ابني ومستواه الدراسي

  • التصنيفات: استشارات تربوية وأسرية -
السؤال:

السلام عليكم،


أتوجَّهُ بالشكر لكلِّ القائمين على هذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتهم.


لدي استشاره أوجهها للدكتور ياسر بكار:

لديَّ ابن يبلغ من العمر خمس سنوات، ولديه أخت توءم، لكنني ألاحظ عليه ضعف التركيز؛ فهو عندما يأتي من المدرسة أسأله عما درسه، فلا يستطيع معرفة الحروف، ولا الأرقام مع أن معلمته في المدرسة تخبرني أنه يجيب على أسألتها، ولكنها تشكو عدم تفاعله؛ حيث إنه لا يجيب إلا إذا طُلِب منه.


قد أكون عصبية معه بعض الشيء، ولكني حاولت - بشتى الطرق - أن أرفع مستواه الدراسي لكن دون فائدة، فعندما أسأله وأجيب يكرر الإجابة، وأسأله بعد ثوانٍ لا يستطيع، أرجو مساعدتي، مع العلم أنه في المرحلة التمهيدية وأخته في نفس المستوى ولكنها أذكى منه.

 

الإجابة:

الأخت الكريمة.. 


هناك عدة أمور قد تفسر حالة ولدك - حفظه الله - أسردها في النقاط التالية:

أولاً: أن يكون من طبع الطفل الخجل والرغبة في عدم الضغط عليه حتى يتعلم، وهذا طبع نولد به، ويمكن تغييره بالهدوء والتفهم والمساندة.


ثانيًا: قضية المقارنة مع أخته قضية مُؤلِمة للطفل، وقد تُسَبِّب له قلقًا يؤدي إلى عدم التجاوب، قد تقولين إنك تتجنَّبين المقارنة، لكن في الواقع قد تظهر المقارنة في لغة الجسد وإشاراته كما ظهرت في رسالتك هذه، والطفل لديه قدرة هائلة على التقاط مثل هذه الإشارات وفَهْمِها.


ثالثاً: قد يعاني الطفل ضعفًا في قدراته العقلية العامة، أو قد يعاني صعوباتٍ دراسية معينة، ويمكن التأكد من ذلك بإجراء اختبار الذكاء واختبار صعوبات التعلم، ولكن بعد أن نخفف عنه الضغط في التعلم والمقارنة، وبعد أن يقضي فترة في الروضة أو في السنة الأولى الابتدائية، وأنصح بألا تقومي بذلك إلا بعد مراجعة الطبيب النفسي في مستشفى حكومي، حتى لا نقوم باختبار بشكل غير صحيح ونصمه بالتخلف وهو ليس فيه.


رابعًا: هناك مرض معروف يسمى اضطراب أو تشتت الانتباه وفرط الحركة؛ حيث يقل فيه التركيز وغالبًا ما يترافق مع فرط الحركة، ويمكن استثناء هذا التشخيص عند زيارة الطبيب النفسي، وإن كنت أستبعد ذلك.


خـتامًا: أنا لست من المؤيدين للضغط على الطفل للتعلم السريع والمتقدم، الذي يقوم به الكثير من الآباء لإرضاء غرورهم هم"أبناؤنا مميزون؛ فهذا يعني أنَّنا مُمَيَّزون أيضًا"، والصحيح هو وضعهم في بيئة غنية بالتَّعَلُّم، والتَّواصُل معهم في كل لحظة؛ لتوصيل المعلومة بأسلوب مَرِح وغير مباشر، دون أن يشعروا أنهم مُلْزَمون بالتعَلُّم إلزامًا..


استمرِّي في مُكافأته عندما يُحقق أي نجاح، ومع الصبر والتفَهُّم لطبعه - إن كانت هذه هي مشكلته فقط - ومساعدته بهدوء ودون عصبية سيتجاوز هذه المشكلة بمشيئة الله تعالى.