِ بنظام عكس نظامهم تمامًا، فأوقات النوم مختلفة، وباختلافها اختلف نظام الأكل، وذلك أثر بشكل كبير على العلاقات الاجتماعية.

 

عودي إلى النوم في وقتهم، واحرصي على تناول وجبة الإفطار؛ فهي تُساعد على تناول باقي الوجبات، وستجدين علاقتك معهم تتجدد بشكل تلقائي، وتأكدي أن العلاقات الاجتماعية لا تُؤخَذ مِن المسلسلات والروايات والكتب، لكنها تُعاش بالواقع والتجربة وبالنجاح والفشل، وتأكدي أن الاكتئاب يزداد مع الفراغ؛ لذلك حاولي إشغال نفسك بما تحبينه وتستفيدين منه في حياتك.

 

كذلك راجعي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى، وحافظي على الصلاة في أوقاتها، وحافظي على الأذكار اليومية، واجعلي لك سريرةً مع الله في الخفاء؛ كصدقةٍ، أو أي عمل خيري؛ فمَرْدُودُه عظيم في الدنيا والآخرة.

 

وختامًا تمنياتي لك بالشفاء العاجل، والحياة السعيدة المستقرة