كيف ننظر للأفعال الإثباتية؟
أحتاج أحيانًا إلى أن أفعل بعض الأشياء، فقط لأثبت لنفسي أني قادرة على فعلها، ولكن المشكلة حين تقع هذه الأشياء خارج نطاق أهدافي المكتوبة، وخارج أولوياتي، أو عندما تتعارض في وقتها مع أهدافي المكتوبة.
- التصنيفات: استشارات نفسية -
سؤالي هو: إني أحتاج أحيانًا إلى أن أفعل بعض الأشياء، فقط لأثبت لنفسي أني قادرة على فعلها، ولكن المشكلة حين تقع هذه الأشياء خارج نطاق أهدافي المكتوبة، وخارج أولوياتي، أو عندما تتعارض في وقتها مع أهدافي المكتوبة.
مثلاً: بعد أن تقدمت للعمل الصيفي في إحدى المؤسسات، وجدت أن هذا العمل خارج مجال دراستي، وخارج مجال خططي المكتوبة؛ بمعنى آخر: لا أحتاجه، وأنا أرى أنه يتعارض - في وقته - مع أهداف أخرى، وما يجعلني أميل له هو اعتقادي أني بحاجة إلى أن أُثبِت لنفسي قدرتي على العمل؛ حيث إنني أشك في تلك القدرة؛ بسبب تجرِبة سابقة.
سؤالي عن مدى أهمية مثل تلك الأفعال (الإثباتات)، خصوصًا أن هذا تكرر معي من قبل، وهل علينا أن ننظر إليها على أنها حاجة نفسية.
أو أن نتجاهلها باعتبار أنها مضيعة للوقت؟ وشكرًا
أود أن أعلِّق على رسالتك في النقطتين التاليتين:
الأولى: أود منكِ أن تراجعي أهدافكِ أولاً، قد يكون سبب ما يحدث لكِ هو أن أهدافَكِ ليست مُلهِمة بطريقة كافية.
فالأهداف الملهِمة لها سِمَتان أساسيتان:
• أن تتوافق مع سُلَّم القيم لدينا؛ أي: أن نعتقد جازمين بأهميتها، وبضرورة التضحية من أجلها.
• أن تتوافق أهدافنا مع نقاط القوة لدينا؛ أي تتوافق مع الفعاليات والأنشطة التي نتقنها أكثر من أقراننا، وأن نشعر بالارتياح والسرور عندما نزاولها.
لو راجعت أهدافك، فأرجو أن تتأكدي من أنها تحقق الشرطين السابقين، وبعد ذلك سوف تستغنين عن القيام بنشاطات لستِ راضيةً عنها.
النقطة الثانية: من التحديات المهمة التي تواجه كل واحد منا كل يوم، هو أن نُقنِع أنفسنا - وليس الآخرين- بأننا أشخاص مهمين، ونستحق الاهتمام والثقة والحب، صدقيني إنه ليس بالأمر السهل، ولكل منا طريقته في ذلك، من هذه الطرق ما هو مُؤقَّت؛ كأن يشتري الشخص شيئًا ثمينًا (سيارة، شنطة، نظارة شمسية ...)، ومنها ما تقومين به أنتِ، فعلى الرغم من أنه قد يبعث فيك شيئًا من الثقة، لكنه – بالطبع - لن يُقرِّبك إلى أهدافكِ ومن ثَم فليس من المفيد شغل الوقت به.
إنه سؤال كبير؛ كيف نسعى إلى الاقتناع بأننا تستحق الاحترام والتقدير، وأن ما فشلنا فيه هو أمر مؤقت، وليس قصورًا وضعفًا دائمًا فينا.
أتركك لتتأملي في هذه الكلمات، وأرجو أن يكون فيها النفع والفائدة، أسأل الله أن يمدكِ بعون من عنده؛ لتكوني خيرًا وبركة على أمة الإسلام.